دور قطر المزدوج في اليمن.. تشويه التحالف ودعم الحوثيين والإخوان
قبل عدة أيام كشفت صحيفة "آرب ويكلي" البريطانية عن مخططات قطر لدعم الإخوان وإفساد محاولات تشكيل حكومة جديدة تعمل على إرساء الاستقرار في اليمن، واليوم تعود الصحيفة البريطانية وتنشر أدلة جديدة حول الدور القطري المزدوج في اليمن وتقديم الدعم للحوثيين في الشمال.
وأكد مراقبون أن هدف قطر في اليمن تم الكشف عنه وهو إفساد محاولات تشكيل حكومة يمنية جديدة لتقديم الدعم للحوثيين وتمكينهم في اليمن مستغلة ورقة الإخوان.
دعم قطر للحوثيين
كشفت مصادر سياسية يمنية عن دور جديد لقطر في مسار الأزمة اليمنية، لا يتعلق فقط بدعم الإخوان وتصعيد الانقسامات داخل الحكومة الشرعية وإنما تقدم أيضا الدعم للحوثيين.
ووفقاً لمصادر حوثية، استقبلت السلطات القطرية، زعيم الحوثيين عبدالملك العجري بصفته سفيراً للحوثيين في قطر.
كما كشفت بعض التقارير الأجنبية في وقت أن السفارة القطرية في صنعاء سيعاد فتحها قريباً، رغم أن مصادر مطلعة أشارت سابقًا إلى أن أنشطة الاستخبارات والتمويل في السفارة لم تتوقف أبدًا منذ انقلاب الحوثيين في سبتمبر 2014.
وكانت مصادر إعلامية حوثية قد كشفت عن قيام طائرة تابعة للأمم المتحدة بنقل السفير الحوثي الجديد من صنعاء إلى دمشق، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشراً على تغلغل الحوثيين في أنشطة المنظمة الدولية وانحياز بعض منتسبيه تجاهها.
دور قطري جديد في اليمن
وتوقعت مصادر دبلوماسية أن تشهد الفترة المقبلة من الصراع اليمني تصعيداً على كافة الأصعدة ونقل المواجهة من الجبهات إلى مناطق أخرى قد تشمل حرباً اقتصادية ومالية واتصالات شاملة، بالإضافة إلى حرب دبلوماسية مرتقبة، على خلفية الأنشطة الحوثية المشبوهة في المنطقة والعالم والتي تتم بدعم لوجستي من إيران وقطر.
ووصف مراقبون الدور القطري في اليمن بأنه يمر بمنعطف جديد في ظل الرسائل التي بعثتها الدوحة بشأن نيتها رفع مستوى الدعم المقدم للحوثيين، وتوجيه أوراقها في معسكر "الشرعية" لإفساد عمل التحالف العربي وإحباط مساعيه لتنفيذ اتفاق الرياض وإنهاء الصراع في المعسكر المناهض للحوثيين.
وأكدت مصادر مطلعة تزايد نشاط الجمعيات القطرية في مناطق سيطرة الحوثيين لتوفير غطاء للدعم المالي والاستخباراتي.
كما تحدث إعلاميون يمنيون عن توجيهات لقنوات يمنية ممولة من قطر بالامتناع عن أي انتقاد للحوثيين وتركيز الخطاب الإعلامي على التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي وقوات المقاومة المشتركة.
استهداف التحالف
واعتبر مراقبون أن الدوحة، التي عملت على إنشاء عدد من القنوات الإعلامية تبث من إسطنبول وبكوادر الإخوان المسلمين، تعمل الآن على إعادة تغيير توجهها السياسي للأدوات الإعلامية اليمنية الممولة قطريًّا لتتماشى مع معسكر الحوثيين، وفي سياق سياستها المتمثلة في استخدام المواقف المتناقضة التي تعمل على ضمان بقاء المشروع الإيراني في شمال اليمن وتمهيد الأرضية للتدخل التركي في المحافظات الجنوبية، حيث تزايدت أنشطة المخابرات التركية تحت مظلة العمل الإنساني.
وتوقعت المصادر أن يتوسع الدور القطري في المرحلة المقبلة إلى استخدام ورقة الميليشيا التي مولتها الدوحة تحت غطاء "الشرعية" اليمنية لاستهداف التحالف العربي ومكونات أخرى مناهضة للحوثيين مثل المجلس الانتقالي الجنوبي.
وقوات العميد طارق صالح من خلال مجموعات الحشد الشعبي التي أنشأها قيادات الإخوان المسلمين في تعز وشبوة والمهرة، بهدف إعادة توجيه العداء نحو دول التحالف العربي والانتقال من شن حرب سياسية وإعلامية إلى مرحلة الاستهداف العسكري المباشر.