تركيا تتفاوض سراً مع إسرائيل لتحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة

تركيا تتفاوض سراً مع إسرائيل لتحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونتانياهو

تصريحات خاوية يطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشكل دوري ينتقد فيها إسرائيل وكل من يتعامل معها، زاعما نصره للقضية الفلسطينية، ولكن ما وراء الكواليس، فأردوغان لديه علاقات قوية مع إسرائيل ولم يقطع العلاقات الأمنية والتجارية والاقتصادية كما ادعى، ويسعى الآن لتقوية التحالف معها لكسر عزلته في شرق البحر الأبيض المتوسط عن طريق المفاوضات السرية والاتفاقيات الاقتصادية والمخابراتية، ليدرك العالم نفاق الرئيس التركي ورغبته في تحقيق حلمه العثماني بأي شكل وأي ثمن، وأن حديثه عن القضية الفلسطينية مجرد شعارات لا جدوى منها. 

مفاوضات سرية جديدة

ومن المتوقع أن يقترح الأدميرال التركي السابق جهاد يايجي غدا الاثنين اتفاقًا بشأن المنطقة الاقتصادية الخالصة المشتركة بين تركيا وإسرائيل في شرق البحر المتوسط؛ ما يشير إلى رغبة أنقرة في التوفيق بين العلاقات الثنائية، حسبما ذكرت صحيفة إسرائيل هايوم.


ووفقا للمقترح ستندمج الحدود البحرية المقترحة بين البلدين على حساب قبرص، المتورطة في خلاف مستمر بين تركيا ومنتدى غاز إيست ميد، وهو تكتل من البلدان يضم اليونان ومصر وإسرائيل، والتي تتعاون لإنشاء مركز غاز إقليمي هدفه التصدير إلى أوروبا.


تركيا، التي لا تعترف بقبرص كدولة، تطالب بنصف المنطقة الاقتصادية الخالصة للبلاد نيابة عن الجمهورية التركية المنفصلة لشمال قبرص ونفذت مرارًا عمليات مسح وحفر بحرية بمرافقة السفن الحربية في المنطقة.

تفاصيل المقترح


وقالت صحيفة إسرائيل هايوم: إن المنطقة الاقتصادية الخالصة التركية الإسرائيلية التي يقترحها يايجي المعروف بقربه من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد تربط خط أنابيب الغاز الإسرائيلي المزمع إلى أوروبا عبر خط الأنابيب التركي الحالي بالفعل.


وقالت الصحيفة نقلاً عن يايجي: إن هذا الخيار سيكون "عمليًا ورخيصًا بدرجة أكبر لإسرائيل مقارنة بمشروع إيست ميد".


ويأتي اقتراح يايجي في أعقاب تقرير نُشر الأسبوع الماضي عبر موقع "المونيتور" الأميركي، يفيد بأن رئيس جهاز المخابرات الوطنية التركي قد أجرى اتصالات عكسية مؤخرًا مع المسؤولين الإسرائيليين كجزء من الجهود التي أطلقتها تركيا لتطبيع العلاقات.


وطردت تركيا السفير الإسرائيلي واستدعت سفيرها في مايو 2018 بسبب الهجمات الإسرائيلية على غزة وقرار الولايات المتحدة نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس. كما قام مسؤولون أتراك، بمن فيهم أردوغان، بتوبيخ إسرائيل بشكل متكرر بشأن معاملة الدولة للشعب الفلسطيني.

رفض إسرائيلي

وقال مسؤول إسرائيلي كبير: إن تحسين العلاقات مع أنقرة كان تطورًا مرحبًا به، لكن أي اقتراح يأتي على حساب قبرص ليس بداية ولن توافق به الحكومة.


وأصاف المسؤول: "قبرص حليف لإسرائيل والحدود البحرية بين البلدين معترف بها من قِبل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي".