بين الحاضر والماضي.. كيف ظهر دعم أردوغان الحقيقي للمثلية الجنسية بتركيا
يتاجر بالدين يمينًا ويسارًا، ويدعي ترسيخه لأصوله وقواعده، وحمايته بدول العالم، بينما يأمل واهمًا الحصول على لقب "الخليفة" الإسلامي العثماني من جديد، إلا أنه بالحقيقة يرتكب جرائم لا تمت بأي صلة إلى الدين الحنيف، وتنافيه بشدة، ليكون بالواقع سفاحًا وسارقًا لأموال الشعب التركي.
رغم الادعاءات التي يروج لها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باستمرار، بدعم أركان الدين الإسلامي والدفاع عنه، لكنه لا يلتزم بأي من تعاليمه، ويرسخ ما يخالفها، لاسيَّما المثلية الجنسية، التي ادعى رفضها في عدة مناسبات، بينما ماضيه كشف حقيقتها، ويفضح حقيقة تناقضاته الصارخة بين مواقفه وتصريحاته السابقة.
دعم المثلية
قبل حوالي 18 عامًا، أي قبل أن يصل أردوغان إلى السلطة ويعتلي المناصب القيادية، سعى للتقرب من كافة الأطراف، فتغزل بأصحاب الأفكار السياسية المخالفة له، وأيضًا المثليين جنسيًّا، ما وصل إلى حد إطلاقه وعودًا انتخابية بدعم المثلية الجنسية.
وهو ما كشفه حديث أردوغان في برنامج "يجون لوك" على التلفزيون التركي، عام 2002، حيث قال حينها: "في إطار حقوق المثليين جنسيًّا وحرياتهم، يجب أن تكون تحت ضمان قانوني، ولا أرى أن المعاملة التي يتلقونها عبر بعض القنوات التلفزيونية إنسانية".
بينما لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يظهر فيها دعم أردوغان للمثلية، حيث إنه في مايو 2019، سمح للجامعات التركية بتدريس المثلية الجنسية في الجامعات، وهو ما أثار حالة جدل ضخمة حينها، كونه يتنافى مع ما يروج له.
وقبل ذلك بنحو عام، وتحديدًا بعد فوز أردوغان بولاية رئاسية ثانية، سقط القناع الذي يرتديه من يصف نفسه بـ"خليفة المسلمين"، والمزعوم في الحقيقة، حيث سمح بإطلاق مسيرات للمثليين تجول أرجاء إسطنبول، بعد أن كانت مثل تلك التظاهرات محظورة تمامًا بالبلاد.
تناقض التصريحات
ورغم كل تلك الحقائق والشواهد، إلا أن أردوغان لم يخجل من أن يخرج علنيًّا يناقض نفسه، حيث إنه قبل يومين، خرج في كلمة له عقب اجتماعه بمجلس الوزراء التركي، يهاجم بها المثليين، قائلًا: "أدعو جميع أفراد شعبي من هنا إلى توخي الحذر، واتخاذ موقف ضد أولئك الذين يظهرون أي انحراف منعه ربنا"، واصفًا المثليين بـ"المنحرفين الملعونين".
وزعم أردوغان أن "تركيا لن تتوقف عن القتال الكبير والقوي حتى تصل إلى وجهتها، وقال: "يهاجم البعض قيمنا الوطنية والروحية بخبث، هم بعد تسمم العقول الشابة من خلال تطبيع الانحرافات الملعونة عبر تاريخ البشرية، وأولئك الذين يدعمون مثل هذه التيارات الهامشية التي على عكس إيماننا وثقافتنا هم شركاء لنفس الفحش في أعيننا".
وفي مارس الماضي، قضت محكمة تركية برفع حظر أنشطة وفاعليات المثليين جنسيًّا والمتحولين جنسيًّا بأنقرة، وكان من المقرر حظر الأنشطة على نحو دائم وإلى أجل غير مسمى.
وسبق أن قدر استطلاع في تركيا، عدد المثليين والمثليات جنسيًّا ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسية بـ223 ألف شخص.