شركة "تركية- قطرية" تسعى لصفقة إدارة واستثمار ميناء "إيلات" الإسرائيلي
منذ الاتفاق التاريخي والإنجاز الدبلوماسي الذي حققته الإمارات ثم البحرين مع إسرائيل، باتت توجد حالة من الرعب والقلق البالغ في قطر وتركيا، اللتين تخفيان علاقتهما السرية بتل أبيب، لتهرعان لمحاولة توطيد السبل معها.
إدارة ميناء إيلات
وكشفت مصادر خاصة أن شركة تركية، بالتعاون مع قطر، تخوض حاليًا مناقصة عالمية لإدارة واستثمار ميناء إيلات الإسرائيلي، من أجل دعم العلاقات بين البلدان الثلاثة، رغم ادعاءات الدوحة وأنقرة برفض التطبيع.
وأضافت المصادر أنه صدرت أوامر بالتعتيم الإعلامي حول ذلك الأمر في قطر وتركيا، لتجنب الغضب الشعبي تجاهه، خاصة مع رفض البلدين لمعاهدات السلام الأخيرة.
وتابعت أن أحد أسباب محاولة حصد تلك الصفقة هو الذعر بين قطر وتركيا من إقامة علاقات وطيدة بين الدول الخليجية وإسرائيل، حيث ترغب بلدتا الإرهاب في أن يكونوا المستفيدين الأكبر من الاستثمار في إسرائيلي وأن يكونوا جسرًا للمنتجات الإسرائيلية، ولكن مع التطور الدبلوماسي الأخير، اشتعلت الأوضاع.
التجارة بين تركيا وإسرائيل
وقبل أيام، كشف الصحفي التركي "إبراهيم هوسلو أغلو" حجم الاستثمارات بين البلدين، بأن حجم التجارة بين تركيا وإسرائيل بلغ في الأشهر التسعة الأولى للعام الجاري حوالي 3.2 مليار دولار، حيث تضاعفت مبيعات الفاكهة المجففة بين البلدين بنسبة 64% مقارنة مع الفترة ذاتها في 2019، ونمت المنتجات السمكية بأكثر من 36% وقفزت الحبوب والبقوليات بنحو 18%، كما ارتفعت صادرات الفاكهة والخضروات إجمالاً بأكثر من 25%.
كما وثق تقرير لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن المصالح التجارية المشتركة بين إسرائيل وتركيا "هي الأساس الذي تُبنى عليه العلاقات بين الدولتين"، مشيرة إلى الطفرة في العلاقات التجارية بين المستثمرين الإسرائيليين ونظرائهم الأتراك.
وقالت: إن هناك مهمة تجارية افتراضية لمدة 18 يومًا لصناعة الأغذية والمشروبات نظمتها رابطة مصدري المنتجات المائية والحيوانية في البحر الأبيض المتوسط التركية، جذبت اهتمام مجموعة كبيرة من الشركات الإسرائيلية بينها محلات السوبر ماركت، وتجار التجزئة، والمستوردين، ومصنعين باحثين عن الأفضل في المأكولات، والمشروبات، والفواكه، والخضروات التركية وغيرها، وهو ما تم توثيقه بأن تركيا هي سادس أكبر شريك تجاري لإسرائيل في المنطقة، أي تشكل ما يتراوح بين 2 و3% من إجمالي تجارة إسرائيل.
التطبيع القطري الإسرائيلي
تجمع قطر علاقات قوية مع إسرائيل، حيث باتت أشبه بمقر لها، وقبل حوالي عام زار وفد طبي إسرائيلي العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في المؤتمر الدولي لجراحة الأطفال، حيث نشرت في تغريدة على صفحتها "إسرائيل بالعربية"، أن الوفد ضم 9 أطباء إسرائيليين وترأسه الدكتور "ران شتاينبرغ"، رئيس قسم جراحة الأطفال في مستشفى "رمبام" في حيفا.
كما زارت وفود سياسية واقتصادية ورياضية قطر بصورة مستمرة منذ بداية المقاطعة العربية، فضلاً عن عزف النشيد الوطني لدولة الاحتلال لأول مرة في بلد عربي، حيث إنه في شهر سبتمبر 2019، شارك وفد رياضي إسرائيلي شارك في بطولة العالم لألعاب القوى، وسط تنديد عربي وشعبي ضخم، بينما وجهت قطر دعوة إلى الجماهير الإسرائيلية للحضور إلى الدوحة، رغم عدم منافسة منتخب إسرائيل لكرة القدم، لمشاهدة البطولة، من أجل إخفاء غياب الجماهير المحتمل مجددًا.
وفي ظل العلاقات العلنية القوية بين قطر وإسرائيل، وقبول الدولة العربية لسياسة التطبيع، التي تعد محط تنديد ورفض عربي شديد، وبعد الفضائح المتكررة من احتضان الوفود الرياضية والاقتصادية والدبلوماسية ورجال الأعمال، واستضافة الشخصيات البارزة كالمتحدث العسكري الإسرائيلي واحتضان جماهير إسرائيلية، اتجه تنظيم الحمدين لمعاقبة مواطنيه من أجل عيون تل أبيب أيضًا.
وسبق أن استضافت قطر وفدًا إسرائيليًا جديدًا للمشاركة في مؤتمر "إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط" بدورته الثالثة عشرة على أراضيها، حيث تنظمه وزارة الخارجية القطرية، وهو ما جدد الجدل مرة أخرى ولكن على نطاق واسع بالدوحة، بمشاركة عدد من المسؤولين الإسرائيليين الذين يتولون مناصب مهمة.