في ذكرى انقلاب أمير قطر على والده.. تاريخ قطري حافل بالانقلابات

في ذكرى انقلاب أمير قطر على والده.. تاريخ قطري حافل بالانقلابات
صورة أرشيفية

يبدو أن الأسرة القطرية الحاكمة، لم تعرف يومًا سوى الغدر والخيانة لصناعة الانقلابات، فالطمع بالاستيلاء على مقعد الحكم، هو هدفهم ومسعاهم الأول، فلا ينظرون إلا له ولا يسمحون لشيء غيره، ليترعرع الأطفال على ذلك ويصنعون بأنفسهم تاريخًا من الانقلابات التي لم تتوقف حتى الآن.


من الجد إلى الأب وحتى الابن.. ترعرع حكام قطر على الانقلاب والخيانة بأبشع صورها أمام مرأى العالم أجمع، حيث إنه حاليًا تمر الذكرى السابعة لانقلاب تميم على والده حمد، الذي بعد يومين تصادف ذكرى انقلابه على والده خليفة أيضًا.
 
 البداية


عُرفت الأسرة الحاكمة القطرية بتاريخ ضخم من الانقلابات، منذ استقلالها عن بريطانيا في 1971، بحكم الشيخ أحمد بن على آل ثاني، لتشهد البلاد أول انقلاباتها في العام التالي دون أي خجل وأمام العلن كله، بأن نصب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، نفسه أميرا للبلاد بعد انقلابه على ابن عمه الذي كان يتولى الحكم حينها.


وعقب ذلك، وطد خليفة آل ثاني، حكمه في قطر من خلال تسليم مفاصل الدولة لأبنائه، إلا أن الرياح أتت بما لا يشتهي، بعد أن نشأ أولاده على حقيقة غدر والدهم وزرع بداخلهم الطمع، ليطيح به أكبر أبنائه.
 
انقلاب الأب


الصدمة هذه المرة كانت الدم والنسل نفسه، على يد الابن الأكبر الذي لم يتمكن من النجاح في كلية "ساندهيرست" العسكرية ببريطانيا، وعاد لقطر بفشل ذريع ليتولى منصب قائد للجيش ووليًّا للعهد عام 1971، وخلال تلك الفترة نسجت له زوجته موزة خيوط أطماعها وأحلامها بالاستيلاء على الحكم، لتوقع زوجها به.


في 27 يونيو 1995، استغل الابن البكر حينها وجود والده في أحد قصور سويسرا، ليعلن نفسه أميرا للبلاد، وانقلب ولي عهد دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على والده الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، الذي لم يكن يعلم أن حفل الوداع الذي أجراه في مطار الدوحة أمام عدسات التلفزيون، كان مخططا للإطاحة به والاستيلاء على مقاليد الحكم، ليشهد باليوم التالي قطع تلفزيون قطر إرساله لإعلان البيان رقم واحد، وعرض صور لوجهاء قطر وهم يقدمون البيعة للشيخ حمد خلفًا لأبيه.


لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، وإنما نفى حمد أيضًا والده الذي سمع بنبأ تنحيته عن العرش من نشرة الأخبار في إحدى الإذاعات، في سويسرا، قبل أن يسمح له بالعودة إلى الدوحة في 2004، فضلا عن اعتقال 36 شخصا من المقربين من الشيخ خليفة، لمنع أي محاولة انقلاب منهم عليه.
 
انقلاب الابن


وبمرور الأيام، لم يتوقع حمد أن يشهد الغدر ذاته من أبنائه، إلا أن زوجته دبرت الأمر من جديد لتظل تتمتع بالسلطة في البلاد، ليعيد التاريخ نفسه في العائلة الحاكمة التي تمتد أذرعها في شؤون البلدان الأخرى وتسعى للوصول من أجل دور أكبر منها.


قبل 7 أعوام، وتحديدا في 25 يونيو 2013، انقلب تميم على والده حمد بن خليفة آل ثاني، واستلم الحكم بطريقة "ناعمة" كمن سبقوه، بمساعدة والدته، الشيخة موزة، من تحقيق ما قام به مسبقًا والده وبنفس الطريقة، ليخرج حمد سريعًا مدعيًا تنحيه عن الحكم، وتنازله لنجله تميم، بينما ظهر وهو منحنٍ شاحب الوجه رغم تأكيد كافة المراقبين والإعلاميين داخل البلاد، أن ما حدث كان انقلابا جديدا، استطاع الابن الشاب فيه أن يصل لمقاليد الحكم.


وعملت الشيخة موزة ونجلها تميم على الوصول للحكم بطريقة ناعمة، رغم أن حمد عين ابنه البكر من موزة جاسم بن حمد وليًّا للعهد، في أكتوبر 1996، لأسباب غير معلومة تنازل عن الحكم في 2003 لأخيه "تميم"، الذي استولى على الحكم بمساعدة مقربين منه نائبين لرئاسة الوزراء، والدفاع والتسليح، بينما عمل على إقصاء والده عن الحكم.


ومنذ ذلك الحين، يقود تميم قطر إلى الهاوية بسرعة غير طبيعية، فزج بها بمساعدة والده ورئيس وزرائه حمد بن جاسم، إلى دعم الإرهاب، والفشل بكافة المجالات لاسيما الاقتصادية، ليحقق انهيارًا لا مثيل له.