قتلت أكثر من 50 كرديًا.. لماذا أنهت تركيا عملية "مخلب النسر" ضد الأكراد
على مدى الأيام الماضية، جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واحدة من انتهاكاته الجسيمة لسيادة الدول، ليستغل أزمة العراق من أجل تحسين صورته أمام شعبه وخلق ذريعة لنشر الإرهاب، متحديا المطالبات الدولية والتنديدات والشجب والعقوبات.
"مخلب النسر" و"بي بي كا"
وأعلن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، صباح اليوم، انتهاء عملية "مخلب النسر 2" في منطقة غارا شمالي العراق، بعد قتل 50 إرهابيا من "بي كا كا"، بينهم اثنان تم القبض عليهما أحياء.
وأضاف آكار، خلال زيارته فجر اليوم الأحد، مركز إدارة عملية "مخلب النسر-2" مع عدد من القادة العسكريين، أن القوات التركية تمكنت عبر عملية "مخلب النسر 2"، في تحييد 50 إرهابيًا، زاعمًا تطهير معظم منطقة غارا من إرهابيي "بي كا كا".
كما قال: إن القوات التركية استطاعت خلال العملية تدمير أكثر من 50 موقعا للمنظمة الإرهابية، بينما سقط من الجيش التركي 3 شهداء خلال عمليات الاقتحام البري، إلى جانب إصابة 3 من أفراده.
ولفت إلى أن القوات التركية استخدمت خلال "مخلب النسر-2" أسلحة وذخائر محلية.
تفاصيل "مخلب النسر"
أعلنت وزارة الدفاع التركية، يوم 10 فبراير الجاري، إطلاق حملة عسكرية في شمال العراق باسم بـ"مخلب النسر 2"، بذريعة ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني المعارض لنظام أنقرة، رغم احتجاجات حكومة بغداد.
بينما في الحقيقة، تعتبر تلك العملية ضمن سلسلة الانتهاكات العسكرية التي أطلقها أردوغان، منذ يونيو الماضي، والتي أثارت غضب العراق وقتها وتم بسبب ذلك استدعاء السفير التركي وتسليمه رسالة احتجاجية.
وبعد يومين، نشرت وزارة الدفاع التركية تقريرًا زعمت أنه إنجازات لتلك العملية، حيث أوردت به تدمير عشرات الأهداف لحزب العمال الكردستاني ضمن إطار عملية "مخلب النسر-2".
وادعت أن غاراتها الجوية أصابت بدقة أكثر من 50 هدفا للحزب، مشيرة إلى تحييد 33 من عناصر التنظيم، منهم قياديان، لافتة إلى أن أكثر من 40 طائرة تابعة لسلاح الجو التركي شاركت في العملية منها طائرات مسيرة وطائرات حربية وطائرات وقود، بالإضافة إلى أنه تم إنزال قوات برية من طائرات مروحية إلى المنطقة للعمليات البرية.
وزعمت تركيا أن اختيار المواقع المستهدفة ضمن العملية جاء "بالتنسيق مع الأصدقاء والحلفاء"، مدعية حرص الجيش التركي على سلامة المدنيين.
غضب داخلي ورفض دولي
وتسببت تلك العملية العسكرية التي تنتهك سيادة بغداد، في اشتعال غضب داخلي ضخم، حيث طالبت كتلة نيابية عراقية، السلطات في بغداد بسرعة اتخاذ "موقف مسؤول" والتحرك دوليا لردع العدوان التركي على سيادة البلاد.
وسارعت الكتلة لجمع توقيعات أكثر من 50 نائبا، لتقديم طلب لرئاسة مجلس النواب لعقد جلسة برلمانية بشأن موضوع التوغل التركي في الأراضي العراقية، الذي اعتبرته خرقا صارخا وفاضحا لسيادة العراق ومخالفة واضحة للقوانين الدولية.
وعقب العملية الجديدة، ردت قوات الدفاع الشعبي الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني، مساء الجمعة، بتصفية 30 جنديا تركيا خلال اشتباكات في شمال العراق.
بينما اتهم العمال الكردستاني، في بيان، وزارة الدفاع التركية بالعمل على تشويه الحقائق وإخفاء عدد ضحاياها في العراق.
كما لاقت أيضا "مخلب النسر" رفضًا دوليًا ضخمًا، حيث طالبت واشنطن أنقرة باحترام سيادة العراق، وشددت على كونها مطلعة على التقارير الإخبارية الخاصة بالعمليات التركية هناك.
وقالت الخارجية الأميركية إن: "أي أنشطة عسكرية داخل العراق يجب أن تراعي احترام سيادة أراضيه".