أسبوع عزل أردوغان.. عقوبات غربية ومصالحة عربية تهدد عرشه
أيام عصيبة تلك التي يمر بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حيث واجه أسبوعًا زاد من عزلته سواء من أوروبا أو الولايات المتحدة الأميركية أو العرب.
وهدد قادة الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات قاسية على تركيا، خلال قمتهم المزمع عقدها يوم ١٠ ديسمبر الجاري، كما سن الكونغرس الأميركي مشروع قانون يفرض على الإدارة الأميركية فرض عقوبات قاسية على تركيا في غضون ٣٠ يومًا، بالإضافة إلى الجهود الكويتية للمصالحة العربية، والتي من شأنها أن تزيد عزلة أردوغان خارجيا وتفقده المزيد من شعبيته محليا وقد تكتب نهايته.
عزلة غربية عربية
البداية كانت مع اجتماعات حلف شمال الأطلسي "الناتو" والتي كشفت مدى عزلة تركيا واتساع الفجوة بينها وبين الغرب، حيث انتقد مجلس أوروبا استمرار احتجاز المحسن عثمان كافالا ، ثم جاء مشروع قانون ميزانية الدفاع الأميركية الجديدة وأن العقوبات على تركيا إلزامية في غضون 30 يومًا عند توقيعه، وفقًا لما نشره موقع "أحوال" التركي.
واتخذت تركيا بالتأكيد عددًا من الفرص لزيادة نفوذها الإقليمي في العامين الماضيين، حيث تورطت في صراعات في أذربيجان وليبيا وسوريا والعراق، فضلاً عن استكشافات الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط، وتسببت هذه المقامرة بتصعيد التوترات مع حلفاء تركيا الغربيين التقليديين.
نظرًا للعزلة المتزايدة لتركيا ، فليس من المستغرب أنها كانت تحاول إصلاح العلاقات مع الدول الأخرى التي كانت أيضًا إشكالية ، مثل إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
محاولات كسر العزلة
ووفقًا لموقع "المونيتور" الأميركي، فإن هاكان فيدان، رئيس المخابرات التركية، قد أجرى محادثات سرية مع مسؤولين إسرائيليين، في إطار جهد أطلقته تركيا لتطبيع العلاقات، بعد أن سحبت تركيا سفيرها عام 2018 على إثر نقل الولايات المتحدة سفارتها من تل أبيب إلى القدس.
كما تحاول تركيا إصلاح العلاقات مع المملكة العربية السعودية حيث أجرى أردوغان مكالمة هاتفية مع الملك سلمان مؤخرًا، وقد يدفع تعهد جو بايدن بإعادة تقييم العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية، تركيا لاستعادة العلاقات مع العرب حتى لا تزداد عزلة.
التقى المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين يوم الأربعاء مع المبعوث الأميركي الخاص الجديد بشأن سوريا في أنقرة لمناقشة الوضع في سوريا.
وأكدت الرئاسة التركية، أن الصورة الحالية في إدلب تمت مراجعتها خلال الاجتماع.
وأشار بيان الرئاسة التركية إلى التزام تركيا، على الأرض وعلى الطاولة، بالحفاظ على مناخ التهدئة.
خسارة أردوغان
ووفقا للموقع التركي، فإن محاولات أردوغان قد فات أوانها بالفعل، حيث تخضع تركيا الآن لحظر توريد الأسلحة من الغرب، كما تخاطر بمواجهة عقوبات أوروبية أميركية، قد لا تعود بعدها العلاقات بين تركيا والغرب كما كانت، ويصبح الطريق لبدء إذابة الجليد شاقًّا.
فالعزلة لن تخدم أردوغان سوى في خطابه الشعبوي وتعليق انهيار بلاده اقتصاديا وسياسيا على شماعة الآخرين.
ولكن في النهاية لم يعد بوسع أردوغان جني المزيد من المكاسب بقوته العسكرية التي بدأت تتهاوى أو خطابه الناري خصوصا مع الغرب الذي يتخذ هو الآخر إجراءات أكثر حسمًا مع عدوانية أردوغان.