كشف فساد أردوغان وعلاقته بفرنسا.. مَن هو الثري التركي جيم أوزان؟
قبل فترة وجيزة، ظهرت حقيقة احتفاظ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأمواله في غرفة سرية حديدية مغلقة بقصره الحاكم، دون معرفة كميتها أو أصولها، ليفجر حقيقة جزء منها المعارض التركي الثري جيم أوزان.
مفاجأة أوزان
كشف جيم أوزان أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحصل على رشاوى من عمليات الخصخصة، حيث يحتفظ بمدخراته من تلك الرشاوى داخل غرفته السرية.
وظهر أوزان مؤخرا عبر وسائل إعلام تركية معارضة، يكشف الكثير من خبايا وفساد أردوغان، ليزداد تراجع شعبيته البالغ مؤخرا، رغم غياب رجل الأعمال الثري عن أنقرة منذ أكثر من 11 عامًا، حيث يمكث في فرنسا منفاه باختياره هربا من بطش النظام الحاكم.
ومن بين تصريحاته الأخيرة، هي انتقاداته للإدارة الاقتصادية والسياسية للبلاد، وتدهور الأوضاع خلال فترة جائحة كورونا، فضلا عن أنه كشف أن الحكومة التركية تسعى لتأجيل الانتخابات الرئاسية المقرر انعقادها في 2023، بسبب أن أردوغان واثق من خسارتها.
بداية جيم أوزان
يعتبر جيم أوزان، وهو ثري تركي من عائلة بوسنية الأصل، ولد في 26 ديسمبر 1960 في صقاريا، ودرس المرحلة الثانوية في المدرسة الثانوية الألمانية بإسطنبول، وحصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة بييرداين في الولايات المتحدة الأميركية، لذلك فهو يجيد التحدث بالألمانية والفرنسية والإنجليزية.
وتعتبر عائلته وقتها كانت واحدة من أقوى العائلات في تركيا، ماليا واقتصاديا، إلا أنه بسبب بطش حكومة أردوغان تمت مصادرة شركاتها التابعة لها على يد صندوق تأمين ودائع الادخار التركي في عام 2004.
كما كان الثري التركي هو صاحب إنشاء أول منصة بث رقمي (ستار ديجيتال) من خلال إنشاء أول قناة تلفزيونية خاصة (Star TV)، وأول قناة ترفيهية (Teleon TV)، وأول قناة للموسيقى (Kral TV)، وأول قناة للأفلام السينمائية (Yeşilçam TV) وأول قناة للمسلسلات التلفزيونية التركية (Dizi TV)، أول محطة إذاعية خاصة (Süper FM)، أول محطة إذاعية لبث موسيقى الأرابيسك (Kral FM)، أول محطة إذاعية لبث الموسيقى الأجنبية (Metro FM) وأول محطات إذاعية للموسيقى ذات الرتم البطيء (Joy FM).
وأنشأ أيضا في مجال الاتصالات شركة "تلي سيم"، التي أدخلت بدورها خدمات مثل GPRS وMMS وWAP وMVS لأول مرة في تركيا، وأصبحت صحيفة "ستار" التي يملكها هي الأكثر انتشارا في تركيا.
تم إلغاء عقود الامتياز.
العمل السياسي
انخرط أوزان في العمل السياسي، ضد حزب العدالة والتنمية، من خلال تأسيسه حزب "الشباب"، في أغسطس 2002، ثم ترشح في الانتخابات التشريعية خلال عامي 2002 و2007.
وبعد مصادرة أموال عائلة أوزان الثرية، اختاروا اللجوء السياسي إلى فرنسا، فرارا من الملاحقات المتكررة من السلطات التركية، على غرار غيرهم من الأثرياء الأتراك، ويدير أوزان حتى الآن حزبه السياسي، على مدار أكثر من 10 أعوام.
ورغم خروجه من تركيا، إلا أنه صدر ضد رجل الأعمال الثري في عام 2013 حكم بالسجن غيابيا لمدة 23 سنة.
مكاسب قضائية
وسعى أوزان من فرنسا لاسترداد أمواله، التي حصل عليها الصندوق التركي، حيث فاز بعدد من الدعاوى القضائية ضد صندوق ودائع تأمين المدخرات التركي في محاكم التحكيم والتجارة الدولية، ومنها قرار المحاكم الفرنسية ثلاث مرات لصالح أوزان في عام 2018، بإلزام صندوق ودائع تأمين المدخرات بدفع ثلاثة مليارات دولار وملياري دولار و416 مليون دولار في القرارات الثلاثة.
كما تقدم أيضا بطلب إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان على أساس أن ثروتهم قد تم الاستيلاء عليها بشكل غير قانوني، وتم قبولها، بينما سارع صندوق ودائع تأمين المدخرات التركي ووزارة الخزانة التركية للطعن عليه، حيث لم يصدر الحكم النهائي حتى الآن.