أذرع طهران تهاجم الحلبوسي... خبراء: التقارب السعودي العراقي يرعب الملالي
في إطار التمهيد لاجتماع مستقبلي بين ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، زار وفد سعودي برئاسة وزيري الصناعة والزراعة ومحافظ البنك المركزي السعوديين ومعهم عدد من السياسيين والدبلوماسيين العراق، أمس الأحد.
واجتمع وزير البيئة والمياه والزراعة، عبدالرحمن الفضلي، ووزير الصناعة والثروة المعدنية، بندر بن إبراهيم الخريف، ووزير النقل، صالح بن ناصر الجاسر، ومحافظ مؤسسة النقد العربي السعودي، أحمد بن عبدالكريم الخليفي، ووزراء آخرون وممثلون عن وزارات وشركات سعودية في مختلف القطاعات، مع الكاظمي ورئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي.
ميليشيات إيران تهاجم زيارة الوفد السعودي وتسيء للحلبوسي
وعلى الرغم من أن الزيارة التمهيدية والاجتماع التالي لها، يأتي في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية للمملكة في العراق، بهدف المساهمة في إعادة إعمار العراق، ولكن الزيارة أثارت حفيظة الميليشيات الإيرانية في العراق، ووجهت بحقد كبير من قِبل وسائل الإعلام المحسوبة على إيران.
ووجهت تلك الفصائل اتهامات إلى "الحلبوسي" وحرصت على كيل الاتهامات والإهانة له وشنت حملة مدعومة من إيران لاتهامه بالخيانة، خوفا على مصالح إيران بالعراق، وتوجسا من مساهمة السعودية في التخلص من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي جاءت نتيجة توغل إيران في العراق.
وزعمت تلك التيارات أن الاستثمارات السعودية سيكون من شأنها أن تخدم المحافظات السنية فقط، وتسعى لخدمة مركز هذه المحافظات اقتصاديا وربما هذا يساعد على تعزيز موقف المطالبين بإقامة إقليم منفصل لهذه المحافظات.
لماذا الهجوم على "الحلبوسي" لسعيه لتحقيق عروبة العراق
قال الدكتور عبدالكريم الوزان، المحلل السياسي العراقي البارز، إن تعزيز العلاقات العراقية مع السعودية، بلا شك لا يعجب إيران وأذرعها في العراق والمنطقة، مفسرا ذلك بأنه يعد استهدافا لمصالح إيران التي لا تريد للعراق أن يعود إلى المربع العربي.
وأضاف الوزان في تصريحات لـ"العرب مباشر": "لذلك يتم استهداف الزيارة واستهداف الحلبوسي، في هذا الجانب لأن إيران لا تريد أي تقارب مع السعودية أو مع أي دول عربية أخرى"، مؤكدا أن هذا التقارب يهدد طهران ويعرضها للخطر، فالحلبوسي أراد أن يحقق توجهات الشعب بالانفتاح على الخليج وعلى الدول الأخرى.
ونوه بأن العراق في طريقه الآن للانفتاح مع كل الدول العربية، وبهذه الطريقة يتم التخلص من براثن إيران من خلال عودته إلى محيطه العربي، والاستفادة من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بتعزيزها للعلاقات مع العرب.
أسباب تخوفات ميليشيات إيران من التقارب العربي العراقي
في هذا السياق يقول الدكتور نزار سامرائي، المحلل السياسي العراقي، إن مهاجمة التيارات الموالية لإيران للاستثمارات السعودية في العراق، ليس مستغربا، لافتاً أنها تنطلق من محاولة منع أي تقارب عراقي مع بعده العربي، الذي يتكرر منذ سنوات.
وتابع سامرائي في تصريحات لـ"العرب مباشر": "وفي هذا الإطار الاعتراض لم يقف عند حد الاستثمارات السعودية، بل حتى ما يخص الاتفاقيات التي وقعها العراق مع مصر الأسبوع الماضي، وبعض التفاهمات مع الأردن أيضاً".
أردف: "أما المسألة الثانية فهي اقتصادية تتعلق ببقاء العراق تحت الهيمنة الاقتصادية الإيرانية، حيث يرتبط العراق مع إيران بأكثر من 150 اتفاقية، هيمنت عبرها إيران على الكثير من الأمور الاقتصادية، وهي تعد العراق وسيلة مهمة لمواجهة الحظر الاقتصادي الذي تفرضه الولايات المتحدة على طهران".
تعزيز العلاقات الإستراتيجية والاقتصادية مع العراق
وتهدف اجتماعات الزيارة بين الجانبين "لبحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، وعقد عدد من اللجان المنبثقة من مجلس التنسيق السعودي العراقي، لمناقشة التقدم في الموضوعات والأنشطة المرتبطة بأعماله وأبرز ما تم إنجازه والاتفاقيات الموقعة بينهما في المجالات السياسية والاقتصادية كافة بما يسهم في الارتقاء بالعلاقات الثنائية".
وجاءت الزيارة، في إطار الأعمال التحضيرية لانعقاد مجلس التنسيق السعودي العراقي في دورته الرابعة، وتمهيدا للاجتماع المرتقب بين ولي العهد ورئيس الوزراء العراقي.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس وزراء العراق، في بيان، أنه استقبل أعضاء المجلس التنسيقي وأكد على "أهمية عقد هذه الاجتماعات، التي تفضي إلى تطوير العلاقات الثنائية بين بغداد والرياض، وتعزز آفاق التعاون المشترك في مختلف المجالات، وبما يحقق مصالح شعبي البلدين".
وبيَّن الكاظمي أن "الفرص الاستثمارية متاحة أمام الشركات السعودية"، مؤكدا "سعي الحكومة إلى تذليل كل العقبات أمام الشركات التي ترغب في الاستثمار بالعراق".
وأشار إلى "أهمية تفعيل بعض المشاريع المشتركة بين البلدين ضمن إطار الجامعة العربية، فضلا عن تطوير العمل في السوق النفطية".