واشنطن بوست: الانتخابات الإيرانية من دون ناخبين وباطلة
أجريت اليوم الانتخابات البرلمانية الإيرانية، وسط توقعات بمستقبل قاتم ينتظر الشعب مع سيطرة المرشحين المتشددين على المقاعد، واستبعاد معظم المرشحين الإصلاحيين، وسط زيادة الغضب الشعبي من الحكومة ونظام الملالي، بسبب الأزمات الاقتصادية المتتالية وعجز الحكومة عن حلها.
الانتخابات الإيرانية مزورة والشعب يرسل للحكومة رسائل قوية
وأكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن الانتخابات البرلمانية الإيرانية مزورة، فهي غير شفافة ولا تتمتع بأي مصداقية وتأتي في ظل غليان الشارع ضد الحكومة.
وتابعت أن الإيرانيين توقعوا أنهم قادرون على استغلال هذا اليوم لإرسال رسالة قوية للحكومة، فالانتخابات تجرى في وقت يشوبه اضطرابات غير عادية.
وأضافت: أن في العام الماضي، انتهت موجة من الاحتجاجات الضخمة في الشوارع بمقتل مئات الإيرانيين، وألقت السلطات باللوم في الاضطرابات على المحرضين الأجانب.
وأشارت إلى أنه مع بداية العام الجديد، قتلت الولايات المتحدة الأميركية أكبر قائد عسكري إيراني وهو قاسم سليماني قائد فيلق القدس، في غارة بطائرة من دون طيار بالقرب من مطار بغداد الدولي.
وأوضحت أن بعد الحادث بأيام قليلة، أسقطت الحكومة الإيرانية عن طريق الخطأ طائرة ركاب أوكرانية كانت تحمل 176 مواطنًا من حاملي الجنسيات المزدوجة ومعظمهم ذوو أصول إيرانية، ما أشعل غضب الشارع أكثر.
وأكدت الصحيفة أن النظام الإيراني فشل بشكل ذريع في التعامل مع كافة التطورات التي حدثت، خصوصًا إسقاط الطائرة، فخرج الإيرانيون الغاضبون مرة أخرى إلى الشوارع.
وتابعت أن هذا يعني أن الإيرانيين لم يشاركوا في الانتخابات البرلمانية التي أجريت اليوم، وهو ما يعني أن الانتخابات ستكون مزورة.
وأضافت أن الإيرانيين شاركوا في العديد من المناسبات منذ ثورة 1979 رغم أنهم كانوا يعرفون دائمًا أن تلك الانتخابات لم تكن حرة أو نزيهة، ولكن كان هناك على الأقل بعض المرشحين كانوا يجعلون هذا الجهد يستحق، فعادة ما يستخدم الإيرانيون التصويت لجعل طلباتهم مسموعة بطريقة منظمة، عن طريق التصويت ضد هؤلاء السياسيين الذين يتبنون أكثر الآراء عزلة ورجعية.
في عام 1997 صوت غالبية الإيرانيين لصالح المرشح الرئاسي الإصلاحي محمد خاتمي في الانتخابات الرئاسية في تلك السنة.
وفي عام 2013 سلَّموا النصر لحسن روحاني، الذي لا يزال رئيسًا، مقابل وعده بالتفاوض على إنهاء العقوبات الدولية ضد إيران بسبب برنامجها النووي.
الشعب عزف عن الصناديق والانتخابات في عام 2009
وأكدت الصحيفة أنه من المعروف أيضًا أن الإيرانيين يتراجعون عندما تم تجاهل أصواتهم. في عام 2009، عندما أعلن آية الله علي خامنئي الفائز محمود أحمدي نجاد رغم الادعاءات الواسعة بتلاعب الأصوات، تعلم المرشد الأعلى الطريقة الصعبة التي لا يمكن إخفاء الأكاذيب بها لفترة طويلة في العصر الرقمي.
وتابعت أن هذه المرة مختلفة، لم يعد الإيرانيون يعتقدون أن أصواتهم ستسبب أي فرق، الكثير خططوا للبقاء في المنزل، وهذه اللامبالاة تكشف بشكل كبير عن مدى قلة الثقة في المؤسسات الرسمية لبلدهم.