أفغانستان.. تخبط وانقسامات في صفوف طالبان بعد مقتل الظواهري

تشهد أفغانستان تخبط وانقسامات في صفوف طالبان بعد مقتل الظواهري

أفغانستان.. تخبط وانقسامات في صفوف طالبان بعد مقتل الظواهري
صورة أرشيفية

تواجه حركة طالبان موقفا شديد الصعوبة بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، قادة الحركة منقسمون بين الرد على الهجوم الأميركي وإدانته، وبين رغبتهم في الحصول على اعتراف دولي بقيادتهم لأفغانستان عن طريق تجاهل الحادث وعدم التعليق عليه أو الإشادة به.

حيرة طالبان

صحيفة "الغارديان" البريطانية، أكدت أن كبار قادة طالبان الذين يدرسون كيفية الرد على اغتيال الولايات المتحدة لزعيم القاعدة في كابول، إلا أنهم عالقون بين الرد العنيف وبين آمالهم في الاعتراف الدولي؛ الأمر الذي يضعهم في حيرة واضحة، فبعد قرابة ثلاثة أيام من الضربة الأميركية التي تسببت في مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بطائرة بدون طيار في قلب أحد أكثر أحياء العاصمة الأفغانية نخبوية، بالكاد ردت طالبان، فكان مقتل هذا الضيف البارز بمثابة انقلاب لمكافحة الإرهاب لواشنطن وفشل أمني واستخباراتي لطالبان، كما تسبب في أزمة داخلية ودولية كبيرة للحركة الحاكمة، بعد ما يقرب من عام من السيطرة على أفغانستان، ما زالت طالبان تسعى للحصول على اعتراف دبلوماسي بحكومتهم، تأمل في أن يحد من أزمة اقتصادية من خلال السماح برفع العقوبات والإفراج عن الأموال المجمدة، مؤكدين أن الرد العدواني على وفاة الظواهري لن يعزز هذه القضية، لكن القاعدة وقيادتها يحظيان بالتبجيل من قِبل الكثيرين في صفوف طالبان، والذين من المحتمل أيضًا أن يروا هجومًا بطائرة بدون طيار في قلب العاصمة بأنه اعتداء على سيادتهم.

ارتباك وضغوط

وفقًا للصحيفة، فقد كانت المعركة بالأسلحة النارية في قلب كابول يوم الثلاثاء مع مقاتلي تنظيم داعش بمثابة تذكير بأن التنظيم يتعرض لضغوط داخل أفغانستان حتى من الجماعات المتطرفة التي تهدف إلى السيطرة على أفغانستان وإزاحة طالبان من الحكم.

في هذا الصدد، قالت بيتي دام، المحللة ومؤلفة السيرة الذاتية للزعيم المؤسس لحركة طالبان الملا عمر: "بالنسبة لطالبان الذين يريدون إقامة علاقة جيدة مع الغرب، أعتقد أن هذا وضع سياسي صعب للغاية، فهم بحاجة إلى مواساة مقاتليهم، من خلال التعامل بقسوة مع الولايات المتحدة، وفي نفس الوقت، يريدون أن يكونوا سياسيين حتى لا يخسروا الولايات المتحدة"، مضيفة أنه لذلك، بعد مقتل الظواهري، اجتمعت قيادة طالبان لمناقشة ما إذا كان ينبغي الرد على الضربة، وإذا كان الأمر كذلك فما هو النهج الذي يجب اتباعه، واعترف سهيل شاهين، مندوب طالبان المعين لدى الأمم المتحدة فعليًا بأن الجماعة لم تقرر بعد كيفية الرد عندما قال للصحفيين طلبًا للتعليق على الضربة: "أنا في انتظار التفاصيل ورد الفعل من كابول، حتى الآن لم أتلقَّ رداً"، وكانت طالبان قد وعدت الولايات المتحدة في قطر بأنها لن تقدم ملاذًا للجماعات المسلحة التي قد تهدد أميركا وحلفاءها، ولمدة ما يقرب من عام بعد الاستيلاء على أفغانستان أصروا على أنهم ملتزمون بهذا الاتفاق.

"الغارديان" أكدت أن الولايات المتحدة كانت دئمًا واضحة في أنها تستهدف الظواهري، المهندس الرئيسي لهجمات 11 سبتمبر على أميركا، أينما وجدوه، لكن طالبان، بعد أن هزمت أميركا في ساحة المعركة، اعتقدت على ما يبدو أنها تستطيع إخفاء أحد أكثر الرجال المطلوبين في العالم عن جواسيسها، وعلى بعد دقائق سيرا على الأقدام من السفارة الألمانية، التي هي نفسها تعاني من ندوب الإرهاب (هجوم كبير لطالبان في عام 2017).