تقارير تكشف أكاذيب قطر بشأن حياد الكربون
كشفت تقارير أكاذيب قطر بشأن حياد الكربون
أكدت صحيفة "ديزين"، اليوم الجمعة، على وجود اتهامات موجهة لمنظمي كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر بتقديم وعود مضللة حول معدلات الكربون أثناء تنظيم الحدث، من خلال التقليل بشكل كبير من الانبعاثات الحقيقية في الملاعب المبنية حديثًا.
وقالت الصحيفة: إنه وفقًا لتقرير صادر عن منظمة كربون ماركت ووتش غير الربحية، فإن ادعاءات قطر بأن البطولة ستكون "أول بطولة لكأس العالم لكرة القدم خالية من الكربون في التاريخ" "بعيدة المنال"، وتعتمد على "المحاسبة الإبداعية".
ووجد التقرير أن الانبعاثات من الملاعب الجديدة لكأس العالم، بما في ذلك استاد الوكرة التابع الذي أنشأته زها حديد، واستاد لوسيل من قبل فوستر وشركاه، تزيد بما يصل إلى ثمانية أضعاف عما هو مذكور في حسابات الكربون الخاصة بالحدث، مما يجعلها أكبر مساهم في البصمة الإجمالية للكأس.
وبالإضافة إلى ذلك، وجد التقرير أن مخططات التعويض التي يتم استخدامها للتعويض عن هذه الانبعاثات لها "مستوى منخفض من السلامة البيئية".
وقال كاتب التقرير ومحلل السياسات، جيل دوفراسن: "ادعاء حياد الكربون الذي يتم تقديمه هو ببساطة غير موثوق به".
وأضاف: "تشير الأدلة إلى أن الانبعاثات من كأس العالم هذه ستكون أعلى بكثير مما كان متوقعًا من قبل المنظمين، ومن غير المرجح أن يكون لأرصدة الكربون التي يتم شراؤها لتعويض هذه الانبعاثات تأثير إيجابي كاف على المناخ."
"كأس العالم الأكثر إحكاما في التاريخ الحديث"
وأشار التقرير إلى أنه قطر 2022، التي من المقرر انطلاقها في نوفمبر، هي المرة الأولى التي يطور فيها الفيفا إستراتيجية مشتركة للاستدامة بالتعاون مع دولة مضيفة، بهدف "تنظيم بطولة خالية تمامًا من الكربون".
وبالرغم من هذا الهدف، فقد اتخذ المنظمون مجموعة من الإجراءات للحد من الانبعاثات، أولاً من خلال جعلها "كأس العالم الأكثر إحكاما في التاريخ الحديث" ووضع جميع الأماكن على بُعد 50 كيلومترًا من وسط المدينة في الدوحة عاصمة قطر.
وأضافت الصحيفة أن ذلك يلغي الحاجة إلى قيام اللاعبين والزوار والمسؤولين برحلات داخلية ويسمح لهم بالبقاء في نفس الإقامة طوال البطولة في محاولة لخفض انبعاثات السفر.
وتركز الإستراتيجية أيضًا على خفض الانبعاثات المتعلقة بالبناء من خلال "تنفيذ معايير البناء المستدامة الرائدة وممارسات إدارة النفايات والمياه والحلول منخفضة الانبعاثات".
كأس العالم سوف تولد انبعاثات أكثر من آيسلندا
ومع الأخذ في الاعتبار كل هذه الإجراءات، من المقرر أن تصدر بطولة كأس العالم قطر 3.6 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، وفقًا لتقرير نشره المنظمون.
وأضافت "ديرين": إنه بالفعل يزيد بمقدار 1.5 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون عما تم إنتاجه كجزء من كأس العالم 2018 في روسيا، وأكثر من انبعاثات دولة آيسلندا بأكملها في عام.
لكن هذا الرقم يقلل بشكل كبير من الانبعاثات من المباني، والتي تبلغ حوالي 1.6 مليون طن وهي أعلى بثماني مرات من الرقم الذي أبلغ عنه المنظمون، وفقًا لتقرير صادر عن كربون ماركت ووتش.
وأضافت أن حسابات الكربون الخاصة بهم تستند إلى نموذج "مشاركة الاستخدام"، حيث لا تتحمل كأس العالم المسؤولية عن جميع انبعاثات الملاعب طوال العمر الافتراضي، ولكن فقط لجزء صغير بالنسبة إلى مدة البطولة .
ويُنسب ما تبقى من بصمة المباني إلى شاغليها، الذين سيتولون السيطرة على الملاعب بمجرد انتهاء كأس العالم.
ويوضح التقرير: "هذا يمثل إشكالية لأن هذه الملاعب شيدت خصيصًا لكأس العالم".
وتابع: "الاستخدام المكثف في المستقبل للعديد من الملاعب في مثل هذه المساحة الجغرافية الصغيرة أمر غير مؤكد، خاصة عند النظر إليه مقابل حقيقة أن الدوحة لم يكن لديها سوى ملعب رئيسي واحد قبل حصولها على كأس العالم".
ونتيجة لذلك، فإن أرصدة الكربون التي يتم شراؤها من قبل المنظمين لن تكون كافية لتعويض الانبعاثات الفعلية للحدث، كما ينص التقرير.
كما يشكك التقرير في فعالية ما يصفه بأرصدة الكربون "منخفضة الجودة"، بالنظر إلى أنها صادرة عن نظام اعتماد تم إنشاؤه حديثًا للبطولة وسجل حتى الآن مشروعين فقط.
ونظرًا لأن العالم يهدف إلى الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050 في محاولة أخيرة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية، فإن الأحداث الضخمة المؤقتة مثل كأس العالم تخضع للتدقيق بشكل متزايد بسبب استخدامها غير المسؤول للموارد.
وتعرضت كأس العالم في قطر لانتقادات من قبل بسبب ظروف العمل في مواقع البناء، بعد تقارير عن وفاة عدد من العمال المهاجرين أثناء بناء استاد الوكرة الذي صممته زها حديد.