ردّ سعوديّ حاسم على الولايات المتحدة بعد قرار خفض إنتاج النفط
ردت السعودية على الولايات المتحدة بعد قرار خفض إنتاج النفط
ردت المملكة العربية السعودية أمس الخميس على الانتقادات التي وجهتها الولايات المتحدة مؤخرًا، لدعم الرياض قرار "أوبك بلس" بخفض أعضاء المنظمة إنتاج النفط، مؤكدة بشكل ضمني على الاعتبارات الانتخابية للإدارة الأميركية التي جعلتها تسعى إلى تأجيل قرار خفض إنتاج النفط لمدة شهر.
ارتفاع الأسعار
وكالة الأنباء الفرنسية، أكدت أنه كان من الممكن أن يساعد تأخير قرار الخفض في تقليل مخاطر ارتفاع أسعار البنزين للمستهلكين الأميركيين قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأميركي الشهر المقبل، وهو ما كان سيعني تنفيذ الزيادة قبل انتخابات 8 نوفمبر المقبل، في وقت كان من المحتمل ألا يكون تحقيق ذلك ممكنًا بشكل كبير.
ولم يشر البيان الصادر عن وزارة الخارجية السعودية يوم الخميس على وجه التحديد إلى انتخابات 8 نوفمبر التي يحاول فيها الرئيس الأميركي جو بايدن الحفاظ على أغلبيته الديمقراطية الضيقة في الكونجرس، ومع ذلك ذكر أن الولايات المتحدة "اقترحت" تأجيل التخفيضات لمدة شهر، لكن في النهاية أعلنت أوبك التخفيضات في اجتماعها يوم الخامس من أكتوبر الجاري في فيينا.
وتابعت الوكالة الفرنسية أن ارتفاع أسعار النفط الذي يترتب عليه زيادة أسعار البنزين يعتبر محركًا رئيسيًا للتضخم في الولايات المتحدة وحول العالم، ما أدى إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية العالمية حيث أدت الحرب الروسية المستمرة منذ شهور على أوكرانيا إلى تعطيل الإمدادات الغذائية العالمية، وبالنسبة لبايدن، يمكن أن تؤثر أسعار البنزين المرتفعة على توجهات الناخبين.
رد حاسم
وبحسب الأنباء الفرنسية، رفض البيت الأبيض أي محاولات لربط طلب أوبك بالانتخابات ، لكن السعودية من خلال بيانها المطول والنادر لم تترك مجالًا كبيرًا للتكهنات، ويبدو أن غضب واشنطن مرتبط برغبتها في أن تتمكن الرياض من مساعدتها في تعزيز تصنيفات الديمقراطيين على رأس اعتبارات أخرى مثل المكاسب الاقتصادية التي كانت موسكو ستجنيها من أي زيادات في أسعار النفط، حيث ينظر إليها الغرب على أنها سلاح يمكن لروسيا أن تستخدمه لتمويل حربها في أوكرانيا.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيانها يوم الخميس إن قرار "أوبك بلس" تم تبنيه بالتوافق، وأخذ في الاعتبار توازن العرض والطلب ويهدف إلى الحد من تقلبات السوق، كما شدد على "السياق الاقتصادي البحت" لخفض النفط، وفسرت رفضها لطلب التأجيل لأسباب اقتصادية أيضا.
وأضافت الخارجية أن "المملكة أوضحت من خلال مشاوراتها المستمرة مع الإدارة الأميركية أن جميع التحليلات الاقتصادية تشير إلى أن تأجيل قرار (أوبك بلس) لمدة شهر بحسب ما تم اقتراحه سيكون له عواقب اقتصادية سلبية".
وقال البيان إن المملكة في الوقت الذي تسعى فيه للحفاظ على متانة علاقاتها مع جميع الدول الصديقة، تؤكد رفضها لأي إملاءات أو أفعال أو جهود لتشويه أهدافها النبيلة لحماية الاقتصاد العالمي من تقلبات السوق النفطية، مشيرة إلى أن حل التحديات الاقتصادية يتطلب إقامة حوار بناء غير مُسيّس، والنظر بحكمة وعقلانية فيما يخدم مصالح جميع البلدان.
وأشارت الوكالة الفرنسية إلى أن كلاً من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة المنتجين الرئيسيين في أوبك صوتوا لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء الماضي لإدانة محاولة روسيا الضم غير القانوني لأربع مناطق أوكرانية.