نتيجة ضغوط أمريكية.. قطر تدرس إمكانية إغلاق مكتب حماس في الدوحة.. ما التفاصيل؟
نتيجة ضغوط أمريكية قطر تدرس إمكانية إغلاق مكتب حماس في الدوحة
في خضم الأحداث المتسارعة في الشرق الأوسط، تقف دولة قطر على مفترق طرق دبلوماسية، إذ تدرس إمكانية إغلاق المكتب السياسي لحماس في الدوحة، هذه الخطوة، التي كشف عنها مسؤول مطلع لوكالة "رويترز"، تأتي ضمن مراجعة شاملة لدور قطر كوسيط في النزاع الممتد منذ أشهر بين إسرائيل وحماس.
*ضغوط أمريكية*
المراجعة القطرية تشمل تقييم فعالية دور الوساطة والتأثيرات المترتبة على السياسة الخارجية للدوحة، وفي ظل الضغوط الدولية، بما في ذلك من الولايات المتحدة، تواجه قطر تحديات في تحديد مسارها الدبلوماسي المستقبلي.
المسؤول القطري، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أشار إلى أن القرار النهائي سيتأثر بمجريات المفاوضات الجارية، وفي حالة عدم تحقيق تقدم، قد ترى قطر أن الاحتفاظ بالمكتب السياسي لحماس لم يعد يخدم أهدافها الاستراتيجية.
تأتي هذه التطورات في أعقاب تقارير صحفية تفيد بأن واشنطن طلبت من الدوحة الضغط على حماس لقبول اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، وفي الوقت نفسه، يُكثف مفاوضو حماس جهودهم في القاهرة للتوصل إلى هدنة محتملة.
وطالب بعض المشرعين الأميركيين إدارة الرئيس جو بايدن بإعادة تقييم علاقاتها مع قطر إذا لم تضغط على حماس للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن. وحث آخرون قطر على قطع العلاقات مع حماس.
*تقييم تحالفاتها*
منذ عام 2012، استضافت قطر قادة حماس كجزء من تفاهمات دولية، وقد أصبحت الدوحة مقرًا لزعيم الحركة إسماعيل هنية.
ومع ذلك، تُعيد الإدارة الأميركية النظر في علاقاتها مع قطر، مما يضع الدوحة تحت ضغط متزايد لإعادة تقييم تحالفاتها ومواقفها السياسية.
في هذا السياق المعقد، تبرز أسئلة حول مستقبل العلاقات بين قطر وحماس، وكيفية تأثير القرارات القطرية على الوضع الإقليمي، ومع استمرار المفاوضات، يظل العالم مترقبًا لما ستسفر عنه الأيام القادمة في هذه القضية الدبلوماسية المتشابكة.
من جانبه، يقول دكتور طارق فهمي استاذ العلوم السياسية: إن قرار إغلاق مكتب حماس في الدوحة يعتبر تحديًا دبلوماسيًا معقدًا، مضيفًا، من جهة، هناك ضغوط من الحلفاء الغربيين لتقليص العلاقات مع حماس، ومن جهة أخرى، هناك الحاجة للحفاظ على نفوذ قطري في الوساطة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.
وتابع في حديثه لـ"العرب مباشر": القرار المحتمل لدولة قطر بإغلاق المكتب السياسي لحماس يُمثل نقطة تحول في الديناميكيات الجيوسياسية للمنطقة.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أن هذه الخطوة لا تعكس فقط الضغوط الدولية المتزايدة على الدوحة، ولكنها تُظهر أيضًا رغبة قطر في إعادة تقييم علاقاتها الإقليمية وتأثيرها على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
وأشار فهمي، إلى ضرورة النظر إلى هذا القرار في سياق أوسع يشمل العلاقات القطرية - الأمريكية، والتوازن الدقيق الذي تسعى قطر للحفاظ عليه بين دعم القضية الفلسطينية والحفاظ على علاقات دبلوماسية قوية مع الغرب، "إنها لحظة فارقة قد تُحدد مسار الدور القطري في المستقبل السياسي للمنطقة."