بعد أزمات متتالية.. اللبنانيون يهربون من الانهيار بجوازات سفر
يسعي اللبنانيون إلي الهروب من الأزمات التي يعيشون فيها
طلم يعد هناك حل أمام اللبنانيين سوى مغادرة بلادهم هربا من الوضع الاقتصادي المتدهور والأوضاع القاتمة في ظل صراع النخبة السياسية، وهو ما اتجه إليه المواطنون اللبنانيون بالفعل في الآونة الأخيرة، فقد شهدت مراكز الأمن العام ازدحاماً غير مسبوق للحصول على جوازات سفر.
مديرية الأمن توضح
وأصبح التزاحم أمام مديرية الأمن للحصول على جواز سفر حديث الشارع اللبناني والتقارير الإعلامية، وسط حالة من التدافع للفرار خارج البلاد التي كبلتها النخبة الحاكمة بمزيد من الأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنية.
وقد دفع هذا التزاحم بمديرية الأمن إلى نشر بيان عبر تويتر توضح فيه الأمر، لتوضيح قضية إعلانها الحصول أو إبدال جوازات السفر الفورية، قائلة إن ذلك "فقط للمواطنين الحائزين على تذاكر سفر مقفلة وإيصال يثبت دفع ثمنها".
تسهيل السفر
وكتبت المديرية في تغريدتها عبر "تويتر" إنه "تسهيلا من المديرية للذين يريدون السفر بصورة طارئة أو عاجلة، قامت بوضع إجراءات تنظيمية من أجل تسريع معاملاتهم للحصول على جوازات السفر المطلوبة عبر دائرة العلاقات العامة".
وأضافت المديرية اللبنانية: "أما بقية المواطنين الراغبين بالحصول على جوازات سفر بصورة عادية، فيمكنهم التقدم كالمعتاد بطلبات الحصول أو إبدال هذه الجوازات لدى مراكز الأمن العام الإقليمية في مناطق سكنهم".
أزمة متفاقمة
وما زالت الأوضاع تتدهور في لبنان، إذ يشهد البلد أزمة اقتصادية ومالية حادة، أدت بدورها إلى أزمة أمنية غير مسبوقة، بعدما انتهت الأوضاع غير المستقرة إلى ارتفاع سعر صرف الدولار الذي تخطى اليوم 22 ألف ليرة لبنانية.
وانتشرت اضطرابات الأمنية في كافة أنحاء لبنان، الأمر الذي أدى إلى حالة انهيار اجتماعي أيضا.
ولم تعد هناك ملامح واضحة لمستقبل لبنان في ظل هذه الأزمات المتتابعة في ظل ذلك الانفلات على جميع المناحي.
أوضاع متأزمة
وفى تصريحات سابقة لـ "العرب مباشر"، حذر الدكتور إسماعيل سكرية، البرلماني السابق، ورئيس الهيئة الوطنية الصحية "الصحة حق وكرامة"، من أن الأمور معقدة في لبنان، ولا يبدو في الأفق بارقة أمل واضحة، وهناك شبه عجز عن إنتاج حل وإنتاج حكومة من قبل السياسيين المعنيين، كما أن التدخلات الخارجية ليست بذات الزخم أو موحدة الرأي حتى تنتج هذه الحكومة.
غياب الحلول
وبحسب أبناء لبنان أنفسهم، هناك واقع العيش مأزوم في لبنان، أدى إلى فقدان ثقة الناس بالسلطة السياسية الحاكمة، فالجميع يقر بغياب أي أفق للحل راهناً وبأن لبنان ذاهب إلى المجهول، فالأمور باتت معقدة والجميع يترقب ما ستحمله لنا الأيام المقبلة.
انهيار معيشي
كما أن هناك شبه إجماع لدى خبراء الاقتصاد بأن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة ستستمر في لبنان لعدة سنوات مقبلة، في ظل الانهيار الاقتصادي الكبير الحاصل، ويزيد من ذلك تأخر تشكيل حكومة، وهو ما كان يمكن أن يساهم في وقف هذا الانهيار.
ويؤكد البنك الدولي، أن لبنان يشهد منذ تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2019 أسوأ أزمة مالية واقتصادية، وهي إحدى أشد ثلاث أزمات منذ منتصف القرن التاسع عشر بحسب البنك الدولي.