اليوم الوطني الإماراتي.. تجربة استثنائية من الاتحاد في 49 عاما
تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة، غدا، باليوم الوطني الـ49، في مسيرتها المميزة للغاية، حيث تعد نموذجا رائعا ومبهرا للعالم أجمع في الاتحاد، حيث غيرت حياة أبنائها وباتت قمرا بازغا في سماء العروبة، وأنارت دروب أجيال عدة.
اليوم الوطني
في ٢ ديسمبر، من كل عام تحتفل دولة الإمارات، بيومها الوطني الخالد، بذكرى قيام اتحادها الذي تأسس عام 1971، حيث بدأت تلك الانطلاقة التاريخية باتفاق حكام الإمارات السبعة، وهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حاكم أبوظبي، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم دبي، والشيخ صقر بن محمد القاسمي، حاكم رأس الخيمة، والشيخ خالد بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، والشيخ محمد الشرقي حاكم الفجيرة، والشيخ أحمد المعلا حاكم أم القيوين، والشيخ راشد بن حميد النعيمي، حاكم عجمان، على الاتحاد فيما بينهم، وإقرار دستور مؤقت ينظم الدولة ويحدد أهدافها.
وفي يوم 18 يوليو 1971، أعلن حكام إمارات الستة، تكوين دولة الإمارات العربية المتحدة، ليتم تدشينها رسميا في 2 ديسمبر من العام نفسه كدولة اتحادية مستقلة ذات سيادة، لتنضم لهم إمارة رأس الخيمة لاحقا في ١٠ فبراير 1972، ليكتمل بذلك عقد الإمارات السبع في إطار واحد، ليبدؤوا معا رحلة غنية بالتكامل والاندماج القوي، ويصنعون نموذجا مشرفا ومبهرا للعالم أجمع.
ومع العام الثامن والأربعين للاتحاد، تمكنت العديد من المؤسسات في الإمارات، من تحقيق مجموعة من الأرقام القياسية بالعالم، بتسجيلها بأحرف من نور في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، منها: "أكبر علم يرفرف خلال قفزة حرة من طائرة، وأكبر عدد جنسيات على متن طائرة واحدة، وأكبر سجادة زهور طبيعية في العالم، وأكبر صورة لصاروخ فضائي يشكلها بشر، وأكبر عدد جنسيات ينشدون سلاما وطنيا".
تجربة تنموية استثنائية
واحتفالا بتلك المناسبة، أصدر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بيانا أكد فيه أن بلاده تحتفل بهذه المناسبة في مرحلة فارقة في تاريخها، تقف خلالها موشحة بالفخر والعزة ومفعمة بالطموح والأمل ويملؤها التصميم على مواصلة مسيرة إنجازاتها الحضارية في مختلف المجالات.
وأضاف الشيخ محمد بن زايد: أن "هذه المسيرة لن تتوقف، بإذن الله، مهما كانت الظروف والتحديات، لتؤكد أنها تجربة تنموية استثنائية خارج كل الحسابات والمعايير المتعارف عليها في تجارب التنمية في العالم كله قديماً وحديثاً، فالإنسان هو المحور الأساسي لمشروعنا التنموي والبوصلة التي تتحرك وفقاً لها كل خططنا وإستراتيجياتنا في الماضي والحاضر والمستقبل".
وأوضح: "الإمارات واجهت مع بقية دول العالم.. التحديات الصعبة التي سببتها جائحة كورونا (كوفيد-19) واستطاعت، بفضل الله، ثم الجهود المخلصة والصادقة لفرق خط الدفاع الأول، وروح الفريق الواحد بين مؤسساتها، ووعي شعبها والمقيمين على أرضها، وجاهزيتها الصحية وبنيتها التكنولوجية المتقدمة.. أن تقدم نموذجاً فاعلا وإنسانيا، في التعامل مع الجائحة وإدارة آثارها وتداعياتها على مختلف المستويات، مع إعطاء الأولوية القصوى لصحة الناس وسلامتهم في كل خطط وإستراتيجيات المواجهة".
وشدد على أن الدولة عبرت عن وجهها الإنساني الناصع منذ اليوم الأول لظهور الجائحة، وأكدت مصداقية نهجها الذي تتبناه وتسير عليه في هذا الخصوص من خلال تقديمها الدعم المجرد للدول والمجتمعات التي تحتاج إلى المساعدة، دون النظر إلى دينها أو مذهبها أو عرقها أو موقعها الجغرافي بجانب دعواتها المتكررة إلى التكاتف الإنساني الدولي في مواجهة هذا الخطر واحتواء تداعياته.
ولفت ولي عهد أبوظبي إلى أن الإمارات تشارك بفاعلية في الجهود العلمية والبحثية الدولية الهادفة إلى إيجاد علاجات ولقاحات للفيروس، وتعاونت مع مختلف دول العالم لتحقيق هذا الهدف، ودعت إلى توفير هذه العلاجات واللقاحات للجميع دون استثناء، من منطلق إيمانها بوحدة المصير البشري.
وذكر أنه: "ندخل العام الخمسين من عمر دولتنا الفتية وتجربتنا الوحدوية الفريدة ونحن أكثر قوة وثقة في النفس والقدرات.. وأشد عزماً على بلوغ أهدافنا خلال الخمسين سنة المقبلة، تحت قيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، لتكون دولة الإمارات كما نتطلع ونستهدف.. أفضل دولة في العالم بحلول الذكرى المائة لإنشائها.. مستندين إلى الأسس القوية والأركان الراسخة التي وضعها القادة المؤسسون رحمهم الله".
وأردف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن الإمارات تعمل من أجل السلام الإقليمي الشامل الذي يستفيد منه الجميع ويحقق مصالح الجميع ويعزز أركان الاستقرار والأمن في المنطقة، ويوجه الموارد والطاقات لخدمة شعوبنا والارتقاء بها وتمهيد الطريق أمام الأجيال القادمة نحو غد أفضل.. انطلاقاً من توجهاتها الراسخة والمستقرة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مشددا على أن مواقف الدولة تجاه القضايا الإقليمية والدولية، كانت وستظل، مواقف إيجابية ومسؤولة، تدفع دائماً في اتجاه السلام".
نصر لروح الاتحاد
كما قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في كلمته بمناسبة اليوم الوطني للإمارات، إن "الثاني من ديسمبر سيظل أعز أيامنا وأغلاها.. وقال إنه اليوم الذي انتصرت فيه الحكمة والمبادئ والغايات الشريفة.. واليوم الذي جسد فيه آباؤنا المؤسسون قوة وكرامة وفضائل وخصال أبناء الإمارات.. وهو اليوم الذي توج كفاح أسلافنا وصمودهم ونجاحهم في الحفاظ على أرضنا".
وأضاف الشيخ محمد بن راشد أنه "غدا يدخل اتحادنا العام الخمسين من عمره المديد.. نتطلع إلى المستقبل بثقة وأمل، مسلحين برؤيتنا وخبراتنا وإنجازاتنا في بناء الإنسان والعمران، مدركين أن نجاحاتنا في العقود الماضية تحققت بالجهد والعرق والعزيمة.. وسنحتاج في العقود الخمسة المقبلة إلى مضاعفة هذا الجهد وزيادة الإنتاج وتعزيز القدرات، فالطموح أكبر، والتحدي أصعب، والمنافسة أشد، والتحولات حولنا أسرع وأعمق".
وتابع: إن "التقدم الذي أحرزته دولتنا يسعدنا ويملؤنا بمشاعر الفخر والرضا لكنه لا يكفينا.. نريد تقدما مماثلا لأشقائنا العرب.. فكل نجاح يتحقق في بلد عربي يمثل قوة مضافة لصالح العالم العربي بأسره، اليوم وروح الاتحاد تسري في أرجاء وطننا ونفوس مواطنينا نستذكر بفخر واعتزاز والدنا ورمزنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ورفيق دربه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وإخوانهما حكام الإمارات طيب الله ثراهم جميعا وأثابهم على ما قدموا لوطننا وشعبنا وأمتنا.. إن تراث آبائنا خالد وحي ما دامت على الأرض حياة.. يعيش فينا زارعا روح الطموح والتفاؤل، ومحفزا على الإنجاز، ومقويا عزيمتنا في مواجهة التحديات، ودافعا مسيرة وطننا إلى الأمام والمجد والعلا.
وشدد على أنه "منذ تأسيس دولتنا ونحن نسعى في دروب الخير لأمتنا.. كنا دائما جزءا من الإجماع العربي، وسعينا دائما لوحدة الصف، وبادرنا لمساعدة كل من قصرت إمكانياته عن تلبية احتياجات التنمية في بلده.. وأطلقنا مبادرات تلو مبادرات لتمكين الشباب العربي معرفيا وعلميا وإداريا وثقافيا.. ووضعنا خبراتنا المكتسبة بتصرف أشقائنا وسنظل نسعى لرفعة نهوض عالمنا العربي، فنحن منه وهو منا وإذا لم تكن المشتركات العديدة بين دولنا العربية كافية لتعميق التعاون بين الدول العربية، فإن الجغرافيا وحدها تدعو إلى أعلى درجات التكامل والتنسيق، وتؤكد وحدة المصير ووحدة الأمن والاستقرار".
احتفالات بالإمارات
كما تشهد الإمارات السبع عدة احتفالات بالتاريخ المجيد الذي صنعه الحكام الأوائل بدوافع العروبة والقوة، ليرثها أحفادهم، حيث أعلنت القيادات المعنية بقصر الوطن في أبوظبي بمشاركته في فعاليات احتفال اليوم الوطني الإماراتي، ودعوة جميع السكان لزيارة القصر، للتمتع بعدد من أهم وأجمل الأنشطة، وعرض الصوت والضوء، وعزف النشيد الوطني الإماراتي، وعرض علم الإمارات على الواجهة الرئيسية.
وينطلق أيضا مهرجان الشيخ زايد التراثي بمناسبة اليوم الوطني الإماراتي الـ49، فيما أعلنت اللجنة المنظمة للاحتفال الرسمي باليوم الوطني أنه يحمل عنوان "غرس الاتحاد"، حيث سيشهد كتابتها على منحوتة فنية عائمة فوق سطح البحر يقام عليها العرض الرسمي مضاء بصور رقمية تستعرض فقرات مستوحاة من قصة دولة الإمارات وقيمها العريقة، بالإضافة للكثير من العروض الفنية احتفالا بتلك المناسبة المميزة.