دعوات الانتخابات المبكرة في تونس ترعب الإخوان وأنصارهم

دعوات الانتخابات المبكرة في تونس ترعب الإخوان وأنصارهم
صورة أرشيفية

تحاط جماعة الإخوان في تونس وذراعها السياسي حركة النهضة بالكثير من المخاطر خلال الآونة الحالية، لاسيما وأنهم أثبتوا فشلهم الذريع في التعامل مع الأوساط السياسية في البلاد، إضافة إلى فساد قيادات وأعضاء الحركة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها تونس منذ اندلاع الثورة منذ 10 سنوات، ما جعل حتمية إجراء انتخابات مبكرة أمرا ملحا، حيث دعا رئيس الوزراء التونسي الأسبق يوسف الشاهد، إلى خارطة طريق للخروج من الأزمة التي تمر بها السياسة التونسية.

وقال الشاهد إن أفضل طريقة لانتخاب البرلمان الجديد هي التقليص في عدد النواب من 217 إلى 100 فقط، مؤكدا على ضرورة إقرار انتخابات تشريعية مبكرة، وفتح باب النقاش حول القانون الانتخابي من أجل تعديله بشكل يضمن صعود أغلبية قادرة على الحكم.

مخاوف إخوانية

ويقول المحلل السياسي التونسي، محمد غابري، إن مبادرة الحوار الوطني، التي أعلن عنها الاتحاد العام للشغل، تتضمن ثلاثة محاور أساسية تشمل الجانب السياسي، حيث يسعى الفرقاء السياسيون للاتفاق حول تعديل النظام السياسي، والقانون الانتخابي وقانون الأحزاب والجمعيات، وإصلاح السلطة القضائية، إضافة إلى استكمال إرساء الهيئات الدستورية ومراجعة قانون البلديات، أما الجانب الاقتصادي فيشمل التأسيس لنموذج تنمية بديل يكرس العدالة الاجتماعية والجبائية والتوزيع العادل للثروات. 

وأضاف غابري: "كان ضمن مبادرة اتحاد الشغل إرساء ما أسمته هيئة حكماء ووسطاء، تتكون من شخصيات وطنية مستقلة، تدير الحوار بين مختلف الأطراف السياسية والاجتماعية، وتقع تحت إشراف الرئيس قيس سعيد الذي اتسعت دائرة الخلافات بينه وبين حركة النهضة الإخوانية ومؤيديها وراشد الغنوشي بشكل خاص"، مشيرا إلى أن الرئيس سعيد أعلن استبعاد الفاسدين من المبادرة.

وتابع: "أعضاء النهضة لا يمكنهم تحمل مسؤوليات سياسية، أو الترشح للانتخابات المقبلة، وهو ما يجعل الإخوان في تونس متخوفين من إجراء أي انتخابات مبكرة".

الشارع التونسي يرفض النهضة

من جانبه يقول السياسي التونسي، عصام بوسالمي: إن هناك دعوات متكررة لانتخابات مبكرة ليس فقط من قبل الأحزاب السياسية بل من الشارع أيضا، نظرا للفشل الذي تسبب فيه الإخوان في مجالات عديدة وأبرزها الملف الاقتصادي، الذي لم يتعاملوا معه بأي شكل صحيح.

وأضاف: "حركة النهضة وحلفاؤها في تونس يشعرون بالكثير من المخاوف أبرزها الرئيس قيس سعيد الذي دخل معهم معركة طويلة النفس واستطاع أن يثبت للشعب التونسي أنهم يبحثون عن مصلحتهم فقط، وهذا ما وضح منذ زيارة رئيس البرلمان راشد الغنوشي في زيارة سرية إلى أردوغان في تركيا والتحدث باسم السياسة الخارجية في تونس عن الأوضاع في ليبيا"، مشيرا إلى أن دعوة الشاهد لتنظيم انتخابات مبكرة ليست السابقة الأولى من نوعها في تونس، حيث سبقه كل من حركة الشعب و التيار الديمقراطي والحزب الدستوري الحر.