كيف طوعت الإمارات التكنولوجيا الحديثة في حربها ضد كورونا؟

كيف طوعت الإمارات التكنولوجيا الحديثة في حربها ضد كورونا؟
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان

في إطار الحرب ضد فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" حاصد الأرواح بالآلاف حول العالم، سخرت جميع الدول مختلف أسلحتها وسبلها لمواجهته، لاسيَّما عبر الإمكانات التكنولوجية والتقنية الحديثة.

وبعد تجربة الصين الفريدة في ذلك، جاءت الإمارات على رأس دول العالم التي سخرت التكنولوجيا الحديثة ومنظومة الذكاء الاصطناعي في إجراءاتها الوقائية ضد الفيروس، عبر عدة وسائل، حيث أعلنت وزارة الصحة الإماراتية، أمس السبت، تسجيل 63 إصابة جديدة بفيروس "كوفيد-19"، ليصل العدد الإجمالي للمصابين بالفيروس في البلاد حتى الآن إلى 468 حالة إصابة، فضلاً عن تسجيل حالتي وفاة.

نفَّذت القيادة الرشيدة في دولة الإمارات المتحدة العديد من التقنيات حديثة وطائرات مسيرة وتعليم عن بعد ومنظومة ذكية من أجل تجنب المواطنين احتمالية العدوى، وللتصدي لانتشار الفيروس القاتل في البلاد.

الوسائل التكنولوجية


ومن بين تلك الوسائل التكنولوجية المستخدمة، استعانت مجموعة G42 الإماراتية المتخصصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، بإجراءات فورية للمساعدة في الكشف عن الحالات المصابة وعلاجها والوقاية منه، وحماية حدود الدولة ومنع انتشار الفيروس بها.

وسخرت للتكنولوجيا المتقدمة في قياس درجات الحرارة بكاميرا التصوير الحراري وتتبع المجموعات عالية الخطورة وتفعيل خاصية الإنذار المبكر في المطارات ومحطات المترو والأماكن العامة.

بينما ابتكر أطباء دبي تقنية فحص مصابين عن بعد، وفكرة الطبيب الافتراضي للتقييم والكشف عن الحالات المصابة بفيروس كورونا، الذي هو عبارة عن روبوت "chat bot" للدردشة ويعتمد على الذكاء الاصطناعي ومعني بالتواصل مع مختلف الحالات عن بُعد وطرح أسئلة عليها، لتقييم حالتهم الصحية واتخاذ اللازم معهم.

في التعليم

فيما طوعت أيضا وزارة التربية والتعليم الإماراتية التكنولوجيا الحديثة لأبنائها بعد قرار تعليق الدراسة حماية لصحة الطلاب، حيث طرحت عبر بوابتها الإلكترونية 13 منصة تعليمية عالمية تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، تتيح خيارات تعليمية متعددة أمام الطلبة خلال عملية التعلم عن بعد.

الطائرات "درون"

بينما اعتمدت إمارة دبي أيضاً على الطائرات من دون طيار "درونز" ذات التحكم عن بعد، من أجل برنامج الإمارات الوطني لتعقيم الشوارع والمرافق المختلفة، والتأكد من تطبيق قرار الإغلاق المؤقت.

كما اعتمدت عليها أيضاً بهدف مراقبة الخارجين عن القانون ومتابعة تنفيذ القرارات الاحترازية في مختلف مناطق المدينة، حيث تطوف الطائرات المُسيرة حول الشوارع والأرصفة للبحث عن الأشخاص الذين لا يرتدون كمامات وترسل لهم رسائل توعوية للحد من انتشار كورونا.

تقنية حديثة منتظرة

كما بشر المركز الوطني للإنفلونزا في أبوظبي بأنه يتم التحضير لتقنية جديدة يمكنها تحديد ما إن كان الشخص مصابا بفيروس كورونا خلال 20 دقيقة فقط، والتي ستكون متاحة قريبا في البلاد، حيث إن معدات التحليل الجديدة يمكنها أن تقلل توقيت التشخيص بشكل كبير، الذي يستغرق الآن فترة تتراوح ما بين 24 و48 ساعة.

وأكد الدكتور ستيفان ويبر مدير المركز الوطني للإنفلونزا في أبوظبي، أن القدرة على إجراء فحص سريع لمئات العينات ستعزز الكفاءة ومعدلات اكتشاف الحالات، موضحاً أن المعدات يجب أن تصل خلال الأسابيع المقبلة.