صفعة جديدة.. منتخب السويد يلغي معسكره في الدوحة لانتهاكها حقوق العمال
وجه منتخب السويد ضربة موجعة لقطر ردا علي انتهاكاتها بحق العمال وألغي معسكره التدريبي بالدوحة
جاء إعلان الاتحاد السويدي لكرة القدم عن إلغاء معسكره التدريبي في قطر، اليوم الأربعاء، ليكشف عن فشل جديد للدوحة في الإدارة والتنظيم من ناحية، وإخفاق الإمارة الخليجية فيما يخص حقوق العمال وإهدار كرامتهم الإنسانية.
السويد تنحاز للإنسانية
وكان المعسكر التدريبي للمنتخب السويدي مجدولاً في يناير المقبل، في قطر، إلا أن المخاوف حيال حقوق العمال المهاجرين المنخرطين في الاستعدادات لكأس العالم 2022، كانت سببا لإلغائه، بعدما اختار السويديون الانتصار لحقوق الإنسان.
وبهذا، أينعت ثمار الفساد في الدوحة ليحصد النظام الحاكم وبالها، فقد كان انتهاك حقوق العاملين وإرغامهم على العمل بنظام السخرة، علاوة على تركهم فريسة لتفشي الأمراض والأوبئة في مخيماتهم رديئة الحال.
أندية السويد ترفض
وبحسب التقارير، جاء قرار انسحاب المنتخب السويدي إثر مناقشات جرت بين الاتحاد السويدي والأندية المحلية، أمس الثلاثاء.
وفي بيان له، قال رئيس الاتحاد السويدي لكرة القدم، إنه «من الواضح أنّ هناك تفاهماً بين الأندية لرفض إقامة هذا المعسكر في قطر».
وتابع البيان أنه «لا شك أنّ معسكر يناير مهم لنا من الناحية الرياضية، وسنعمل على التأكد من إقامته في مكان آخر العام المقبل».
حملات دولية
وكانت السويد إلى جانب دول الشمال الأوروبي في طليعة حملات الضغط التي انطلقت لتطالب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالضغط على الدوحة لأجل تحسين ظروف العمال الأجانب المغتربين ممن يعملون في إطار إنشاءات كأس العالم المقرر إقامته في قطر.
وبسبب انتهاكاتها المستمرة والصعبة لحقوق وإنسانية العمال، لطالما كانت قطر دائما عرضة لانتقادات من منظمات حقوقية خصوصا في ظل ما تم رصده من انتهاكات صارخة لحقوق هؤلاء العمال الأجانب في مواقع العمل في بناء مرافق وملاعب المونديال.
وشدد موقع "ياهو سبورت" على أنه كان يجب استقصاء قطر من استضافة بطولة كأس العالم ٢٠٢٢ بسبب سوء الطقس والمناخ الحار للغاية والحارق أيضا.
كما أكد تقرير إخباري أميركي آخر في مجلة "بورجن" الأميركية، والمتخصصة في تناول قضايا الفقراء، أن العمال المهاجرين في قطر، والذين يمثلون حوالي 60% من السكان و95% من القوة العاملة، يعيشون حياة مأساوية من الناحية العملية والاجتماعية والصحية وسط ظروف العمل والحياة غير الآدمية.
ظروف عمل قاتلة
وكانت صحيفة الجارديان البريطانية كشفت في سلسلة تحقيقات استقصائية عما يتعرض له العمال المهاجرون من انتهاكات، بدءًا من مصادرة أوراقهم الثبوتية لحظة وصولهم إلى الدوحة، مرورًا بتكدسهم في مخيمات إقامة غير آدمية لا تهوية فيها، إضافة إلى تأخير الرواتب، والاستيلاء عليها لحساب موردي العمال.
كما كشفت الصحيفة عن عمل هؤلاء العمال المهاجرين في قطر في ظل ظروف مميتة وقاتلة، من ساعات عمل طويلة وشمس حارقة، وغياب وسائل الحماية والأمن الصناعي، والرعاية الطبية، الأمر الذي أدى إلى تساقط المئات من هؤلاء العمال موتى تحت الشمس الحارقة.
مماطلة قطر
ومؤخرا كشفت منظمة العفو الدولية عن أسماء عدد من العمال الذين قتلتهم قطر بظروف العمل المميتة، ونددت المنظمة الحقوقية الدولية بمماطلة الدوحة في إجراء تحقيقات جادة حول وفاة هؤلاء العمال، الأمر الذي حرم ذويهم من الحصول على تعويضات تحميهم من الفقر بعد موت عوائلهم.
وكشفت منظمة العفو الدولية عن المزيد من الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض إليها العمال المهاجرون، مؤكدة أن تلك الانتهاكات ناتجة بالأساس عن تقاعس الدوحة عن تنفيذ وعودها.
وأكد تقرير المنظمة الدولية وجود "أدلة واضحة على تقاعس قطر المزمن عن تفادي حالات وفاة العمال الأجانب والتحقيق فيها والتعويض عنها"، على مدار العقد الماضي، بالإضافة لوجود صلات بين الوفيات المبكرة وظروف العمل غير الآمنة.