بعد حرق الدوحة جثث ضحايا كورونا.. قطريون يشتكون من الرائحة
بعد أن أودعتهم في معسكرات للموت وارتفاع أعداد الإصابات بينهم لتلقى حتفها سريعاً بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، لغياب الرعاية الصحية الكاملة عنهم، باتت السلطات القطرية تحرق جثث ضحايا العمال الأجانب في الخفاء بعيداً عن الأنظار العالمية.
ورغم جهود السلطات المضنية لإخفاء ذلك، إلا أن المواطنين القطريين وصلت إليهم رائحة الحرائق المتكررة بشكل مثير للجدل، ليبدوا استياءهم وضيقهم الشديد من تلك الروائح، ليضيف ذلك انتهاكاً جديداً صارخاً على تنظيم الحمدين.
شكاوى الحريق
شهد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" حالة من الغضب بين القطريين إثر روائح الحريق المتكررة مجهولة المصدر لدرجة تكتم الأنفاس، وهو ما نشر بينهم حالة من القلق، لاسيَّما بعدما تداولوا أخباراً عن كونها ناتجة عن حرق جثث متوفين بفيروس كورونا.
وأكد القطريون وفاة أكثر من 80 عاملاً متأثرين بوباء كورونا، ولكن تخلص النظام القطري منهم بحرق جثثهم، ثم دفنها في منطقة مسيعيد جنوب قطر، بينما أخبرت السلطات سفارات الدول التابعة للعمال بدفن الجثث بشكل طبيعي، ولكن انكشف مُخطط الدوحة بحرق جثث العمال خوفاً من نقل العدوى للأهالي في قطر، دون الاستماع لإرشادات "الصحة العالمية"، والتي قالت إن جثث المتوفين بكورونا لا تنقل العدوى.
الرائحة تصل لداخل المنازل
وتساءل بشدة القطريون عن أصل تلك الروائح القوية بمختلف أنحاء البلاد التي تصل لداخل المنازل بشكل كبير، حيث كتب أحد المواطنين: "الآن أشم ريحة حريق عندي بس ولا بعد ف كل مكان #قطر"، بينما كتب آخر: "لحد يسوي لنا سالفة، تشمون رائحة الحريق"، بينما قال ثالث: "حد يقولنا ايش بالجو، نحنا برعب نشم رائحة الحريق ليل ونهار، صار لنا كل يوم، وليس الرائحة ما زالت موجودة وقوية".
بينما كتب مواطن قطري آخر: "اتخنقنا والله من ريحة الحريق"، فيما استنكرت سيدة: "ريحة الدخان بالصالة والغرف، والله أخاف على أهلي"، لترد عليها ثانية: "والله وأنا كل شوي بدخل على عيالي الغرفة شيرقدني احسن الدخان بالبيت".
بينما زعم أحد الموالين للسلطات القطرية أن رائحة الحريق هي بسبب مكب النفايات والمخلفات في منطقة مسيعيد بالدوحة، إلا أن المواطنين أبدوا ضيقهم ورفضهم لتصديق تلك المزاعم.
تنديدات دولية
ويأتي ذلك بعد تنديد حقوقي دولي ومطالبة ائتلاف يضم 16 منظمة غير حكومية، بالإضافة لكل من "العفو الدولية" و"هيومان رايتس ووتش"، و"ميغرنتس رايتس" وهيئات حقوقية دولية أخرى، السلطات القطرية بضرورة حماية حقوق العمال الأجانب بالبلاد وحمايتهم من التمييز، في ظل انتشار فيروس كورونا.
ووجهوا رسالة إلى رئيس الوزراء القطري ووزير الداخلية، خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني، تتضمن مطالبة الحكومة بالدوحة أهمية اتخاذ إجراءات لأجل مراعاة حقوق العمال الأجانب، وحذرت من مغبة التمييز ضدهم.
كما طالبوا قطر بأهمية استفادة كافة العمال الأجانب، بمن فيهم المخالفون، من الكشف عن فيروس كورونا والعلاج الطبي، في حال الإصابة، مشيرة إلى الذين لا يستطيعون العمل في الدوحة، بسبب الإصابة أو من جراء إجراءات الحجر الصحي، فينبغي أن يستمروا في الحصول على أجورهم.
ودعت السلطات القطرية إلى الحرص على ضمان عدم الإقصاء أو التمييز ضد العمال الأجانب خلال هذه الفترة التي تشهد انتشاراً لفيروس كورونا، حيث إنه من الضروري ضمان استفادة هؤلاء العمال من الإجراءات الوقائية والصحية المطلوبة لوضعهم الهش.
وأوضحت أنه بينما يكافح العالم لاحتواء انتشار فيروس كورونا، فإن العمال المهاجرين المحاصرين في مخيمات مثل تلك الموجودة في قطر معرضون بشكل أكبر لتفشي الوباء بينهم، كونها مزدحمة للغاية وتفتقر إلى المياه الكافية والصرف الصحي وهو ما يعني أن العمال سيكونون حتماً أقل قدرة على حماية أنفسهم من الفيروس.
معسكرات للموت
فيما وثقت منظمة العفو الدولية تلك المعاناة الأخيرة للعمال في قطر، حيث أصيب منهم المئات بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، بسبب الظروف التي يعيشون فيها في المنطقة الصناعية بالدوحة.
وأضافت المنظمة: أنه بعد إغلاق أجزاء من المنطقة الصناعية في الدوحة، لتسجيل مئات الإصابات بفيروس كورونا في البلاد، بات الأمر أقرب بأن تلك التجمعات هي معسكرات للموت فيها.
وطالبت قطر بعدم التمييز في الرعاية الصحية للمصابين بكورونا، خاصة للعاملين حيث إنهم لا يتلقون أي رعاية صحية حتى الآن، مضيفة أنه بينما يكافح العالم لاحتواء انتشار فيروس كورونا، فإن العمال المهاجرين المحاصرين في مخيمات مثل تلك الموجودة في قطر معرضون بشكل أكبر لتفشي الوباء بينهم.