بعد فشله في التودد للسيسي.. أردوغان يستعطف الشعب المصري
يسعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التقرب الي مصر فبعد أن فشل في استعطاف القيادة المصرية يستجدي الشعب المصري
ما زال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحاول مغازلة مصر وشعبها للتقارب مع البلاد وإعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين البلدين منذ أعوام، بسبب دعمه لجماعة الإخوان الإرهابية وسياساته العدائية بالمنطقة.
التودد للشعب المصري
ويواصل أردوغان محاولته للتودد الشعب المصري عقب فشله في التودد للرئيس المصري فيما وصف مراقبون التصريحات بأنها مجرد محاولة فاشلة من أردوغان لكسب ود الشعب المصري، وهذا ما أظهرته ردود الأفعال المصرية عن هذه التصريحات.
وفي آخر تصريحات الرئيس التركي أكد رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، أن "الشعب المصري لا يعارضنا ولن نقدم تنازلات في منطقة شرقي المتوسط"، على حد قوله.
وأضاف أردوغان، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس المجلس الرئاسي البوسني ميلوراد دوديك، أن بلاده لن تقدم أي تنازلات، رغم التطورات في شرق البحر المتوسط، مؤكدا "لا تغيير في موقفنا الحازم شرق المتوسط. ونحن لا نتحدث عن أي تنازل".
التودد لمصر
ويأتي ذلك للمرة الثانية التي يحاول فيها أردوغان التودد لمصر، حيث إنه الجمعة الماضية، أعرب عن نيته تعزيز الاتصالات مع مصر ورفع مستواها في حال أفضت إلى نتائج إيجابية.
وقال: "الصداقة بين الشعبين المصري والتركي لن تكون مثل العلاقات بين الشعبين المصري واليوناني".
خسرنا مصر
وبعد حديث أردوغان الأول، الذي جاء عقب العديد من التصريحات التركية على لسان مسؤولين لمغازلة مصر والتقارب معها، علق عليها زعيم المعارضة بأنقرة بتوجيه صفعة قوية لنظام أردوغان.
ونددت زعيمة حزب الخير التركي المعارض، ميرال أشينر، بسياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي أكد أنها كانت السبب في فقدان الشراكة مع مصر بسبب أهوائه الشخصية.
وقالت في كلمتها أمام الكتلة البرلمانية لحزبها في يوم المرأة العالمي: إن الشعب التركي دفع ثمن قرارات أردوغان بخسارة مصر.
كما شدد زعيم المعارضة التركية، رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، على أن النظام التركي يتسول حاليا المصالحة من مصر، بعدما مارس حيالها سياسة عدوانية، لافتا إلى نية النظام لتغيير السياسة المتبعة بخاصة حيال جماعة الإخوان.
وأضاف كليتشدار أوغلو، خلال كلمته بالبرلمان، منتقدا النظام التركي، أنه "لم يبق أحد لم نقاتله، لماذا عاديت مصر وتدخلت في شؤونها الداخلية؟ أنت الآن تتسول المصالحة".
ولفت إلى أن مصر صنفت جماعة الإخوان منظمة إرهابية، في حين احتضنها أردوغان ودعمها، دون سبب، والآن يقرر تغيير دفة السياسة الخارجية برمتها، وربما يرفع يده عن الجماعة.
الرد المصري
من ناحيتها، جاء الرد المصري على لسان وزير الخارجية سامح شكري، قبل أيام، الذي أكد فيه حرص بلاده على استمرار العلاقة بين الشعبين المصري والتركي، موضحا أن "المواقف السياسية السلبية من الساسة الأتراك لا تعكس العلاقة بين الشعبين".
وتابع شكري: إنه "إذا ما وجدنا هناك تغييرا في السياسة التركية تجاه مصر وعدم تدخل في الشؤون الداخلية وانتهاج سياسات إقليمية تتوافق مع السياسة المصرية، قد تكون هذه أرضية ومنطلقا للعلاقات الطبيعية"، مضيفا: "لا توجد علاقات خارج القنوات الدبلوماسية الطبيعية".
وسبق أن قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، الأسبوع الماضي، إنه يمكن فتح صفحة جديدة في علاقة تركيا مع مصر وعدد من دول الخليج، بهدف "المساعدة في السلام والاستقرار الإقليميين".
وتابع قالن، في مقابلة مع وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، إن "مصر دولة مهمة في الوطن العربي، وتبقى عقل العالم العربي، وهي قلب العالم العربي"، مؤكدا على أننا "مهتمون بالتحدث مع مصر حول القضايا البحرية في شرق البحر المتوسط، إضافة إلى قضايا أخرى في ليبيا، وعملية السلام والفلسطينيين".