"الجارديان": قطر خدعت العالم بتعديلات زائفة للقوانين وترفض دفع تعويضات العمال

صورة أرشيفية

 من جديد تعود أزمة وفيات العمال الأجانب في قطر للسطح بعد وفاة 9 أشخاص في وقت سابق من الشهر الجاري وفقًا لما أعلنت عنه الجهات المعنية في قطر، ولكن كالعادة لم تكشف السلطات الأسباب الحقيقية وراء الوفاة مؤكدة أن الوفاة طبيعية للغاية.

قطر غير دقيقة بشأن بيانات وفيات العمال في منشآت كأس العالم
وأكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن تصريحات اللجنة العليا المنظمة لأعمال الإنشاءات في مباني كأس العالم عن وفاة 9 عمال لم تكن دقيقة.

وتابعت أن بهذا العدد يرتفع ضحايا العمل في قطر إلى 34 عاملاً وفقًا للإحصائيات الرسمية خلال 6 سنوات وهي أرقام غير منطقية ولا تتطابق مع الواقع.

وأضافت أنه تم تصنيف 31 حالة وفاة، بما في ذلك التسعة الذين ماتوا العام الماضي، على أنها "غير متعلقة بالعمل" ، وهو مصطلح تستخدمه اللجنة العليا لوصف الوفيات التي تحدث إلى حد كبير خارج موقع العمل، ويعزى معظمها إلى أمراض القلب المفاجئة وغير المبررة أو توقف التنفس.

وتشمل أحدث الأرقام، التي نشرت في تقريرها السنوي حول رفاهية العمال، 4 عمال لقوا حتفهم لأسباب طبيعية وثلاثة قتلوا في حادث حافلة للشركة، ولم تكن هناك وفيات بسبب حوادث مكان العمل في عام 2019.

 

وقالت اللجنة العليا: إنها تحقق في كل حالات الوفاة لتحديد العوامل المساهمة والإجراءات الوقائية، وقال حسن الذوادي، رئيس اللجنة العليا، في التقرير: "أي خسارة في الأرواح أمر محزن للغاية".

العمال الأجانب ليس لهم ثمن في قطر


وأكدت الصحيفة أن القانون القطري ومعايير رعاية العمال في اللجنة العليا لا تجبر الشركات على دفع تعويضات عن الوفيات غير المرتبطة بالعمل. 

ومع ذلك، فقد كشفت الصحيفة في أكتوبر أن قطر نادراً ما تجري عمليات تشريح بعد وفاة العمالة الوافدة، مما يجعل من الصعب تحديد سبب الوفاة بدقة وتحديد ما إذا كان غير متعلق بالعمل. 

ووجدت "الجارديان" أيضًا أن حرارة الصيف الشديدة في قطر من المحتمل أن تكون عاملاً مهمًا في العديد من وفيات العمال.

وأكدت الصحيفة أنه لا تزال أرملة أحد عمال الاستاد الذي توفي العام الماضي تنتظر رداً على رسالة بعثت بها إلى الذوادي تطلب تعويضًا، حيث توفي زوجها، روبتشاندرا رومبا، عامل من نيبال عمره 24 سنة، فجأة في يونيو.

وكتبت "في غياب زوجي الذي كان يعتني باحتياجاتنا ، تمر عائلتنا بأزمة خطيرة ... أعتقد أن حياة زوجي تساوي أكثر من 7000 ريال".

نظام الحمدين لا يلتزم بالقوانين وتعديلاتها 


وأكدت الصحيفة في تقريرها أن هناك عددا من الإجراءات التعسفية التي تنتهك حقوق العمال وأكثرها شيوعًا في قطر هي سداد رسوم توظيف مرتفعة بشكل غير قانوني وتخفيض الأجور بصورة كبيرة، فبعض عمال الاستاد يتقاضون أقل من 35 جنيها إسترلينيا في الأسبوع.

وتابعت أن أقل من 2٪ من العمال المهاجرين القطريين البالغ عددهم مليونَيْ عامل يعملون في مشاريع استاد كأس العالم ولكن يبدو أن الجهود المبذولة لتحسين أوضاع القوى العاملة بأكملها قد توقفت، حيث لم تلتزم الدوحة بتنفيذ مجموعة كبيرة من الإصلاحات الرئيسية التي تم الإعلان عنها في أكتوبر.

وكان من المتوقع أن تؤدي الإصلاحات التي كشفت عنها السلطات القطرية ومنظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة إلى إنهاء نظام "الكفالة" الذي لا يستطيع العمال بموجبه تغيير وظائفهم دون إذن صاحب العمل أو مغادرة البلاد، وهي الطريقة التي وصفتها المنظمات الحقوقية بأنها شكل حديث من أشكال الرق.

كانت منظمة العمل الدولية قد قالت: إن القوانين الجديدة، التي وصفتها بأنها "خطوة مهمة إلى الأمام في دعم حقوق العمال المهاجرين" ، ستدخل حيز التنفيذ في يناير، لكن الإجراء الوحيد الذي سيتم تنفيذه حتى الآن هو تمديد بند موجود بالفعل وينص على أن للعمال الحق بمغادرة البلاد دون الحاجة إلى إذن صاحب العمل.

ودعت جماعات حقوق الإنسان بقطر إلى تطبيق الإصلاحات على الفور، وقالت "هبة زيادين"، باحثة خليجية في "هيومن رايتس ووتش": "بالنسبة للعمال المهاجرين فهم يعانون من إرهاق أو سكن في ظروف بائسة أو العمل بدون أجر أو نقص في الأجر لشهور متواصلة".