من التجسس على معارضيه إلى إدارة ترامب.. أردوغان يحاول استغلال أميركا

من التجسس على معارضيه إلى إدارة ترامب.. أردوغان يحاول استغلال أميركا
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأميركي

يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بكل السبل التأثير على أميركا، سواء علناً أو بالطرق الملتوية، فشن حملات تجسس دون هوادة تارة، ودفع بمؤيديه في تارة أخرى، وبثالثة حاول التأثير على قرارات الإدارة الأميركية للرئيس دونالد ترامب.

التأثير على ترامب


بعد شهرته في أميركا بالتجسس على معارضيه، اتخذ أردوغان نهجاً مغايراً هذه المرة، ولكن كشفته وثائق مسربة عبر موقع "نورديك مونيتور" السويدي، المتخصص في كشف النقاب عن الفضائح التركية، بأن أحد المقربين من الرئيس التركي أردوغان تعاقد مع مستشار سابق بارز بحملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب؛ للضغط عليه بهدف تطوير علاقات أفضل مع صناع السياسات والمفكرين في الولايات المتحدة.


كما أظهرت الوثائق أن أردوغان كان يهدف أيضاً الحصول على معلومات تهم أنقرة، وأظهرت سجلات قانون تسجيل العملاء الأجانب "فارا" الذي تطبقه وزارة الخارجية الأميركية أسماء المسؤولين، وهم علي إحسان أرسلان، المقرب من أردوغان والنائب من حزب العدالة والتنمية الحاكم، والمستشار السابق باري بينيت.


وفي تلك الأوراق، سبق أن قال بينيت: إنه سيساعد أرسلان في عمله كأحد أعضاء البرلمان من أجل ما وصفه بأنه "تطوير علاقات أفضل مع صناع السياسة الرئيسيين والمفكرين في واشنطن"، مؤكداً أنه سيعمل أيضاً مع نائب الحزب التركي الحاكم بدون مقابل لأنه "صديق أرسلان"، على حد قوله.


ويعرف أرسلان بأنه يعتبر أحد المقربين من أردوغان منذ فترة عمله بمنصب عمدة إسطنبول، كما أنه رجل أعمال شهير بالبلاد، وأحد الأعضاء المؤسسين لحزب العدالة والتنمية، وحتى انتخابه بالبرلمان عام 2015، لذلك يعرف بلقب "مجاهد"، وهو ضمن المجموعة الأساسية التي سافرت تقريباً إلى كل مكان مع أردوغان.

عقد رسمي مدفوع


وتم الكشف بالوثائق المسربة عن عدم وجود عقد رسمي مدفوع الأجر بين الطرفين، حيث إن بينيت كشف عن علاقته مع أرسلان لإيفاء متطلبات قانون تسجيل العملاء الأجانب "فارا"، الذي يستلزم من أفراد بعينهم يعملون بصفتهم "عملاء لمسؤولين أجانب يشاركون في أنشطة سياسية أو غيرها من الأنشطة المدرجة ضمن القانون، بالإفصاح بشكل دوري عن علاقاتهم مع المسؤول الأجنبي، والأنشطة والإيرادات والمدفوعات التي تدعم تلك الأنشطة".


وفضل الثنائي الحفاظ على تلك العلاقة المشبوهة بعيداً عن أنظار الدولة بهدف خدمة أنقرة، لذلك وفقاً لسجلات بينيت في قانون "فارا"، شملت أنشطته بالنيابة عن أرسلان "اتصالات مع أعضاء الكونجرس وموظفيه، ومسؤولي الفرع التنفيذي، والإعلام، وغيرهم من الأفراد والمؤسسات الذين قد يكون لهم علاقات بتركيا".

برقية فاضحة


وفي برقية فاضحة ترجع إلى عام 2004، بشأن رئيس الوزراء التركي وقتها أردوغان، ذكر السفير الأميركي لأنقرة إريك إيدلمان اسم أرسلان تحت عنوان فرعي خاص بالفساد، قائلا: إن أردوغان جمع ثروته عبر الرشاوى، مضيفاً: "نسمع الآن المزيد والمزيد من مصادر مطلعة أن مستشارين مقربين، مثل السكرتير الخاص حكمت بولدوك، ومجاهد أرسلان، متورطون في عمليات استغلال نفوذ بالجملة".


وأظهرت تلك البرقية أن بينيت هو شريك في شركة اللوبي "أفينيو ستراتيجيز"، التي شارك في تأسيسها مع مدير حملة ترامب السابق كوري ليفاندوفسكي، بعد فترة قصيرة على الانتخابات الرئاسية لعام 2016، وهي ليست المرة التي يتم فيها الكشف عن علاقات "أفينيو ستراتيجيز" بشخصيات تركية مهمة.


وقبل أسابيع من الانتخابات الأميركية، سبَّب ذلك العقد تكهنات بوجود جهود من حكومة أردوغان للتجسس على إدارة ترامب بما يشمل "تجنب عقوبات محتملة، وتحسين التعاون في سوريا، ودفع الولايات المتحدة لترحيل عدون أردوغان، فتح الله جولن".