أصدقاء الأمس أعداء اليوم، فبعد سنوات طويلة من التحالف الشيطاني بين تركيا وإيران اشتعلت الخلافات بين الطرفين بسبب محاولات تركيا لاحتلال شمال
العراق وهو الأمر الذي رفضته إيران، وأرسلت برسالة دموية لتركيا بهذا الرفض من خلال هجوم أربيل.

ووصل الخلاف لأزمة دبلوماسية واستدعت كل دولة سفيرها للتعبير عن اعتراضها على سياسة جارتها.

رسالة إيرانية لتركيا

يعتقد أن الهجوم الصاروخي على أربيل عاصمة كردستان العراق كان رسالة من الميليشيات المدعومة من إيران إلى الولايات المتحدة وتركيا، بحسب موقع "أحوال" التركي.

ففي 15 فبراير ، سقط 14 صاروخا على نقاط في أنحاء أربيل، بما في ذلك الأحياء السكنية والمطار الدولي القريب من مقر القوات الأميركية وقوات التحالف. 

وتعهد العراق وحكومة إقليم كردستان (KRG) بتحديد المسؤول عن الهجوم ، على الرغم من مزاعم المسؤولية من أولياء الدم ، الوكيل الإيراني المعروف. 

وسلط الهجوم الضوء على التوترات الإقليمية الشديدة حيث يتطلع الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إعادة إشراك إيران في المفاوضات بشأن الاتفاق النووي الذي تخلى عنه سلفه دونالد ترامب في عام 2018.

ووفقًا لكارولين روز، كبيرة المحللين ورئيسة برنامج الفراغات الإستراتيجية في معهد نيولاينز للإستراتيجية والسياسة في واشنطن العاصمة، فإن طهران بدأت في تحويل انتباهها أكثر إلى المنطقة الكردية في العراق وحكومة إقليم كردستان وتركيا، ولم تعد تستهدف الولايات المتحدة فقط.

وتابعت "الرسالة التي يرسلونها إلى أنقرة هي عدم العبث معنا في إقليم كردستان العراق ، لا تعبثوا معنا في كردستان العراق."

قبل أيام من سقوط الصواريخ على أربيل ، شنت تركيا عملية المخلب النمر 2 ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني المتمركزين على طول الحدود التركية العراقية، بعد اكتشاف مقتل 14 رهينة أتراك في سلسلة جبال جار ، تعهد الرئيس رجب طيب أردوغان ومسؤولون أتراك آخرون بتوسيع العمليات ضد حزب العمال الكردستاني داخل كردستان العراق. 

أزمة دبلوماسية

وقالت روز  إن إيران تنظر إلى نفوذ تركيا مع حكومة إقليم كردستان على أنه تحدٍ محتمل لإستراتيجياتها داخل العراق. 

وبعد عملية قتل الرهائن، كان رد إيران والميليشيات المتحالفة معها داخل العراق فاتراً بالتأكيد.

وكانت الميليشيات من جانبها معادية بشكل خاص، ففي 13 فبراير ، وهو اليوم الذي عثرت فيه تركيا على الرهائن قتلى، أعلنت ثلاثة ألوية أنها سترسل قوات إلى محافظة سنجار في الشمال. 

وهاجمت إحدى الجماعات الحكومة العراقية في بغداد ووصفتها بـ "الضعيفة" أمام تركيا فيما دعت أخرى إلى الوقوف بحزم في وجه العدوان التركي.

كما أوضحت إيران رسميًا أنها ضد سياسات تركيا أيضًا،  وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف صراحة إن إيران "ترفض الوجود العسكري التركي في سوريا والعراق ، ونعتبر سياسات أنقرة تجاه دمشق وبغداد خاطئة" على التلفزيون الحكومي.

كان هناك مؤخرا سحب متبادل بين السفراء في نهاية هذا الأسبوع بين الجانبين. 

وقال السفير الإيراني في بغداد إيراج مشيد، لصحيفة روداو الكردية العراقية، يوم السبت ، إنه يتعين على تركيا سحب قواتها من الأراضي العراقية واحترام الحدود ، وأن طهران تعارض بشدة التدخلات التركية في شمال العراق ، وكذلك أي وجود أجنبي آخر في البلاد. 

وقال سفير تركيا في العراق إن إيران ليست في وضع يمكنها من إلقاء محاضرة على بلاده بشأن التدخل.

تحركات إيرانية

وبحسب الموقع التركي فإن المحافظات العراقية الشمالية ذات أهمية إستراتيجية لإيران وحلفائها من الميليشيات، حيث تمثل المعابر الحدودية مع سوريا عنصرا حاسما في دعم سياسات طهران هناك ، وهيمنة الميليشيات على طرق التهريب هناك حافز مهم للتمسك بهذه المنطقة.

حذرت روز من أن إيران ترى الوجود التركي في هذه المنطقة، سواء كان انتشارها العسكري أو علاقتها مع حكومة إقليم كردستان ، بعيون متوترة، ويخشون أن تسعى أنقرة للسيطرة على هذه المنطقة بالطريقة التي نصبت بها نفسها في شمال سوريا والبقاء في مكانها لبعض الوقت.

ولتحقيق هذه الغاية ، شكلت إيران من خلال وكلائها علاقة ضمنية ولكن مفاجئة مع حزب العمال الكردستاني أو على الأقل الفصائل التابعة له في منطقة سنجار.