لبنان يواجه تصعيدًا إسرائيليًا محتملًا بعد عامٍ على وقف إطلاق النار

لبنان يواجه تصعيدًا إسرائيليًا محتملًا بعد عامٍ على وقف إطلاق النار

لبنان يواجه تصعيدًا إسرائيليًا محتملًا بعد عامٍ على وقف إطلاق النار
جنوب لبنان

يمر لبنان بعد أكثر من عام على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل بفترة حرجة، مع تحذيرات متجددة من احتمالية تصعيد عسكري إسرائيلي واسع قد يعيد البلاد إلى أتون الحرب ويهدد تعافيها الهش، وفقًا لما نقلته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

وأفاد مسؤولون لبنانيون، أن رسائل وصلتهم من وسطاء، بينهم الولايات المتحدة، تحذر من عملية عسكرية كبيرة في لبنان، دون تحديد موعد دقيق، ما يعكس محدودية فعالية اتفاقية الهدنة التي توسطت فيها واشنطن وباريس، والتي كانت تهدف لاستعادة الهدوء في المنطقة.

تصعيد إسرائيلي مستمر

منذ توقيع الهدنة في نوفمبر 2024، نفذت إسرائيل غارات جوية شبه يومية على الأراضي اللبنانية، ودمرت منازل وبنية تحتية خلال هجمات متكررة، واستمرت في احتلال خمس مناطق استراتيجية جنوب لبنان، في خطوات اعتبرها مسؤولون لبنانيون والأمم المتحدة انتهاكًا متكررًا للهدنة.

وأوضحت إسرائيل، أن هذه الغارات تستهدف بنية حزب الله التحتية ومستودعات الأسلحة، بهدف منع الجماعة من استعادة قوتها العسكرية بعد خسائرها في النزاع مع إسرائيل.

جهود لبنانية لتجنب التصعيد


في ظل هذه التهديدات، شدد وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي على تكثيف الاتصالات الدبلوماسية لضمان حماية الدولة ومؤسساتها في حال حدوث أي تصعيد. 

وأكدت القوات المسلحة اللبنانية قرب الانتهاء من المرحلة الأولى لخطة السيطرة على الأسلحة جنوب نهر الليطاني، والتي تمثل منطقة رئيسية في اتفاق وقف إطلاق النار.

مفاوضات غير عسكرية

في خطوة نادرة، اتفق لبنان وإسرائيل على تعيين ممثلين مدنيين لمراقبة الالتزام بالهدنة، في إطار مفاوضات مباشرة بين المدنيين من كلا البلدين. 

ومع ذلك، لم توقف هذه الخطوة الغارات الجوية التي نفذتها إسرائيل، الجمعة، في مناطق جنوب وشرق لبنان، دون تسجيل إصابات، فيما بلغ عدد القتلى منذ بداية الهدنة 335 شخصًا، نصفهم تقريبًا من المدنيين، وفق وزارة الصحة اللبنانية والأمم المتحدة.

الجيش اللبناني وخطة نزع السلاح

أوضح الجيش اللبناني، أن العمليات جنوب نهر الليطاني والتي تشمل نشر حوالي 10 آلاف جندي على 2200 موقع، تمنحه السيطرة التشغيلية على المنطقة، تمثل جزءًا من خطة نزع السلاح المرحلية، والتي تهدف لتسليم السلاح إلى الدولة بشكل تدريجي لتفادي صدام مباشر مع حزب الله.

وتواجه المرحلة الثانية تحديًا أكبر، إذ ستركز على المناطق شمال نهر الليطاني، بما يشمل الموانئ والمطار الدولي وحدود سوريا التي كانت مسرحًا لتهريب الأسلحة.

حزب الله وموقفه من نزع السلاح

على الرغم من خسائره الفادحة، وافق حزب الله على تسليم جنوب لبنان للجيش اللبناني، لكنه رفض التخلي عن ترسانته بالكامل، معتبرًا أن لبنان ما يزال في حالة حرب وأن إسرائيل يجب أن تلتزم أولًا ببنود اتفاق وقف إطلاق النار.

يواجه لبنان ضغطًا متزايدًا بسبب استمرار الغارات الإسرائيلية، ونقص الاستثمار والمساعدات لإعادة إعمار المناطق الجنوبية، حيث ما زال آلاف النازحين ينتظرون العودة إلى منازلهم المدمرة.

ويشير خبراء أمنيون إلى أن أي تصعيد شامل سيكون كارثيًا للبلاد التي لم تتعاف بعد من النزاع الأخير الذي بدأ بعد 7 أكتوبر 2023، ويؤكدون أن نجاح الجيش اللبناني في إقناع المجتمع الدولي بجدية خطة نزع السلاح قد يحد من المخاطر، بينما تجاهل واشنطن لهذه الجهود قد يفتح الباب أمام تحرك عسكري إسرائيلي جديد.

ضغط دولي أمريكي

حذر مسؤولون أمريكيون من أن أي تصعيد عسكري إسرائيلي يتعارض مع جهود الرئيس ترامب كوسيط للسلام في الشرق الأوسط، مؤكدين على أهمية ضبط النفس وتثبيت الهدنة لمنع اندلاع صراع جديد في المنطقة.

يبقى لبنان في مواجهة صعبة بين ضبط الوضع داخليًا، وتحديات حزب الله، والتهديدات الإسرائيلية، وسط رهانات على الدور الدولي في تثبيت الهدوء وضمان استقرار البلاد.