بعد هجوم مستشار أردوغان ضد مصر.. ماذا يريد النظام التركي من القاهرة؟

عاد النظام التركي لشن هجمات ضد مصر

بعد هجوم مستشار أردوغان ضد مصر.. ماذا يريد النظام التركي من القاهرة؟
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

عاد ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للهجوم على مصر، بسبب جماعة الإخوان الإرهابية التي يجد قادتها مأوى لهم في تركيا.

وعاد أقطاي للهجوم على مصر في مقال نشرته  "صحيفة يني شفق" التركية، بسبب أحكام القضاء المصري، واصفًا الإخوان  الإرهابية بأنهم فصيل سياسي.

 
وفي محاولة لكيل الاتهامات إلى الإدارة المصرية وتشويهها، تطرق أقطاي إلى مسألة سد النهضة، زاعمًا أن "مصر معرضة لخطر الجفاف الشديد وبالتالي المجاعة، بسبب ملء سد النهضة. ومن المرجح جدا أن يؤدي هذا إلى حالة انفجار اجتماعي بعيدا حتى عن الانفجارات السياسية"، معتبرًا أن الإجراءات المصرية ضد الإرهابيين من الإخوان الإرهابية  بسبب أزمة السد، في تزييف متعمد لمسار الأمور من مستشار الرئيس التركي.
 

تناقض السلطة  في تركيا 

تناقضت التصريحات التركية خلال الأشهر الماضية، ومحاولات  التودد للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، علاوة على محاولات أردوغان المستميتة للتقرب من مصر ورئيسها، وإعلانه رغبته في إقامة علاقات سياسية مع مصر في أكثر من مناسبة. 


وشهدت القاهرة عدة لقاءات سعى إليها مسؤولون أتراك لخلق حالة من التقارب مع مصر، منها زيارة وفدين تركيين إلى القاهرة، يومي 5 و6 مايو الماضي، والتي صدر بعد الزيارة بيان مشترك وصف المحادثات بأنها كانت "صريحة ومعمقة".


بينما بدت مصر أكثر تحفظًا على مسار الممارسات التركية، وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، حينذاك، إن رفع مستوى العلاقات مع تركيا سيكون في الوقت المناسب، مثمنًا تصريحات نظيره التركي مولود تشاويش أوغلو عن قرب تبادل السفراء، قائلا إنها "تصريحات مقدرة"، لكنه لفت إلى أن "عودة العلاقات تخضع للتقييم والرصد ليكون رفع مستواها في الوقت المناسب".

وفي مارس الماضي، أعلنت تركيا استئناف اتصالاتها الدبلوماسية مع مصر، كما طالبت وسائل الإعلام المصرية المعارضة العاملة في تركيا، بينها تابعة لجماعة "الإخوان المسلمين"، بتخفيف النبرة تجاه السلطات في القاهرة، فيما يرى محللون سياسيون أن تركيا والقنوات الإخوانية المدعومة منها  لن يتوقفوا أبدًا عن الهجوم على مصر، فتقول الإعلامية والمحللة السياسية، الدكتورة سمية عسلة، إن قنوات الإخوان الممولة أو ألمدعوم من حكومة أردوغان، لم ولن تتوقف عن ما تبثه من سموم ضد مصر. 

وشددت عسلة على أن هذه السموم الإخوانية تتوافق مع السياسة التركية المعادية لمصر، وذلك يتضح منذ اليوم الأول الذي قررت فيه تركيا أن تتقرب من مصر، معتبرة أن هذه مسرحية هزلية حاول أردوغان فيها أن يمثل دور‏التائب الذي قرر ‏فجأة أن يتخلى عن أطماعه، وأن يقوم بتحسين العلاقات مع مصر.

وأضافت عسلة، أن ذلك اتضح ذلك في بعض البرامج الممولة من تركيا، والتي كانت تضع السم في العسل، وكانت ماضية في تنفيذ أجندة العثمانلي الجديدة في استهداف الروح المعنوية للشعب المصري، ومحاولات التشكيك في القيادة المصرية بشكل غير مباشر 


وأضافت الإعلامية المصرية، أن هذه القنوات الإخوانية المغرضة التي ترعاها تركيا هي أحد أهم الأدوات التي يسيطر عليها أردوغان ويستخدمها ضد الشعب والإدارة المصرية، مؤكدة أنه من المستحيل أن يتخلى عنها أو أن يتم وقفها، بل يمكننا أن نقول إن ما حدث في الأسابيع الماضية هو مجرد تجميد نشاط هذه القنوات كنوع من استنزاف الوقت في ظل ما يعانيه أردوغان من غضب شعبي تركي، وانهيار اقتصادي.

وتابعت عسلة أن هذه القنوات الإخوانية المغرضة التي ترعاها تركيا هي أحد أهم الأدوات التي يسيطر عليها أردوغان ويستخدمها ضد الشعب والإدارة المصرية، لافتة إلى أزمات أردوغان الداخلية، إذ يعاني الرئيس التركي العديد من الكوارث الداخلية والخارجية، تمثلت في الغضب الشعبي التركي من أردوغان، والانهيار الاقتصادي بفعل سياسة أردوغان الرعناء التي خلقت العداوات مع كافة الأطراف الخارجية.

زيارة ليبيا الأخيرة تعري الاستعمار التركي

ونوّهت سمية إلى ما قامت به مصر، عندما فضحت الوجه الحقيقي للنظام التركي، وهزت الهيبة العسكرية للأتراك في ليبيا، مما عرى أردوغان ونظامه أمام شعبه وأمام العالم، فاضطر حينها أردوغان إلى تهدئة الأوضاع مع مصر،  بمعنى‏ أنه ينحني أمام الموجة الكبيرة القوية التي كونتها ووجهتها مصر ‏للقضاء على النظام التركي. 

واختتمت المحللة السياسية بالإشارة إلى زيارة مسؤولي تركيا الأخيرة إلى ليبيا، قائلة ما يثبت أن نظام أردوغان يجيد المراوغة، وأنه لم يتراجع فعليا عن سياسته الاستعمارية الخبيثة التي تستهدف مصر ودول المنطقة، هو زيارة مسؤول بارز في حكومة أردوغان إلى ليبيا منذ يومين بدون إذن مسبق من القيادة الليبية أو الحصول على موافقة من قبل حكومة السيد الدبيبة، وهذا ما يعكس أن نظام أردوغان يرى أن ليبيا والمنطقة هي جزء من ميراث أجداده، فلا يحتاج إلى إذن عند دخول الأراضي الليبية مثلاً.

كما أكدت عسلة على أن تصريحات ياسين أقطاي أكبر دليل على أن النظام التركي لن يغير سياسته العدائية تجاه مصر ‏حتى ولو تغيرت رؤوس النظام، فإن رحل أردوغان فسيأتي من ينتهج نفس السياسة المعادية لمصر، وذلك لأن النظام التركي الحديث أو العثمانلي الحديث ما زال يتوارث الفكر الاستعماري الذي يهدف إلى استعادة النفوذ العثماني القديم على الأراضي العربية، وعلى رأسها مصر وليبيا.

وأشارت إلى ما صرح به أردوغان سابقًا بأن الأراضي الليبية ‏ ‏جزء من ميراث أجداده خلال الأزمة الليبية الماضية ونشر أردوغان للعديد من العناصر الإرهابية والميليشيات داخل ليبيا والتي اتحدت مع ميليشيات السراج للسيطرة على الثروات الليبية وقد كادت أن تنجح لولا أن رسمت مصر الخط الأحمر "سرت- الجفرة" في ليبيا وشرق المتوسط.