كورونا يجتاح إيطاليا.. ولا فرصة للوداع الأخير
بعد اجتياحه للصين مصيبًا مئات الآلاف، أصبحت إيطاليا، الدولة الأكثر تضررًا من فيروس كورونا المستجد، بعد تجاوزها للصين في عدد الوفيات، أصبحت إيطاليا في أيام معدودة الدولة الأكثر تضررًا من فيروس كورونا المستجد، بعد أن تجاوزت الصين في عدد الوفيات، ووصلت لـ3405 تقريبًا بعد أن أصبحت الوفيات تتجاوز عدة مئات يوميًا، خاصة مع تجاوز عدد حالات الإصابة بكورونا في أوروبا الـ100 ألف حالة.
وتشهد إيطاليا إغلاقًا تامًّا، وذلك بعد تفشي الفيروس في مقاطعة لومباردي الشمالية، ليجتاح البلاد بالكامل، وينتقل للدول الأوروبية المجاورة مثل إسبانيا وفرنسا، وقال مسؤولون بـوزارة الصحة الإيطالية: إن عدد الوفيات بسبب كورونا ارتفع بـ427 ضحية، في الساعات الـ24 الماضية فقط، وبهذا فإن إيطاليا أصبحت الآن مركز تفشي الوباء الرئيسي.
كيف بدأت المشكلة في إيطاليا؟
وفي 18 فبراير أكد الأطباء في مدينة كودوغنو الشمالية الصغيرة ما يُعتقد بأنه أول حالة للفيروس التاجي في رجل يبلغ من العمر 38 عامًا، حيث أُدخل المستشفى لإصابته بحمى مرتفعة ومتفاقمة بشكل خطير.
الأسابيع التي تلت ذلك كانت متعثرة بسبب السياسة الداخلية والجدل حول ما إذا كانت المخاوف مبالغًا فيها، والتداعيات الاقتصادية الخطيرة التي من شأنها أن تكبح التدابير الأكثر صرامة.
لقد كانت إيطاليا في حالة إنكار ولم تتحرك بالسرعة الكافية للانخراط في تدابير الفصل الاجتماعي والحظر. وهذه هي نفس المشكلة التي تشهدها الآن الولايات المتحدة. لكن القنبلة الفيروسية انفجرت بكامل قوتها، وسرعان ما وصل نظام الرعاية الصحية إلى نقطة حرجة.
لقد تم فرض قيود محدودة على السفر في بعض المناطق الأكثر تضررًا في الأول من مارس، ولكن مع بدء معدلات العدوى في التكاثر على ما يبدو على مدار الساعة، أمر كونتي بالحظر الكامل على جميع أنحاء البلاد في أوائل الأسبوع الماضي.
لهذه الأسباب تفشى «كورونا» في إيطاليا بشكل كارثي
من جانبهم كشف علماء من جامعة أكسفورد أن تفشي عدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا في إيطاليا تسارع لأن الشباب الإيطاليين يقضون المزيد من الوقت مع أقاربهم المسنين ونقلوا المرض من المدن إلى الريف، وكانت ميلان والمناطق الريفية المحيطة بها في لومباردي هي الأكثر تضرراً من الفيروس حيث تم تشخيص أكثر من 50 ألف إيطالي بالمرض وتوفي أكثر من 3405 أشخاص.
ووفقًا لتقرير لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أكد علماء أكسفورد قد يكون تفشي الفيروس التاجي في إيطاليا مدمرًا للغاية لأنه يحتوي على مثل هذا العدد الكبير من السكان ويتصل المسنون بشكل متكرر مع الشباب.
وأشارت دراسة جامعة أكسفورد إلى أن أجيالًا متعددة تعيش في منزل واحد وهو ما عجل من انتشار الفيروس في المناطق الريفية في إيطاليا.
يوجد في إيطاليا ثاني أكبر عدد من السكان في العالم بعد اليابان 22 % من الأشخاص فوق سن 65 عامًا، ومن المعروف أن الأشخاص في هذا العمر أكثر عرضة للوفاة إذا أصيبوا بفيروس كورونا ولكن قد تكون تحركات الشباب هي التي تسببت في الكارثة، حيث إنه من الشائع أن يعيش الشباب في المناطق الريفية مع آبائهم وأجدادهم ولكنهم يتنقلون إلى المدن، مثل ميلانو، للعمل والاختلاط.
المخابرات الإيطالية حذرت الحكومة.. وتأخر رد الفعل سبب الكارثة
في السياق ذاته كشف تقرير لشبكة "فوكس نيوز" الأميركية عن أسباب سقوط إيطاليا في فخ كورونا وكيف انهار النظام الصحي بسبب عوامل كان يمكن تفاديها من البداية، حيث سقطت منارة المرح الأوروبي والتسلية، والأزياء، والغذاء، والعاطفة، لقد سقطت إيطاليا بسرعة في ظلال شبح الفيروس وتحطمت البنية التحتية الطبية وارتفع عدد القتلى بشكل كبير.
خبير أمنى في روما، أكد "أن تقارير المخابرات نبهت الحكومة إلى الوباء المحتمل بعد أيام فقط من تسلله إلى الصين في أواخر العام الماضي، ولكن مرت أسابيع قبل اتخاذ أي إجراء جدي في روما، وبعد ذلك، كان قد فات الأوان قليلاً، وقد قيل للجميع إن مشكلة الصين لن تأتي إلى هنا".
من يذهب للتحليل لا يعود.. فكرت في الهروب ولكن إلى أين؟
يقول عبدالعزيز هاشم، ليبي يعيش في ميلانو الإيطالية، الذعر بدأ مع أوامر الحكومة بالبقاء في المنازل وترك الأعمال، وقتها شعر الناس بخطورة الأمر خاصة مع القرارات التي تصيب الاقتصاد في مقتل، فأدرك الناس أن الوضع أخطر من محاولة إمساك العصا من منتصفها.
بعض الجيران كانوا يتهمون الحكومة بالتهويل، ولكن مع وضع البلد بشكل كامل تحت الحجر الصحي وإغلاقها تمامًا وخروج الأمر عن سيطرة الحكومة بدأ الذعر ينتشر في كل شارع من شوارع إيطاليا، وازدحمت المستشفيات بكل من يتخيل زيادة درجة حرارته ولو درجة واحدة.
المؤسف أن كل من يذهب، لا يعود.. فالتحاليل تثبت إصابته بالفيروس القاتل، حاولت العودة إلى بلدي، ولكن لم أستطع ذلك، وفكرت بعض الوقت في الهروب فأنا دخلت إيطاليا منذ سنوات طويلة عن طريق التهريب، فأخبرت نفسي ما المانع أن أغادرها مهربًا أيضًا، ولكن مع توالي الأخبار بانتشار الفيروس في العالم بأكمله أدركت أن "هنا مثل هناك" ولا ملجأ لنا إلا رحمة الله.
المنتجات متوافرة حتى الآن رغم "هستيريا" الشراء
في السياق ذاته، يقول أحمد محسن، مصري في روما، مع تفشي الفيروس وإصابة الناس بالهلع ذهبت إلى أحد منافذ السلع الغذائية لتخزين السلع والمنتجات، خوفًا من نفادها نتيجة تصرفات الناس، لم أجد شيئًا في السوبر ماركت!! ولا منتج واحد شعرت بالرعب من فكرة الموت جوعًا، ولكن العاملين في المتجر أخبروني أن ساعات وسيمتلئ المحل مرة أخرى، وبالفعل امتلأ عن آخره مرة أخرى ومرة أخرى تم إفراغه.
وأضاف محسن: حتى الآن لا توجد أزمة في المواد الغذائية، الصور المنشورة لطوابير طويلة سببها أن إدارات المتاجر لا تسمح بدخول أكثر من 5 مواطنين للمتجر في المرة الواحدة، ولكن المنتجات متوافرة حتى الآن رغم الشراء بشكل هستيري، مضيفًا نتغلب على مخاوفنا بالغناء في الشرفات، فالجلوس في المنازل قرَّب الناس من بعضها البعض.