أردوغان مفجر الحرب ومدعي السلام.. يتملق ويهدد دول الخليج في أسبوع واحد
رغم نشره للفوضى بين دول المنطقة العربية وخاصة الخليج، وتحديه للرباعي العربي، ودعمه للإرهاب، إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يخرج خلال أقل من أسبوع متاجرًا بدول الخليج مصدِّرًا للجديد من الادعاءات.
ادّعاء السلام في الخليج
خلال زيارة أردوغان لقطر والكويت أمس، استغلها لتحقيق أغراضه السياسية، حيث حاول التملق إلى أمير الكويت الجديد "نواف الأحمد الصباح"، حيث زعم في تصريحات صحفية له أن: "تركيا بتواجدها العسكري لا تساهم في الحفاظ على الاستقرار والسلام في قطر فحسب إنما في منطقة الخليج برمتها".
ووصلت به الأكاذيب لقوله إن: "باستثناء الأطراف الساعية لنشر الفوضى يجب ألا ينزعج أحد من وجود تركيا وجنودها في الخليج، وأن تركيا بوجودها العسكري لا تساهم في الحفاظ على الاستقرار والسلام في قطر فحسب إنما في منطقة الخليج برمتها"، معلنًا أن "تركيا ليست باقية في الأراضي السورية إلى الأبد وسننهي وجودنا فيها بمجرد إيجاد حل دائم للأزمة هناك".
ورغم خسائره وفشله في معاركه بالشرق الأوسط إلا أنه ما زال يصدر قوته المزيفة قائلا: "الجهات التي رأت حزمنا شرقي المتوسط وأدركت أنها لن تستطيع دفعنا للتراجع اضطرت اليوم للإنصات لدعواتنا من أجل الحوار، وأن الشرعية هي التي ستنتصر في ليبيا والانقلابيون سيهزمون في نهاية المطاف"، مدعيا أن "سعي أرمينيا لإظهار تركيا وكأنها طرف في الاشتباكات بعد هزيمتها الفادحة من أذربيجان دليل على الحالة الحرجة واليائسة التي تعيشها".
وكان الرئيس التركي زار أمس الأربعاء، العاصمة القطرية الدوحة، واستقبله وزير الدفاع القطري خالد العطية، وعدد من مسؤولي البلاد، ثم التقى تميم بن حمد آل ثاني من أجل ما تم ادعاؤه بأنه لبحث التعاون بين البلدين في العديد من المجالات، إلى جانب قضايا ثنائية وإقليمية أخرى.
ومن قطر اتجه إلى الكويت، في مستهل زيارة رسمية، لتقديم واجب العزاء لأمير البلاد الشيخ نوّاف الأحمد الجابر الصباح، وبحث العلاقات الثنائية.
وكان في استقباله لدى وصوله المطار، أمير الكويت الشيخ "نواف الأحمد الجابر الصباح"، ووزير شؤون الديوان الأميري، الشيخ علي جراح الصباح، وسفيرة تركيا في الكويت، عائشة خليل قويتاك.
تهديد الخليج
دون أي اكتراث أو خجل، أورد أردوغان تلك التصريحات الزائفة على لسانه قبل ساعات، بزعمه أنه يحافظ على أمن الخليج، رغم كونه أحد أبرز التهديدات له، لذلك كان قطع العلاقات القطرية التركية ضمن مطالب الرباعي العربي لإنهاء الأزمة مع الدوحة، ولكن تنظيم الحمدين لم يستجب لذلك ومضى في علاقته الإرهابية ليسقط المزيد من الضحايا الأبرياء بالمنطقة من أجل أطماعهم الاستعمارية.
والأسبوع الماضي، أعلنها الرئيس التركي صراحة مهددا أمن الخليج، خلال مشاركته في افتتاح الدورة التشريعية الـ27 للبرلمان التركي؛ حيث ادّعى أن "دول الخليج عانت، ولا تزال تعاني من الصراعات السياسية"، مُلمحا إلى تدخل عسكري قادم من جانب بلاده في المنطقة.
وأضاف أن بعض زعماء تلك الدول ينتهجون سياسات غير منطقية، وتتسم بإنكار الذات، لدرجة استهداف تركيا بسبب دعمها للقضايا العادلة، زاعمًا أن تلك الدول لم تكن موجودة في الماضي ولن تكون كذلك في المستقبل، وأن إرادة الله تقتضي أن ترفع تركيا رايتها في منطقة الخليج إلى الأبد، في تأكيد علني على عودة تركيا العسكرية إلى الجزيرة العربية، وهو ما تروج له منذ أشهر وسائل إعلام عربية وناشطون مرتبطون بأنقرة.
مفجِّر الحرب
لم تكن تلك هي المرة الوحيدة التي يهدد فيها صراحة دول الخليج، حيث إنه في مايو الماضي، قال الرئيس التركي، عقب رئاسته اجتماعًا للحكومة: "لن نخلي الساحة لأي من قوى الشر انطلاقًا من منظمة غولن إلى بي كا كا، ومن اللوبيات الأرمينية والرومية وصولاً إلى محاور العداء التي مصدرها الخليج"، ومن جهة أخرى، حذر ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دول منطقة الخليج من تدخلها في الشأن التركي، وفقًا لمزاعمه أيضًا.
وجاء ذلك من خلال تغريدة نشرها أقطاي على حسابه الرسمي في تويتر، ادعى فيها: "أن تمادي بعض دول الخليج في عدوانها وتدخلها في الشأن السياسي التركي سيكون له آثار سلبية وعواقب وخيمة على تلك الدول أو الدويلات".
التناقض الأردوغاني
دخل أردوغان إلى الخليج من خلال إيجاد موطئ قدم له بقطر وتدشين قاعدة عسكرية له فيها واستغلالها وتوطيد علاقته معها من أجل نشر الإرهاب والفوضى بالمنطقة، وتحقيق وهمه باستعادة السلطنة العثمانية، لذلك تناقضت الكثير من مواقفه.
تارة يهاجم أردوغان الإمارات وإسرائيل بسبب معاهدة سلام بينهما، ثم يقوي علاقته مع تل أبيب، ونفذ تدريبًا عسكريًّا مشتركًا مع إسرائيل، وبعد أن هاجم شيمون بيريز بمؤتمر دافوس 2009 في سويسرا، وانسحب من الجلسة غاضبًا، أرسل عقب ذلك وفدًا يستجدي رضا إسرائيل.
وبعد أن هلل لأعوام ودعم فكرة أن تركيا جزء من مشروع الشرق الأوسط الكبير لأميركا وإسرائيل، لكنه بعد ثورات الربيع العربي، ردًّا على سؤال صحفي حول تورط أنقرة في المشروع الذي تسبب في كل هذا الدمار والخراب، زاعم أن الاتهام لا أساس له من الصحة ولا يوجد ما يُثبت تلك التصريحات.