خبراء لبنانيون يكشفون أسباب استقالة وزير خارجية بلادهم من حكومة "دياب"
تساؤلات عديدة حول تقديم وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتي، استقالته إلى رئيس الحكومة حسان دياب، حتى أنه غادر السراي الحكومي دون الإدلاء بأي تصريح، وفي بيان صدر لاحقاً، أوضح الوزير أسباب قراره هذا، مؤكداً أن غياب الرؤية الإنقاذية للبلاد دفعه للاستقالة.
انزلاق لبنان إلى الفشل
نبه "حتي" إلى انزلاق لبنان إلى مصاف الدول الفاشلة، مؤكداً أن لبنان اليوم ليس لبنان الذي أحبه شعبه وحكومته وأرادوه منارة ونموذجاً، لافتاً أن لبنان اليوم ينزلق للتحول إلى دولة فاشلة.
أضاف: "وإنني أسائل نفسي كما الكثيرين كم تلكأنا في حماية هذا الوطن العزيز وفي حماية وصيانة أمنه المجتمعي".
وأوضح أنه تعذّر أداء مهامه في هذه الظروف المصيرية ونظراً لغياب رؤية للبنان الذي يؤمن به وطناً حراً مستقلاً فاعلاً ومشعاً في بيئته العربية وفي العالم، وفي غياب إرادة فاعلة في تحقيق الإصلاح الهيكلي الشامل المطلوب.
اضطرابات وانهيار اقتصادي
يشهد لبنان منذ أشهر أسوأ انهيار اقتصادي منذ عقود، بالتزامن مع شحّ الدولار وفقدان العملة المحلية أكثر من نصف قيمتها، فضلاً عن ارتفاع معدل التضخم؛ ما جعل قرابة نصف السكان تحت خط الفقر.
ودفعت تلك الأزمة مئات آلاف اللبنانيين للخروج إلى الشارع منذ 17 أكتوبر احتجاجاً على أداء الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد والفشل في إدارة الأزمات المتلاحقة.
فيما تواجه الحكومة الحالية ملفات مالية واقتصادية واجتماعية شائكة، لم تتمكن حتى اليوم من التوصل إلى حلول لها، مع تفاقم عدة أزمات من الديون الخارجية إلى المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وملف الكهرباء والوقود داخلياً، وأزمة النفايات، وتعثر الإصلاحات ومكافحة الفساد المتراكم منذ عقود.
خلفية الاستقالة
وحول خلفية الاستقالة قال الخبير السياسي اللبناني أحمد حسن: إن الوزير ناصيف حتي، يعد الوزير الوحيد الذي لديه صفة تكنوقراط؛ ما جعله غير قادر على العمل في ظروف التجاذبات السياسية، لافتاً أن حكومة "دياب" ليست فقط عاجزة عن تقديم إصلاحات إلى لبنان، بل أصبحت لا تهيئ بيئة جيدة لمن يريد أن يعمل في إطار الإصلاحات.
وتابع في تصريحات لـ"العرب مباشر": "أعتقد أن استقالة ناصيف، تعد أبرز التحديات التي ستضع حكومة دياب في موقف محرج أمام العالم الدولي، الذي يشترط المضي في الإصلاحات ومعاقبة الفاسدين، لمنح لبنان المساعدات".
ضغوط على حكومة دياب
من جانبه أوضح المحلل السياسي بشر عصمت، أن الاستقالة تأتي في إطار الضغط على حكومة دياب لكي تقوم بالإصلاحات المطلوبة، ولاسيما بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى لبنان ووضعه لشروط لتقديم المساعدات إلى لبنان.
تابع: "التجاذبات الداخلية بين الحكومة والصراعات بين الأجنحة السياسية المختلفة أدت إلى فشل وزراء التكنوقراط في العمل وفق بيئة صحية تساعد على خروج لبنان من أزمته".
ومن ناحية أخرى اعتبر أن تقديم الاستقالة ليس مناسباً، قائلاً: "من الأفضل أن يستمر الوزير ضمن الحكومة لكي يباشر أعماله ويقوم بإصلاح ما لا يراه مناسباً".