توتر نووي يلوح بالأفق.. تصعيد خطير بين الهند وباكستان يعيد مخاوف الحرب

توتر نووي يلوح بالأفق.. تصعيد خطير بين الهند وباكستان يعيد مخاوف الحرب

توتر نووي يلوح بالأفق.. تصعيد خطير بين الهند وباكستان يعيد مخاوف الحرب
الأزمة الهندية الباكستانية

تواصلت لليلة الرابعة على التوالي موجة تبادل إطلاق النار بين الهند وباكستان عبر حدود كشمير، وسط تصعيد متسارع ينذر بزعزعة استقرار المنطقة بأسرها، مع تداعيات محتملة على السلم العالمي.

يأتي هذا التصعيد بعد الهجوم الدامي الذي استهدف سياحًا في كشمير الهندية في 22 أبريل الجاري، وأسفر عن مقتل 26 شخصًا.

ردًا على الهجوم، اتخذت الدولتان النوويتان سلسلة من الإجراءات الحاسمة، إذ علقت الهند معاهدة مياه نهر السند، أحد أهم مصادر المياه بين البلدين، بينما أغلقت باكستان مجالها الجوي أمام الخطوط الجوية الهندية، ما زاد من حدة التوتر الإقليمي.

وقالت وزارة الدفاع الهندية، اليوم الاثنين، إنها ردت على "إطلاق نار غير مبرر" من الجانب الباكستاني عبر الحدود، مشيرة إلى استخدام أسلحة خفيفة من عدة مواقع للجيش الباكستاني قرابة منتصف الليل. 

رغم عدم الإشارة إلى وقوع إصابات، إلا أن التصعيد الميداني يعكس حجم الغضب الذي يعصف بالعلاقات الثنائية منذ الهجوم.

في المقابل، نفت إسلام أباد مجددًا أي ضلوع لها في الهجوم، ودعت إلى فتح تحقيق دولي محايد، معتبرة أن الهند تسعى إلى "تأجيج المشاعر القومية" قبيل انتخابات محلية قريبة. غير أن الهند تصر على اتهامها لباكستان بـ"تمويل وتشجيع الإرهاب" في إقليم كشمير المتنازع عليه، وهو الاتهام الذي طالما شكل بؤرة خلاف دائم بين الجارتين النوويتين.

وفي تطور ميداني لافت، أفاد مسؤول بالشرطة الهندية، أن قوات الأمن ألقت القبض على نحو 500 شخص لاستجوابهم خلال عمليات دهم واسعة شملت تفتيش الغابات ونحو ألف منزل في كشمير الهندية. وأشار  أن 9 منازل على الأقل تم هدمها بحثًا عن المسلحين المرتبطين بالهجوم.

أزمة المياه تتفاقم

يعد تعليق الهند لمعاهدة مياه نهر السند أحد أخطر التحركات في تاريخ الصراع الهندي الباكستاني، إذ أن الاتفاقية، الموقعة برعاية البنك الدولي عام 1960، لطالما اعتبرت صمام أمان يحول دون انزلاق الدولتين نحو مواجهة شاملة. 

ويخشى خبراء، أن يؤدي إلغاء أو تجميد العمل بها إلى صراع على الموارد الطبيعية، يزيد من هشاشة الأوضاع في المنطقة.

تداعيات عالمية محتملة

تزايد التوتر بين الهند وباكستان يثير قلق المجتمع الدولي، خصوصًا أن البلدين يمتلكان أسلحة نووية؛ مما يجعل أي انزلاق غير محسوب كارثيًا ليس فقط على جنوب آسيا، بل على العالم بأسره. 

وقد دعت الأمم المتحدة إلى ضبط النفس والعودة إلى الحوار، بينما حثت الولايات المتحدة، عبر وزارة خارجيتها، الطرفين على "تجنب التصعيد والحفاظ على قنوات الاتصال الدبلوماسية مفتوحة".

ويحذر محللون من أن استمرار التوتر قد يهدد إمدادات التجارة العالمية، خاصة أن الطرق الجوية والبرية عبر جنوب آسيا حيوية للربط بين الشرق الأوسط وشرق آسيا.

 إضافة إلى ذلك، فإن الاضطرابات في كشمير قد توفر أرضية خصبة لنشاط الجماعات المتطرفة؛ مما يزيد من تحديات الأمن الإقليمي.

ومع تعقد المشهد الميداني والدبلوماسي، يبدو أن المنطقة تدخل مرحلة شديدة الحساسية،

 وفي غياب مسار واضح للحوار، تظل المخاوف قائمة من أن ينفلت زمام الأمور بين القوتين النوويتين، في وقت يحتاج فيه العالم أكثر من أي وقت مضى إلى الاستقرار والسلام.