"قتل واغتصاب ونهب".. مخاوف أهالي شمال سوريا من عودة داعش
يلازم سكان الشمال السوري سوء حظ بشأن عدم الاستقرار والإحساس بالأمن والأمان، فمخاوف السوريين بخصوص تراجع خطر داعش أصبحت دربا من الخيال، بعدما تركت أعداد كثيرة منازلهم وأراضيهم بسبب خطر آخر قادم من الشمال، وهو الاحتلال التركي والميليشيات الإرهابية المدعومة من أنقرة والذي يمهد حاليا لعودة تنظيم داعش الإرهابي.
ويعيش أهالي الشمال السوري في أزمات متعاقبة، حيث اقتحمت الميليشيات الإرهابية المسلحة المدعومة من أنقرة منازلهم وأصبحوا في مرمى قذائف مدافع الاحتلال التركي؛ ما أجبر معظمهم مغادرة منازلهم لكن هذا لم يكن كافيا.
تهجير قسري
مسعود أوسو، مواطن من القامشلي، قال إنه أجبر على مغادرة أرضه بعد أن طالتها القذائف القادمة من الحدود التركية، وجمع أبناءه السبعة وزوجته استعدادا لهجر أرضه التي ورثها أبا عن جد، مشيرا إلى أن الخطر الآن ثلاثي يتمثل في الاحتلال التركي والفصائل الإرهابية المسلحة التابعة لأن هؤلاء الإرهابيين لا يتعاملون معنا كبشر.
وأضاف أوسو: "لقد دمر الاحتلال التركي والمرتزقة والدواعش كل شيء هنا مثل باقي القرى".
ويقول ريحان ريشك، مواطن سوري من تل تمر، إن الدواعش والاحتلال التركي وجهان لعملة واحدة، حيث إنهم اتخذوا منازل المدنيين مقرات لهم، إضافة إلى قيام عناصر تابعة بتهديد نحو 50 عائلة نازحة من مناطق العمليات العسكرية خلال الفترة الأخيرة ضمن محافظتي إدلب وحلب.
وأضاف: "أجبروا العائلات على إخلاء المنازل التي يقطنونها في مدينة جنديرس بريف عفرين شمال غربي حلب خلال مهلة محددة، وفي حال رفض الأهالي يتم طردهم بقوة السلاح؛ ما يهدف إلى تغيير الواقع الديموغرافي في المدينة لصالح النفوذ التركي ومرتزقته".
سرقة ونهب
وتابع: "إذا عاد الدواعش مرة أخرى سيقتلون المدنيين العزل، نظرا لأنهم لن يجدوا ما يستولون عليه، حيث إنه نتيجة لعمليات السلب والجبايات التي تفرضها الفصائل الإرهابية المسلحة المدعومة لأنقرة، تزايدت معدلات الفقر بين المواطنين في عفرين، حيث يرزح 47% من المواطنين السوريين تحت خط الفقر، إضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة التي تجاوزت 70%".
تنقيب عن الآثار
فيما يقول نزار حسو: إن فصيل "العمشات" بعمليات الحفر في تل أرندة الأثري الواقع في ناحية الشيخ حديد في ريف عفرين الغربي، الذي يتعرض بشكل شبه يومي لعمليات حفر بمعدات ثقيلة بحثًا عن الآثار؛ ما أدى لتضرره بشكل كبير وإحداث دمار هائل به نتيجة عمليات البحث العشوائية المتواصلة.
وأضاف: "شهد مزار شيخ حميد أيضا في قرية قسطل جندو التابعة لناحية شران في ريف عفرين أعمال حفر وتخريب، ويعتبر ذلك المزار مكانا مقدسا للكرد الأيزيديين، ومعلما تاريخيا لمنطقة عفرين، وتتم هذه الأفعال بتسهيل من المخابرات التركية، والدواعش أيضا لهم تاريخ أسود بشأن التنقيب عن الآثار في بلادنا".
اغتصاب وقتل
وتقول رانيا خليل: إن عدة وقائع كشفت انتهاك حقوق المدنيين بمختلف الأعمار، حيث اعتقلت الميليشيات الإرهابية قبل أشهر نساء مسنات في ريف عفرين وأخلي سبيلهن بعد دفعهن غرامات مالية، ووقعت حادثة اغتصاب فتاة عفرينية في ريف عفرين أواخر يونيو الماضي، من قبل عناصر فصيل السلطان مراد الموالي للاحتلال التركي، ثم هددوا العائلة بتصفيتها إذا لم يتم التكتم على الأمر.
وعن الجرائم المرتكبة بحق الأطفال تقول: "الرمي من شاهق، يعد أسلوبا جديدا لداعش بشأن قتل الأطفال، إلى جانب الانفجارات والاجتياحات وعمليات الاقتتال بين الفصائل، حيث فقد توفي طفل من مهجري ريف دمشق بعد إلقائه من قبل مجهولين من الطابق السادس، وقبل ذلك توفي أيضا طفل بالطريقة ذاتها، كما أصيب 3 آخرون لنفس الأسباب، حيث تقوم سيدة بدفعهم من علو شاهق ليسقطوا أرضا".