"صالح الجبواني".. يد قطر وتركيا لتخريب اليمن

"صالح الجبواني"

تطرق تركيا وقطر كل الأبواب المتاحة لزعزعة الأمن والاستقرار وإشعال الفتن بالمنطقة العربية، لاسيما في اليمن التي مزقتها الحرب الأهلية وجماعة الحوثي المدعومة من إيران، لتجند الكثير من مواطنيها لتفتيت البلاد وتحقيق المخطط الثلاثي الشرير، عبر عدة سبل.


"صالح الجبواني".. هو أحد أدوات تركيا وقطر لتنفيذ مخططاتهم باليمن، حيث حجز موقعه كضيف دائم على قناة "الجزيرة" القطرية، وارتدى ثوب الإخوان حينما تولى منصب وزير النقل بالحكومة اليمنية، لينفذ المخططات الإرهابية سرا.

 
من هو "الجبواني"؟


ولد في محافظة "شبوة" اليمنية، تولى المنصب، رغم شهرته ببلاده إلا أنه لم تنتشر عنه العديد من المعلومات الشخصية، لكن السياسي اليمني ذاع صيته في 24  ديسمبر 2017 بتوليه منصبا وزاريا في حكومتَيْ "بن دغر" و"معين"، والذي اشتهر خلالهما بانتقاده غير المبرر للتحالف العربي باستمرار والتملق لقطر وتركيا وإيران، ثم انكشفت حقيقته ليتم إقالته في مارس الماضي.
 
الإقالة


في 27 مارس 2020، أقال رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك وزير النقل "صالح الجبواني"، وقام بتكليف نائب رئيس الوزراء "سالم الخنبشي" بالإشراف على أعمال وزارة النقل، حيث ذكر أن الإقالة جاءت بسبب "إخلاله الجسيم في أداء مهامه".


وفي أعقاب ذلك، كشفت صحيفة "عدن الغد" المحلية نقلا عن مصدر في الرئاسة، أن إشكالا وقع بين رئاسة الوزراء والوزير الجبواني وتم حله، موضحة أن الجبواني يوجد منذ مدة في تركيا، وسبق له أن أبرم اتفاقيات معلنة وأخرى سرية مع أنقرة لإدارة الموانئ اليمنية، وهو الأمر الذي رفضته الحكومة اليمنية، وأعلنت أن اليمن بريء من تلك الاتفاقيات.
 

محاولة الصعود


"صالح الجبواني"، كان دبلوماسيا سابقا حيث تم فصله من وظيفته في سلك الخارجية اليمنية، وأثناء الانقلاب على الشرعية والسيطرة على صنعاء، تملق "الحوثي" من خلال الإساءة المستمرة للشرعية، ولكنه لم يتمكن من تحقيق أهدافه بعد أن تلقت الجماعة المدعومة من إيران ضربات قوية من التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، ليغير وجهته في التقرب إلى الشرعية، حتى تولى المنصب الوزاري.


منذ اليوم الأول لذلك القرار، ساد غضب شعبي لاسيما بين أبناء الجنوب ضد تعيين الجبواني المعروف بأنه يتبع إدارة خارجية للتلاعب في أمن البلاد، وتطاوله الدائم على التحالف العربي، وهو ما اعتبره حينها سياسيون يمنيون أن الشرعية مخترقة من قِبل قطر وأعوانها في اليمن، حيث وصفوا الجبواني بأنه "محلل على قناة الجزيرة القطرية"، فهو لا يمتلك أي قدرات تؤهله لذلك المنصب.
 
أطماع "الجبواني"


فور تعيينه، سعى "الجبواني" بكل السبل لاستنزاف موارد البلاد وتمكين الهيمنة القطرية والتركية وتنفيذ أطماعهما، بدعم من فريق الإخوان باليمن، نظرا لعلاقته القوية بالجنرال علي محسن الأحمر قائد الجناح العسكري للإخوان ودولة قطر، وسعى للسيطرة على المنافذ والمعابر البرية.


وتم فضح أغراضه من خلال وثيقة أظهرت أن "الجبواني" وجَّه بصرف مبالغ مالية طائلة لاستئجار وتأسيس مقر جديد لوزارة النقل وتعيين موظفين موالين له في الوزارة.

كما أظهرت وثائق أخرى استيلاءه على أموال ضخمة من أصول وزارة النقل، منها نصف مليون ريال يمني من الهيئة العامة للنقل البري، ونصف مليون ريال يمني من منفذ "الوديعة"، و7 آلاف دولار شهرياً من ميناء عدن، و5 آلاف دولار شهرياً من مينا "المكلا" ، فضلاً عن مزايا أخرى منها بدل سكن له ولأسرته وتذاكر سفر ونثريات لمكتب الوزير، وبدل حركة ومرافقين، ما يجعل إجمالي راتبه يتجاوز 21 ألف دولار شهريا.
 
خدمة تركيا


سعى "الجبواني" بكل السبل أيضاً لتمكين تركيا من المناطق المحررة في اليمن، بالترويج لها وتزييف حقيقتها، وعقد جملة من الصفقات مع الجانب التركي لتسهيل مهمة أنقرة، حيث وقع بلسانه في إحدى المرات وكشف رغبة تركيا في استغلال ثروات اليمن بتوقيع اتفاقيات لاستغلال موانئ البحر الأحمر،

واختلاقه قراراً بتشكيل لجنة يمنية تركية مشتركة لدراسة الملفات المتعلقة بقطاع النقل البحري والجوي والبري في اليمن، وكيفية تقديم الدعم لهذا القطاع واستثمار الأتراك فيه.
 
فساد قاد للنهاية!


أضخم عملية فساد لوزير النقل، هي إحدى الفضائح الكبرى للجبواني، حيث أظهرت وثائق مسربة أنه يهدف لاستنزاف موارد الموانئ والمنافذ البرية والبحرية والهيئات التابعة لوزارة النقل وسعيه لتسليم موانئ اليمن بحراً وبراً لقطر، ومنها منفذ الوديعة، حيث انخفضت إيراداته من 100 مليون إلى 30 مليون ريال فقط .


كما حاول الوزير "الجبواني" السيطرة على هيئة موانئ عدن، في سابقة هي الأولى من نوعها، حيث تمكن من الاستيلاء على إيرادات المنافذ التي تتجاوز الملايين وتحويلها إلى حسابه المالي، فضلاً عن تمكين الفاسدين الموالين له.
 

تعتبر مساعيه لفعل الأمر نفسه في ميناء "قنا"، هي المسمار الأخير في نعش إقالته من الحكومة، حيث أظهرت حقيقة تنفيذه للمخططات القطرية والإخوانية الفاسدة، حيث تم منعه من الذهاب لوضع حجر الأساس للميناء سالف الذكر ببلحاف في مديرية رضوم، ليشن هجوما شرسا على المحافظ "الحارثي" ودول التحالف العربي، ليكشف فيه ارتباطه المباشر مع المخابرات القطرية، ليسجل بذلك النهاية في مشواره الوزاري.

وزعم "الجبواني" في انتقاده المتكرر للتحالف العربي، أنه "خذل" الحكومة الشرعية، وأن رئيس الوزراء "عبدالملك"؛ يتسم بالضعف والارتهان لجهات خارجية، لإبعاد الشبهات عن أعماله الفاسدة.