زيارة الكاظمي لإيران.. رسائل وتحذيرات
بعد أشهر قليلة من توليه المنصب، يزور رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي طهران، في أول رحلة خارجية له، في زيارة أثارت جدلًا ضخمًا بالبلاد.
وكان من المقرر أن يزور رئيس الوزراء العراقي السعودية، الاثنين قبل التوجه إلى طهران، لكن زيارته إلى الرياض تأجلت بسبب دخول الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين إلى المستشفى.
تفاصيل الزيارة
والتقى الكاظمي خلال الزيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي عبَّر له عن دعم بلاده للعراق من أجل "الاستقرار والأمن"، كما التقى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي بدا غير مقتنع بالعلاقات التي تربط بغداد بواشنطن، معتبرًا أن التواجد الأميركي في العراق "سبب لانفلات الأمن".
وقال روحاني بعد اجتماع استمر ساعة مع الكاظمي: "تتمثل إرادة الحكومتين في توسيع العلاقات التجارية الثنائية إلى 20 مليار دولار"، مضيفًا أن إيران مستعدة "للوقوف إلى جانب العراق من أجل استقرار وأمن العراق والمنطقة".
وأشاد الرئيس الإيراني بالجنرال الإيراني قاسم سليماني والقائد في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، اللذين قتلا في غارة أميركية بطائرة مسيرة قرب مطار بغداد في بداية العام، متعهدًا بمساعدة بغداد من خلال "تزويدها بكل ما تحتاج إليه من أدوات صحية وطبية" لمحاربة "كوفيد-19".
خامنئي "يحذر" الكاظمي
ومن جهته، أبلغ المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي رئيس الوزراء العراقي أن بلاده لن تتدخل في علاقة بغداد بواشنطن، لكنه حذر من أن الوجود الأميركي على حدود الجمهورية الإسلامية يتسبب بانفلات أمني.
وقال خامئني حسبما نقل عنه موقعه الرسمي إن: "إيران لن تتدخل في علاقات العراق مع أميركا، لكن تتوقع من الأصدقاء العراقيين أن يعرفوا أميركا ويدركوا أن تواجدها في أي بلد يسبب الفساد والدمار والتدمير".
وتابع: إن "الجمهورية الإسلامية تتوقع الالتزام بقرار البرلمان (العراقي) طرد القوات الأميركية حيث إن تواجدها سبب لانفلات الأمن".
وعلى غرار الرئيس روحاني، أشار خامئني إلى مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، وصرح بقوله: "لقد قتلوا ضيفكم في بيتكم واعترفوا بذلك بوقاحة"، وأضاف أن إيران "لن تنسى أبداً هذا وستوجه بالتأكيد ضربة انتقامية للأميركيين"، قائلًا: إنّ إيران تعارض "ما يضعف الحكومة العراقية"، عكس واشنطن التي قال إنها لا تريد "حكومة عراقية مستقلة وقوية منتخبة عبر تصويت شعبي".
رسائل أميركية لإيران
فيما يرى الدكتور عبدالكريم الوزان، المحلل السياسي العراقي، أن زيارة الكاظمي تأتي ضمن موازنة دبلوماسية وحسابات دولية، أطرافها أميركا وفرنسا وبريطانيا وغيرها من البلدان، ويهدف الكاظمي إلى إتمام خطواته الدبلوماسية بزيارات لعدة بلدان أخرى من أجل الموازنة لصالح العراق.
وقال الوزان: إن الكاظمي يبدو أن هناك رسائل من أميركا لإيران كُلف الكاظمي بنقلها، بسبب الوضع المتأزم بين البلدين وعمليات ضرب أهداف داخل إيران واستهداف من طيران إسرائيلي من الدرجة الأولى وهجوم سيبراني متبادل بين واشنطن وطهران.
وتابع: لذلك يبلغ الكاظمي إيران بضرورة الوقوف عند حدودها والالتزام بمصالح العراق وحماية حدودها، ولذلك وضع الجيش العراقي بدلًا من الأحزاب والميليشيات التي كانت تسرق حصة الشعب.
وأضاف الوزان: أنها زيارة سياسية واقتصادية ودبلوماسية، متوقعًا أن تكون تلك هي آخر زيارة لإيران لأن هناك سيناريوهات على ما يبدو ستحدث بين إيران ودول التحالف العربي وأميركا، بينما سيتفرغ الكاظمي للوضع بالداخل والمجتمع الدولي يتفهم خطواته.
وأشار إلى أن الكاظمي داعم لواشنطن أكثر من إيران، وأنه يتصرف بقوة لحماية الأميركان، ويختلف عن الوزراء السابقين ويبدو أنه يحظى بدعم كبير من الشعب العراقي لأنه قام بخطوات جريئة لم يقم بها سابقوه.