"عبدالمجيد عبدالباري".. سقوط "جزار داعش" في قبضة إسبانيا
بعد أن كان واحداً من مشاهير عالم موسيقى الراب، تركها لأجل الإرهاب والتطرف، ليتورط مع تنظيم "داعش"، ويرتبط بعلاقات قوية مع الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" الذي احتضنه لأعوام، بينما تطارده إسبانيا لفترة طويلة، حتى سقط اليوم في قبضتها.
عبدالمجيد عبدالباري، هو الاسم القديم لـ"جزار داعش"، الذي يُعتبر من مقاتلي التنظيم، وأحد مطلوبي التنظيم المتطرفين في أوروبا، وأعلنت الشرطة الإسبانية القبض عليه اليوم، واعتقاله في بلدة "ألمريا".
ودخل عبدالباري إسبانيا مؤخراً بشكل غير رسمي، وتم العُثور عليه مختبئاً في شقة مستأجرة، برفقة شخصين آخرين، تم اعتقالهما معه أيضاً، حيث تعتقد السلطات أنهما يرافقانه منذ البداية، وتم القبض عليه بينما كان في طريقه إلى الشرق الأوسط، حيث سيمثل أمام المحكمة في مدريد اليوم الأربعاء.
من هو "جزار داعش"؟
رجحت الكثير من الاحتمالات أن عبدالمجيد عبدالباري هو الداعشي "الجهادي جون"، الذي ظهر مسبقاً في مقطع فيديو وهو يذبح الصحفي الأميركي جيمس فولي، وتصنفه السلطات الإسبانية أنه "واحد من أكثر المطلوبين خطورة في أوروبا، بسبب مساره الإجرامي في داعش وكذلك الخطر الكبير الذي يمثله".
يبلغ عبدالمجيد 29 عاماً، وهو من عائلة مصرية الأصل وحامل للجنسية البريطانية، حيث عاش في المملكة المتحدة، واشتهر بأغاني الراب والتي اشتهر فيها بعدة أسماء، منها "كاتب الأغاني جون" و"إل جني"، ودارت أغانيه حول استخدام المخدرات والعنف وتجربته كطالب لجوء إلى بريطانيا، وحقق نجاحاً معقولاً في ذلك المجال، كانت محطات راديو هيئة الإذاعة البريطانية تذيع أغانيه.
أثار الجدل بمقطع يُظهِره خارج بنك إنجلترا حيث أعلن ولاءه لجماعة القرصنة العالمية "أنونيموس"، ولكن لندن جردته من جنسيتها لأعماله الإجرامية وصلاته الإرهابية.
العمل الإرهابي
اتجه مغني الراب إلى العمل الإرهابي والتطرف، بعد تسليم والده عادل عبد الباري إلى أميركا عام 2012، لإدانته بتهم تتعلق بتفجير سفارتَيْ الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998، والذي أسفر عن مقتل 224 شخصاً، فضلا عن علاقته الوثيقة بأسامة بن لادن، ثم تم الحكم عليه بالسجن 25 عاماً منذ 2015.
قبل إصدار الحكم النهائي ضد والده، سافر عبدالمجيد إلى تركيا لقضاء فترة في كنف أردوغان والتدريب على العمل الإرهابي حينها، ثم انتقل إلى الرقة بسوريا لمبايعة "داعش"، حيث ظهر في عام 2014، وهو يحمل رأساً بشرية مقطوعة متوعدا بالموت كل الغربيين، من خلال صورة لاقت رواجاً ضخماً عبر موقع "تويتر" حينها.
تاريخ دموي
اشتهر بذبح الرهائن وترويع المعتقلين، من خلال بعض الدوائر غرب لندن، حيث ظهر في عدة مقاطع فيديو وهو يسفك الدماء، وحينها استخدم عبدالباري صفحته عبر "تويتر"، تحت اسم "أبو كلاشينكوف"، وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، لبث تهديدات دموية ضد الغرب، والذي زعم من خلاله أن جماعة إرهابية منافسة لداعش في سوريا اختطفته وعذبته وسرقته.
وفي منتصف عام 2015، فر "جزار داعش" من صفوف التنظيم إلى تركيا، حيث تنكر كلاجئ وتمكن من الهرب أثناء فوضى بمدينة تل الأبيض قرب الحدود التركية السورية، ضِمن حوالي 50 بريطانياً، ورجح أنه يستخدم طريق المهاجرين النشط آنذاك للهرب إلى وسط أوروبا عبر اليونان.
وخلال تلك الفترة، اعتقلت امرأة إسبانية هي "ماريا ديل لوس أنجلوس كالا ماركيز" في مدريد بينما كانت تحاول السفر إلى تركيا بجواز سفر مزور، من أجل لقاء عبدالمجيد والزواج منه، حيث قالت إنها وقعت في حبه عندما كانت تتحدث معه عبر الإنترنت.