مَن هو الداعشي أدهم الغرابلي الذي تحاول الجزيرة إحياءه؟
بدأت التنظيمات الإرهابية والصفحات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين وعلى رأسهم قناة "الجزيرة" القطرية، في الترويج إلى معلومات فبركة حول انضمام ضباط من الجيش المصري إلى تنظيم داعش، وبداية عمل التنظيم بمحافظة شمال سيناء.
الصفحات تداولت فيديوهات لشخصيات إرهابية تم استقطابهم قبل عام 2011 على يد رجل التنظيم في مصر "أشرف الغرابلي"، الذي سعى إلى إعلان إمارة إرهابية بسيناء ومد جسور الإرهاب إلى القاهرة، غير أن قوات الأمن المصري لم تسمح له بذلك واستطاعت القضاء عليهم.
الفيديوهات المتداولة والتي تتناول عناصر تكفيرية تم تصفيتها على أيدي الجيش المصري، أعادت إلى الأذهان ملف جرائم "الغرابلي" في مصر والذي جاء بدعم وتمويل من الإخوان وقطر.
انضمامه لأنصار بيت المقدس
"أدهم" وهو الاسم الحركي للإرهابي "أشرف علي الغرابلي"، أحد أبرز الأشخاص الذين جندهم تنظيم "داعش" الإرهابي في إنشاء فرع له داخل مصر لتنفيذ مخططاته الإرهابية أسوة بالعراق وسوريا.
بدأ "الغرابلي" مشواره الإرهابي بالانضمام إلى تنظيم "أنصار بيت المقدس" التي أوجدت عناصر "داعش" في مصر، بأوامر من "أبو بكر البغدادي" الزعيم السابق للتنظيم المقتول في أكتوبر 2019.
النشأة
نشأ "الغرابلي" في أحد أحياء القاهرة، وأصبح عقب استقطابه للتنظيمات الإرهابية بعد ثورة 30 يونيو 2013، من أخطر العناصر الإرهابية المنتمية لتنظيم "أنصار بيت المقدس"، وأحد قياداته في منطقة الواحات البحرية، وكان مسؤولًا عن العديد من العمليات الإرهابية والعقل المدبر لها أيضًا، وتمت تصفيته في الحي نفسه الذي نشأ به، في التاسع من نوفمبر 2015 خلال عملية أمنية لقوات الأمن المصري.
كانت لدى "أشرف الغرابلي" في بدايات حياته العديد من الاهتمامات التي رسمها لمستقبله كغيره من الشباب بحكم وجوده داخل حي شعبي، الأمر الذي سهَّل للتنظيمات الإرهابية في استقطابه.
صندوق التنظيم الأسود
ذكر اسم "الغرابلي" للمرة الأولى خلال اعترافات محمد فتحي عبدالعزيز، عضو التنظيم ومالك المزرعة التي كان تنظيم "داعش" في سيناء يتخذها قاعدة له؛ إذ ذكر أن "الغرابلي" كان يتردد على المزرعة بصحبة "توفيق فريج زيادة" زعيم "أنصار بيت المقدس".
في بدايات توجه "الغرابلي" إلى التطرف، انضم بداية الأمر إلى تنظيم "أنصار بيت المقدس" في مصر، وفور ظهور "داعش" في سوريا والعراق، بايع "البغدادي" وأصبح فرع التنظيم الإرهابي موجودًا في مصر، وبات "الغرابلي" من مؤسسيه، وشارك في العديد من العمليات الإرهابية التي كان في مقدمتها عمليات الاغتيال لبعض الشخصيات المهمة في مصر والقتال ضد القوات المسلحة والشرطة المصرية.
يُعَد "الغرابلي" الصندوق الأسود للتنظيم الإرهابي بسبب دوره الرئيس في إنشاء خلايا التنظيم خارج شبه جزيرة سيناء، ولِكَمّ المعلومات الهائلة التي كان يعرفها عن خريطة التنظيم وخلاياه داخل وخارج سيناء؛ إذ كان من أكثر الرجال قدرة على ضم أعضاء جدد من بين الحضور لدروس مشايخ التيار الجهادي في القاهرة والجيزة والقليوبية.
أنشأ "الغرابلي" سبع خلايا؛ كان أولاها داخل القاهرة الكبرى، واعتمد في إنشائها على "تامر العزيزي" عضو الجماعة الهارب، والتي قامت بعمليتين فقط حتى القبض على أعضائها وإحالتهم للمحاكمة في القضية المعروفة بـ"أنصار بيت المقدس الثانية"، وكان من بينهم شقيق تامر، الضابط السابق سامح العزيزي.
محاولة فاشلة لمد التنظيم بالقاهرة
شارك أشرف الغرابلي في العديد من العمليات التي كان أبرزها تفجير مديرية أمن القاهرة، وتفجير مبنى القنصلية الإيطالية بالقاهرة، والسطو المسلح على مقر شركة ويسترن يونيون لتحويل الأموال بحي المعادي بالقاهرة.
وبجانب تلك العمليات الإرهابية؛ شارك في عملية اغتيال الرائد محمد مبروك بالشرطة المصرية، واغتيال المقدم طارق سامح مباشر، وأربعة من المجندين بمنطقة العلمين بمطروح، بجانب محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الأسبق، والهجوم على نقطة جنود بمنطقة مسطرد شرق القاهرة، والهجوم المسلح على إحدى دوريات قوات حرس الحدود بمدينة الفرافرة - إحدى النقاط التابعة للقوات المسلحة المصرية بمدينة الفرافرة.
شارك في عمليات اختطاف لصالح التنظيم؛ إذ قام باختطاف الكرواتي "ترميسلاف سالوبيتك" بطريق الواحات البحرية، واختطاف وقتل الأميركي "بيل هندرسون" بطريق الواحات البحرية، إضافة إلى اختطاف المواطن "صالح قاسم سيد" قصاص أثر، من منزله بمنطقة الواحات البحرية وذبحه بدعوى تعاونه مع الأجهزة الأمنية.
مقتله
في 9 نوفمبر 2015، أعلنت وزارة الداخلية المصرية، تصفية الإرهابي أشرف الغرابلي، خلال عملية مداهمة أمنية بمنطقة المرج، شهدت تبادلًا لإطلاق النار مع قوات الأمن.