إمارة الظلم.. أسرة سوري تروي تفاصيل اختفائه قسرياً على يد الأمن القطري
تتاجر قطر يميناً ويساراً بادعاءات الديمقراطية وترسيخ حقوق الإنسان والمطالبة بالعدل والمساواة، والتي تعتبر كلها أوجه باطلة عن الدوحة يرددها النظام، بينما تتفشى بالبلاد الانتهاكات البالغة، والتي سرعان ما يتم الكشف عنها، وعلى رأسها الاختفاء القسري.
الاختفاء القسري بقطر
يعتبر الاختفاء القسري جريمة ضد الإنسانية، تضطلع فيها قطر، حيث سبق أن انتشرت العديد من العمليات المشابهة لها في الدوحة، ففي العام الماضي، صدرت مطالبات برلمانية مصرية بمحاكمة نظام قطر بسبب جرائم الاختفاء القسري ضد مصريين.
وقبل ساعات، تم الكشف عن واقعة اختفاء قسري تعرض لها مواطن سوري داخل قطر، بعد إلقاء أمن الدولة القطري القبض عليه منذ 3 أشهر، وكشف شقيقه المهندس محمد أحمد أرزيق، المقيم في الإمارات، لموقع "العرب مباشر"، أنه في نهاية شهر مايو 2020 فقد الاتصال بشقيقه عبدالرزاق أحمد أرزيق، الموجود في قطر وهو سوري الجنسية يعمل في قطر منذ حوالي 15 عاما مندوباً بإحدى الشركات، ومن مواليد 04/05/1985، لذلك سارع بالاتصال بالعديد من أصدقاء شقيقه في الدوحة لمعرفة مكانه وأحواله، ولكنه لم يصل لأي شيء، ليكتشف اختفاءه تماماً.
وأضاف أرزيق: أن بعض أصدقاء شقيقه أخبروه أنهم فوجئوا بثلاثة أشخاص غريبي الأطوار يرتدون الزي المدني وليس العسكري هاجموه ليلاً في منزله، ونقلوه إلى جهة مجهولة في منتصف الليل بنهاية مايو الماضي.
وسارع الأخ مع الأصدقاء بالبحث عن عبدالرازق في كل مراكز الشرطة وفي المكافحة والبحث الجنائي والأمن الوقائي ولم يستطع التوصل إلى أي معلومة عنه، لذلك تواصل شقيقه المهندس محمد مع أحد المحامين القطريين لتنفيذ الإجراءات القانونية اللازمة سواء بالبحث أو فتح بلاغ عن شقيقه المختفي قسرياً، ليصطدم برفض طلبه من الجهات الأمنية القطرية بحجة أنه لا يحمل أي صفة رسمية أو توكيل من الشخص المختفي.
وتابع: إنه تمكن بحيلة أنه كان ضابطاً سابقاً في وزارة الداخلية القطرية استطاع بعلاقاته أن يعرف أن عبدالرازق مقبوض عليه في أمن الدولة القطري، كما أنه قبل يومين جاءه رد أمن الدولة القطري، قائلاً: "اترجيتهم يخبروني وضعو أيه عايش ولا ميت قالوا موجود"، وهو ما يؤكد اعتقاله واختفاءه قسرياً.
وتابع: إن كل محاولاته للتواصل مع جهاز أمن الدولة القطري أو شقيقه، لمعرفة إحالته إلى النيابة أو التهم الموجهة إليه باءت بالفشل، ولم يتمكن من معرفة أي شيء على مدى شهرين، بينما يسيطر القلق على أسرته كونه مريضاً بالقلب.
اللجوء إلى نجل وزير الداخلية الأسبق
لذلك لجأ المهندس محمد أزريق إلى الشيخ سعود بن عبدالله آل ثاني ابن وزير الداخلية القطري الأسبق ووالده هو عبدالله بن خالد المصنف الأول على قوائم الإرهاب الأميركية وكذلك قائمة الإرهاب الخاصة بدول الرباعي العربي، ليكتشف أنه تعمد تشتيته وإخباره بالأكاذيب لإيهامه بأن شقيقة مقبوض عليه في قضية مخدرات وهو ما اتضح زيف حديثه لاحقاً، وأن شقيقه معتقل بأمن الدولة القطري.
وأردف: "حين تأكدت أن شقيقي محتجز في أمن الدولة القطري، واجهت الشيخ سعود وقال لي نعم ولكني لا أعرف ما هي التهم ولا يوجد في قطر من يجرؤ على السؤال عنه أو عن مصيره، وخبرني أنه راح يتواصل مع اللجنة القطرية لحقوق الإنسان، لكن فوجئت أنه حظر رقمي".
وسعى الأخ إلى التواصل مع كل الوزارات في قطر ولجنة حقوق الإنسان القطرية التي أخبرته أنهم قاموا بإرسال خطاب إلى الجهات المختصة وبانتظار الرد، ليلجأ في نهاية المطاف إلى طلب المساعدة من مؤسسة ماعت لحقوق الإنسان لتصعيد الأمر إلى الجهات العالمية لإنقاذ شقيقه من قبضة قطر الفاسدة.