"فروا من منازلهم إلى المخيمات".. نازحو اليمن تحت قصف ميليشيا الحوثي
جرائم مروعة من تنفيذ ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيا شهدتها محافظة مأرب اليمنية، بحق النازحين من المناطق الأخرى للمحافظة التي كانت أفضل حالا حتى استهداف الميليشيات الإرهابية لها، لاسيما بعدما أطلقت عناصر الميليشيا الإرهابية المسلحة قذائف مدفعية وصواريخ كاتيوشا على مخيم للنازحين في مديرية صرواح، وسط تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية وشيكة من جراء الهجوم الذي تشنه الميليشيا على محافظة مأرب التي تضم أكثر من مليون ونصف نازح من مختلف المناطق في اليمن.
وتنوعت جرائم ميليشيا الحوثي الإرهابية بين تفجير منازل المدنيين العزل، والقصف المدفعي لقرى وأحياء سكنية، بالإضافة إلى سقوط الضحايا جراء انفجار الألغام التي تتعمد زراعتها بكثرة في مناطق مرور الأهالي، فضلا عن عمليات اختطاف طالت عددا من المناوئين لميليشيا الحوثي في مناطق سيطرتها.
جرائم ضد المدنيين العزل
ويقول أحمد المخلافي: إن مديرية مأرب المترامية الأطراف تحتضن 9 مخيمات هي الزور ولفج الملح والمستشفى والعجمة وذنة الهيال وذنة الصوابين والروضة والمنساخ واراك، ويبلغ عدد الأسر المقيمة فيها 2460 أسرة بإجمالي عدد الأفراد 17220 فردا.
ويضيف النازح اليمني: "نمر بظروف صعبة للغاية حيث إن جميع النازحين هربوا من قصف الحوثيين في المحافظات التي يعيشون بها، ليجدوا الصواريخ والقصف في ملاحقتهم داخل مخيمات النزوح، فالجميع هنا فر من مناطقهم جراء الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي في مختلف مناطق البلاد، إلا أن التصعيد الأخير من قبل ميليشيا الحوثي الإرهابية والاستهداف المباشر للمخيمات والنازحين شكل خطرا حقيقيا على حياتهم وأدى إلى تشريدهم وتعرضهم لانتهاكات جسيمة ومهددة للحياة إلى جانب أنه تسبب في انتهاء مخيمات تحوي مئات الأسر بشكل كامل".
قصف خزانات المياه والمستشفيات
مازن الحكيمي، متطوع بفرق الإغاثة، أكد أن مخيم لفج والذي يقيم فيه 48 أسرة نازحة ، تعرض إلى القصف بالمدفعية وقذائف الهاون، الأمر الذي دفع جميع النازحين إلى مغادرته باستثناء ثلاث أسر تعيلهن نساء قامت الميليشيا الإرهابية المسلحة المدعومة إيرانيا بمحاصرتهم لخمس ساعات ومنعتهم من النزوح حتى استطاعت القوات المشتركة السيطرة على المنطقة وفك الحصار والوصول إلى الأسر وإجلائها إلى أماكن آمنة وبعيدة عن الاشتباكات.
وأضاف: "استهدفت الميليشيا الحوثية مخيم الزور الذي تقيم فيه 570 أسرة نازحة، بعيارات 23 مل وبقذائف الهاون، الأمر الذي دفع ببعض النازحين إلى مغادرة المكان باتجاه مدينة مأرب، وشمل القصف خزان المياه الوحيد في مخيم النازحين والمستشفى".
وتابع: "نفذت الميليشيا الحوثية في اليوم التالي استهداف الأماكن ذاتها بالعيارات الثقيلة والهاون بشكل مباشر وقطعت الطريق الوحيد المؤدي إليه، واستهدفت النازحين بشكل مباشر أثناء خروجهم من المخيم مما أدى إلى نزوح جميع الأسر المتبقية في المخيم، قبل أن تقتحمه يوم 14 فبراير الماضي وتحرق بعض المنازل ولغمت البعض الآخر، وزرعت عبوات ناسفة على الطريق وقصفت بالمدفعية مسجد المخيم مما أدى إلى تهدم وتضرر المنازل المحيطة به وعددها 14 منزلا".
استخدام النازحين كدروع بشرية
مخيم ذنة الصوابين وذنة الهيال، لم يكونا أكثر أمنا من المخيمين سالفي الذكر، حيث استهدفتهما ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران بشكل مباشر بالمدفعية الميدانية والهاونات، حيث يقول عامر الحديدي، إن ميليشيا الحوثي منعت 470 أسرة أخرى من النزوح واستخدمتهم كدروع بشرية وقطعت الطريق الوحيد المؤدي إلى مخيم الإيواء، كما أحرقوا خمسا من الخيام وأصابوا بعض النازحين بعيارات نارية.
ويعد استمرار ميليشيا الحوثي في استهداف التجمعات السكنية ومخيمات النزوح بمحافظة مأرب عملا إرهابيا، وجريمة حرب، وجرائم ضد الإنسانية، ويخالف القوانين والمواثيق الدولية، كما يشكل خطرا حقيقيا على سلامة وحياة أكثر من مليوني نازح فروا من بطش وإجرام الميليشيا الإرهابية، من مختلف المحافظات اليمنية التي تقع تحت سيطرتهم.