بعد انهيار الليرة.. خبراء يروُون سيناريوهات مظلمة يواجهها الأتراك؟
تواصل الليرة التركية الانهيار بفضل سياسات أردوغان الفاشلة
تصاعُد الأزمات الاقتصادية في تركيا حيث أصبح معدل التضخم 21.31 % وما تواجهه الليرة من نزيف أفقدها أكثر من 45% من قيمتها
يقول الدكتور محمد الديهي، الخبير المتخصص في الشؤون التركية: إن الأزمات الاقتصادية التي تواجه تركيا في الوقت الحالي، هو سببها الرئيسي أردوغان، وخروج الكثير من المواطنين الأتراك في مظاهرات عارمة هي إنذار كبير للنظام الحاكم في تركيا.
وأضاف الخبير المتخصص في الشؤون التركية للعرب مباشر، أن المتابع للتطورات التركية، يجد أن النظام التركي متورط بشكل كبير فيما يحدث في الأزمة الاقتصادية وانهيار الليرة يبين أن الفترة المقبلة في تركيا ستشهد العديد من التطورات في الساحة السياسية والاقتصادية.
هبوط حاد
فيما أوضح المحلل السياسي السعودي فهد ديباجي، مدى التدهور الاقتصادي الذي تعاني منه تركيا في عهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال المحلل السياسي السعودي إن أردوغان يقود تركيا إلى الهاوية"، موضحًا أن الليرة التركية تهوي إلى أدنى مستوياتها أمام الدولار الأميركي وتضرب الاقتصاد التركي في مقتل".
وأشار إلى أن الكثير أرجع ذلك إلى توتر العلاقات بين تركيا والكثير من الدول بسبب سياسات أردوغان بعد تجاوز حاجز الثمانية إلى أين الليرة التركية تواصلُ هبوطها الحرج".
انهيار كبير
كان الكاتب التركي محرم ساريكايا، سلط في مقالة بصحيفة "خبر ترك"، الضوء على المعلومات المتداولة داخل الأروقة السياسة بشأن التطورات الاقتصادية مشيرًا إلى انزعاج نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم من الوضع الاقتصادي القائم بالبلاد.
وأوضح ساريكايا في مقاله أن النواب غير راضين عن التطورات الاقتصادية وسعر الصرف وأنهم يستهلون محادثاتهم الجماعية أحيانًا والثنائية أحيانا أخرى بطريقة الإدارة الاقتصادية الجديدة التي يطلق عليها “النموذج الصيني” والتشديد على ضرورة إنهاء الارتفاع في سعر الصرف الناجم عن خفض الفائدة.
وتتصاعد ردود الفعل المستنكرة للسياسات الاقتصادية للحكومة من شتى أرجاء البلاد في الوقت الذي يتصارع فيه المواطنون لتوفير قوت يومهم.
وقال ساريكايا: إن بعض القيادات البارزة بالحزب تبعث للجهات المسؤولة لمعرفة ما إن كان هناك حاجة ملحة لهذا التراجع السريع والحاد في الفائدة.
وذكر ساريكايا أن اجتماع مجموعة نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم بالأمس هيمن عليه تراجع رئيس بنك المركزي التركي خلال اليومين الماضيين عن تصريحاته بشأن فرض خفض آخر وأخير في سعر الفائدة التي أدلى بها قبل نحو أسبوعين.
وأوضح ساريكايا أن هناك قناعة عامة بأن المركزي التركي سيبقي على سعر الفائدة هذا الشهر قائلاً: “ولم يشهد اجتماع الأمس أي توقعات حول ما إن كان المركزي التركي سيكتفي بهذا الخفض أم لا، غير أنهم يأملون بأن يعود أردوغان من زيارته إلى قطر باتفاقية مالية ستخفف الأعباء عن اقتصاد البلاد”.
وأوضح ساريكايا أن اجتماع نواب الحزب الحاكم الأخير عكس انزعاج نواب الحزب من الوضع الحالي للبلاد وتزايد مخاوفهم من ألا تتجاوز البلاد هذا الوضع خلال فترة قصيرة.
أسباب وتداعيات
فيما يقول الدكتور كريم العمدة، أستاذ الاقتصاد الدولي، إن الاقتصاد التركي يعتمد على الاستيراد والديون الخارجية، موضحاً أنه ليس من الممكن حل أي مشكلة وتحسين الاقتصاد دون تغيير هذه البنية الاقتصادية القائمة حاليا في تركيا.
وأكد أستاذ الاقتصاد الدولي في تصريح للعرب مباشر أن السياسة الاقتصادية التي تتبعها الحكومة التركية تقود البلاد إلى الهاوية، لافتًا أن الأزمات الاقتصادية التي تشهدها تركيا لعدم وجود رؤية حقيقية من قبل الرئيس التركي والحكومة التركية للخروج من النفق المظلم وهو ما تظهره الفترة المقبلة من أزمات متعاقبة ستشهدها تركيا بسبب الانهيار الكبير لليرة التركية.
خسائر متتالية
فيما قال الخبير الاقتصادي التركي، أفران دافريم زايلوت، إن الدولار سيصل إلى 16.99 ليرة.
جاءت تصريحات زايلوت جاءت خلال مقطع فيديو له على قناته الخاصة على اليوتيوب، والذي أوضح زيلوت فيه أن سعر الدولار حاليا يبلغ 13 ليرة تركية، متوقعا أن يرتفع التضخم فوق 60 في المائة في أسعار المنتجين، وتجاوزه 30 في المائة في أسعار المستهلك في العام المقبل، بأرقام رسمية.
وأضاف زيلوت: “عندما تأخذ رقم 30 % لمؤشر أسعار المستهلك كأساس، أعتقد أن مستوى الدولار البالغ 16.99 ليرة هو مستوى حتمي بالنسبة لتركيا بسبب التضخم السنوي”.
أزمات أخرى
وفي سياق متصل، ألقى زعيم حزب المستقبل في تركيا، أحمد داود أوغلو، باللوم على النظام الحاكم في أزمة التراجع الحاد لقيمة الليرة أمام العملات الأجنبية، وقال إن السياسة الاقتصادية الحالية تجعل ورقة العملة شبيهة بطابع البريد.
وخلال تغريدة على تويتر، نشر داود أوغلو عنوانا رئيسيا لصحيفة يعود تاريخ عددها إلى ما قبل 50 عاما وعلق عليه، قائلا: “خذوا نموذجكم الذي يجعل النقود مجرد طوابع ويستعبد العمال وارحلوا. العنوان الرئيسي للصحيفة يقول إن الدولار بلغ 15 ليرة”.
وذكر داود أوغلو أن السلطة الحالية أعادت البلاد إلى مخاوف بلوغ الدولار 15 ليرة مرة أخرى بعد مرور 50 عاما وتحول العملة الورقية للبلاد من مليون ليرة إلى ليرة.
تظاهرات في إسطنبول
فيما تظاهر الآلاف من المواطنين الأتراك في إسطنبول احتجاجاً على التضخم وتراجع القدرة الشرائية، في أول تجمّع كبير على خلفية الاضطرابات التي يمرّ بها الاقتصاد التركي منذ أسابيع، وتجمّع المتظاهرون تلبية لدعوة النقابات الرئيسية واحتجاجاً على تدهور قيمة الليرة التركية ونسبة التضخم التي بلغت بحسب الأرقام الرسمية، 21,31% على أساس سنوي في نوفمبر الماضي في تركيا.
ويعاني الاقتصاد التركي بعد سلسلة من التخفيضات الشديدة في أسعار الفائدة، التي سعى إليها الرئيس رجب طيب أردوغان، والتي أدت إلى انخفاض الليرة بنحو 30 في المئة الشهر الماضي وإلى مستويات قياسية منخفضة وساعدت على رفع التضخم فوق 21 في المئة.