كيف أفسدت قطر الحالة الأمنية في الصومال

كيف أفسدت قطر الحالة الأمنية في الصومال
الشيخ تميم بن حمد آل ثان والرئيس الصومالي

في ظل تدهور الأوضاع وتراخي القبضة الأمنية وغياب دور الدولة وتبعيتها، سعت قطر للسيطرة على الصومال بصورة شديدة الخطورة، وحاولت قمعها وتحويلها لولاية تابعة لها، فنشرت الفوضى والإرهاب بكل مناطقها.

تدهور الاقتصاد والمجتمع والأمن


وثقت العديد من الجهات السيطرة القطرية على الصومال، وآخرها الدراسة الحديثة التي أصدرتها مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان دراسة تحليلية بعنوان "الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في الصومال.. نظرة حقوقية"، والتي سلطت الضوء على تطورات الأوضاع الحالية في الصومال على المستوى الحقوقي، مع التركيز على أسباب تدهور الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، ورصدت زيادات متتالية للأزمات الاقتصادية لأسباب عديدة.

كما كشفت التدخلات القطرية في شؤون البلاد على المستويات السياسية والاستخباراتية؛ ما نتج عنه تدهور الحالة الأمنية في البلاد بسبب حركة الشباب الإرهابية المدعومة من قطر، فضلا عن أن الفساد المستشري في الأجهزة الحكومية والإدارية في الدولة، هو ما سمح للإرهاب بالتغلغل داخل تلك المؤسسات وتجنيد عدد من مسؤوليها، ولذلك يمنع القوى الدولية من تقديم المساعدات المالية خوفًا من شبهات الفساد مثلما فعلت الولايات المتحدة في أواخر عام 2017 بتعليق مساعداتها للبلاد.

دعم المرتزقة


وتورطت قطر أيضا في إمدادات التسليح ونقل المرتزقة، ودعم ميليشيات مسلحة داخل الصومال، بجانب استغلال الاتفاقيات العسكرية التي وقعتها مع مقديشو.

وجاء فهد ياسين، رئيس الاستخبارات الصومالية، على رأس مساعدي قطر، كونه يدها الأولى بالبلاد، لضمان استمرار سيطرتها على البلاد واستغلال إستراتيجيتها ومكانها ومواردها بالقارة الإفريقية، لذلك تهدف من خلاله حاليا التأثير على الانتخابات الصومالية، لذلك تآمرت معه بالتعاون مع حركة الشباب الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة بها، مع بداية الدعاية الإعلامية الصادرة عن المجموعة، والتي كانت اقتصرت مسبقا على نشر الرعب لتتجه حاليا إلى نهج جديد تماما وهو رغبتها في التغيير بالبلاد، وتبنّيها خطابا عاطفيا وكأنها تقف إلى جانب الشعب الصومالي لحل أزماته.

واتجهت قطر بالتواطؤ مع فرماجو وياسين، للزج بالعديد من الممثلين "معظمهم مجبرون" في سباق الانتخابات، خاصة في المناطق الريفية، بينما دفعت بحركة الشباب الإرهابية للسيطرة على المؤسسات الصومالية.

وخلال الفترة الماضية، نشرت الجماعة الإرهابية بتوجيهات من قطر وياسين، حوالي 57 مقالا، بعضها من قبل مرتزقة مدفوعين منها، بعدما كان الحديث عن "الشباب" قاصرا على إظهار هجماتها أو تشويه سمعة الحكومة الصومالية أو بقية الدول فيما عدا تركيا وقطر، ووصل الأمر إلى تقديم الحركة نفسها دائما كجهة وبديل شرعي.

ومن أجل التأثير على الانتخابات، زار فهد یاسین قطر، من أجل الحصول على ٩ ملایین، بهدف شراء ٢٤٥ صوتا من أعضاء مجلس الشعب، ضمن المحاولات القطریة في تحدید نتیجة الانتخابات في الصومال.

أطماع قطر بالصومال


يسعى النظام القطري بالتهاون مع نظيره التركي بكل السبل إلى  طرق أبواب الإرهاب بشتى الأساليب في الصومال، لدعم مصالحها ومساعيها الإجرامية، والتي تم فضح أغلبها، ولعل أبرزها العام الماضي، حينما فجرت صحيفة "نيويورك تايمز"، مفاجأة من العيار الثقيل، بنشرها تسجيلا صوتيا يكشف مكالمة هاتفية، بين السفير القطري في الصومال حسن بن حمزة بن هاشم، ورجل الأعمال خليفة كايد المهندي، المقرب من أمير قطر تميم من حمد، يثبت تورط الدوحة في العمليات الإرهابية بالصومال.

وورد في المكالمة، تأكيد رجل الأعمال للسفير، أن قطر ستقف وراء التفجير الذي حدث في مدينة بوصاصو في 8 مايو الماضي، قائلا: إن "أصدقاء قطر نفذوا الهجوم"، فضلا عن حديثه أن القطريين يعرفون من المسؤول عن التفجيرات والقتل في تأكيد لا يحتمل أي تأويل، والتطلع لتحويل "عقود" في الصومال إلى يد الدوحة.

وأكدت الصحيفة أن المكالمة تظهر بوضوح أن الهجوم كان يستهدف تعزيز مصالح قطر في الصومال، وتقويض الدعم الذي تقدمه دول خليجية للدولة الإفريقية من أجل استعادة عافيتها، مشيرة إلى أنها تواصلت مع المهندي، ولم ينفِ صحة التسجيل، لكنه زعم أنه كان يتحدث بصفته مواطنا وليس مسؤولا حكوميا، وأن السفير صديق منذ أيام الدراسة.