محطة الفضاء الدولية تواجه أخطر تهديد.. رواد الفضاء يستعدون لإخلاء عاجل
محطة الفضاء الدولية تواجه أخطر تهديد.. رواد الفضاء يستعدون لإخلاء عاجل
تزايدت المخاوف بشأن السلامة على متن محطة الفضاء الدولية، مما دفع وكالة "ناسا" لإبلاغ رواد الفضاء بالاستعداد لاحتمال "إخلاء عاجل"، تأتي هذه الخطوة وسط تقارير عن تسرب هوائي متزايد داخل المحطة، مما يشكل تهديدًا على حياة الرواد الموجودين على متنها.
*المخاطر المرتفعة*
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، تراقب كل من وكالة "ناسا" الأمريكية ووكالة "روسكوزموس" الروسية 50 منطقة على متن المحطة تُعتبر مثيرة للقلق.
تشمل هذه المناطق تصدعات صغيرة وأجزاء قد تتعرض لتسرب هوائي، ولكن المشكلة الأكثر خطورة تتعلق بالشقوق الموجودة في الجزء الروسي من المحطة، الذي تم تصنيفه كـ"خطر أعلى على السلامة".
التهديد وصل إلى المستوى الخامس، وهو الأعلى على مقياس التهديدات.
وأشار بعض الخبراء، أن تلك الشقوق قد تكون ناتجة عن عوامل متعددة، من بينها تأثيرات البيئة الفضائية القاسية وتآكل المواد المستخدمة في بناء المحطة.
هذه الشقوق، وإن كانت تبدو صغيرة، إلا أن تزايد عددها وتوسعها المستمر يهدد بكارثة حقيقية إذا لم يتم التعامل معها بشكل جذري.
تم توجيه رواد الفضاء بالتحصن في الجانب الأمريكي من المحطة أثناء فتح الوحدة الروسية؛ مما يسمح لهم بالاقتراب بسرعة من مركبتهم الفضائية في حالة الطوارئ التي تستدعي الإخلاء.
*جهود سابقة لحل المشكلة*
على الرغم من أن التسرب الهوائي ليس أمراً جديداً، حيث تم اكتشافه لأول مرة في عام 2019، إلا أن المشكلة ما تزال قائمة.
في السابق، تم اللجوء إلى حلول مؤقتة لتغطية الشقوق باستخدام مواد مانعة للتسرب وبقع خاصة. ومع ذلك، أفاد مهندسون بأن هذه الحلول لا تعد كافية في الأجل الطويل، خاصة مع استمرار الشقوق بالتوسع.
في أبريل الماضي، أعلنت "ناسا" أن معدل التسرب قد وصل إلى أعلى مستوياته، ما زاد من القلق حيال استمرار المشكلة وتفاقمها.
وحذر خبراء من أن هذه الشقوق قد تؤدي إلى فقدان تدريجي للهواء داخل المحطة، مما يجعل من الصعب على الرواد العمل في ظروف طبيعية لفترات طويلة.
*التحديات التكنولوجية ومواجهة الأزمة*
في ظل هذه الأزمة، تواصل وكالات الفضاء العمل على تطوير تقنيات جديدة لإصلاح المحطة وضمان سلامة الرواد.
و من بين الأفكار المطروحة، ابتكار تقنيات تعتمد على الروبوتات للقيام بأعمال الصيانة المعقدة في المناطق الصعبة الوصول، وتقنيات جديدة لرصد التسربات بشكل أسرع وأكثر دقة.
كما تسعى وكالات الفضاء للتعاون بشكل أكبر بين الدول المعنية بمهمة محطة الفضاء الدولية، وذلك لتسريع العمل على إصلاح المحطة والتأكد من أن السلامة تظل أولوية قصوى.
*خطر الحطام الفضائي*
ليست الشقوق والتسريبات الهوائية هي التهديد الوحيد الذي يواجه محطة الفضاء الدولية. وفقاً لتقارير "ديلي ميل"، هناك خطر متزايد من تعرض المحطة لوابل من النيازك والحطام الفضائي الذي يتحرك بسرعات هائلة في الفضاء.
وتعتبر هذه الجسيمات الصغيرة، التي قد تبدو غير مؤذية، تهديداً جدياً إذا اصطدمت بالمحطة أو أي من وحداتها الأساسية.
تشير الدراسات إلى أن الحطام الفضائي يمثل مشكلة عالمية متزايدة، حيث يمكن أن يخلق هذا الحطام سلسلة من الاصطدامات قد تؤدي إلى تدمير أجزاء كبيرة من المحطة أو حتى إيقاف عملها بالكامل.
*إجراءات الطوارئ والاستعدادات*
في ظل هذه الظروف، تعمل وكالات الفضاء على تعزيز استعداداتها للطوارئ، بما في ذلك تجهيز رواد الفضاء بوسائل إخلاء سريعة.
وقد تم تجهيز المركبات الفضائية التابعة لكل من "ناسا" و"روسكوزموس" في المحطة لتكون جاهزة في أي لحظة لإجلاء الطاقم في حالة الطوارئ.
بالإضافة إلى ذلك، تجرى تدريبات دورية لرواد قطط التنقل إلى المركبات الفضائية.
وعلى الرغم من عدم تحديد موعد محتمل للإخلاء، إلا أن هذه الاستعدادات تعكس مدى جدية الوضع والتهديدات التي تحيط بمحطة الفضاء الدولية.
يرى بعض الخبراء، أن هذه التهديدات قد تستمر حتى يتم التوصل إلى حلول جذرية للمشاكل التقنية والبيئية التي تواجهها المحطة.