بعد فشل صفقة الحبوب وتفاقم الأزمة الأوكرانية الروسية.. شبح الجوع يطارد الملايين بالعالم

فشلت صفقة الحبوب وتفاقم الأزمة الأوكرانية الروسية

بعد فشل صفقة الحبوب وتفاقم الأزمة الأوكرانية الروسية.. شبح الجوع يطارد الملايين بالعالم
صورة أرشيفية

يعاني الملايين حول العالم  من الجوع منذ شهور، حيث فقد الكثير من الأطفال في إفريقيا والشرق الأوسط بسبب نقص الغذاء، ولا يعرف الملايين ما إذا كان أطفالهم سيصمدون حتى نهاية العام أم لا.

مساعدات أقل

رصد موقع "رولينج ستون" الدولي، مأساة الملايين الذين يعانون من نقص الغذاء، ومنهم فادومو، التي انتقلت  مؤخرًا إلى مخيم للنازحين داخليًا، بالقرب من مقديشو بعد فرارها من المناطق التي دمرتها الحرب والجفاف في جنوب وسط الصومال، حيق فقدت فادومو كل شيء تقريبًا، ثم جاءت إلى العاصمة على أمل العثور على عمل ثابت، لمعرفة طريقة لضمان مستقبل أطفالها.

وقالت: "عندما وصلنا إلى هنا، لم تكن هناك خدمات أو دعم، كانت المساعدة الوحيدة التي حصلنا عليها من زملائنا النازحين، الذين قدموا لنا العصي والشراشف لتجميع خيمة مؤقتة، لكن هذا كان كل شيء"، وتضيف: "إن حصول أطفالي على الطعام والماء أمر غير وارد".

يقول عمال الإغاثة المخضرمون: إن مئات الآلاف من الأشخاص "ينظرون إلى الموت في عيونهم"، حيث يواجه 48 مليون شخص أزمة غذائية حادة في جميع أنحاء شرق إفريقيا هذا العام.

وتابعت: إن فادومو مثل الملايين حول العالم ليس لديها الوقت للقلق بشأن الأحداث الجارية في أماكن أخرى من العالم، فقد مضى بالفعل أكثر من يوم على آخر وجبة هزيلة لهم، وغالبًا ما تكون مجرد بقايا طعام يتقاسمها جيرانها في المخيم، وعلى أي حال، لم تكن خارج الصومال أبدًا.

وأضافت: أن فادومو لا تعرف أن روسيا انسحبت مؤخرًا من اتفاقية إنسانية رئيسية للسماح للحبوب والمواد الغذائية الأخرى بالتحرك من الموانئ الأوكرانية، وهي لا تعلم أن الانخفاض الناتج في شحنات المواد الغذائية والتقلبات في أسواق السلع الأساسية وارتفاع أسعار القمح تعني مساعدات إنسانية أقل لملايين اللاجئين حول العالم.

قال شاشوات صراف، مدير الطوارئ الإقليمي لشرق إفريقيا في لجنة الإنقاذ الدولية (IRC): "أكثر من 80 بالمائة من واردات الغذاء في الصومال وشرق إفريقيا كانت تأتي بالفعل من أوكرانيا وروسيا حتى قبل الأزمة ومن نيروبي، وخلال العام الماضي، شهدت الصومال وإثيوبيا وكينيا واحدة من أسوأ فترات الجفاف منذ سنوات، وازداد الاعتماد على الواردات الغذائية فقط منذ بدء الأزمة في أوكرانيا".

مرمى النيران

وأكدت الصحيفة الدولية، أن فادومو وأشخاصا مثلها - من السودان واليمن، ومرورا بأفغانستان وحتى إلى هايتي عالقون في مرمى نيران الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث تعرضت حياتهم للخطر تمامًا مثل أي مقيم في باخموت أو زابوريزهزيا، قد تموت فادومو وأطفالها في الصومال، تماما مثل ضحايا الصراع في أوكرانيا.

وتابعت: إن أوكرانيا كانت قبل الأزمة ثالث أكبر مصدر للذرة في العالم وخامس أكبر مصدر للقمح في عام 2021، وفقًا لبيانات من دائرة الزراعة الخارجية التابعة لوزارة الزراعة الأميركية، والتي تراقب تجارة الأغذية العالمية، ومنذ الصراع انخفض إجمالي الصادرات الزراعية للبلاد بنسبة 65 في المائة، مع انهيار بعض الصادرات -مثل زراعة البذور ومنتجات الألبان- تمامًا، وكانت الزراعة تمثل 41 في المائة من صادرات أوكرانيا قبل الصراع، وتوظف 14 في المائة من القوة العاملة في البلاد، حيث تراكمت ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية في صوامع حول البحر الأسود.

وأوضحت أنه وسط تحذيرات رهيبة بشأن التأثير الإنساني لفقدان صادرات أوكرانيا الغذائية على الأسواق العالمية، أدت موجة دبلوماسية نسقتها تركيا وبدعم من الأمم المتحدة إلى اتفاق في يوليو الماضي عُرف باسم مبادرة حبوب البحر الأسود، والتي سمحت لطرف ثالث تتمثل في سفن لتحميل الأغذية والأسمدة في ثلاثة موانئ أوكرانية -يوجني وأوديسا وتشورنومورسك- وتسليمها إلى الخارج، وكانت أول سفينة تبحر بموجب الاتفاق -الشجاع القائد المستأجر من برنامج الغذاء العالمي- متجهة إلى القرن الإفريقي من يوجني في منتصف أغسطس، محملة بالحبوب الأوكرانية، وبما أن القمح هو المحصول الأساسي المستخدم في المساعدات الإنسانية، فقد نقل 23 ألف طن منه إلى إثيوبيا، تبع ذلك سفن أخرى من الموانئ الخاضعة للسيطرة الأوكرانية والروسية، وبحلول الوقت الذي انسحبت فيه روسيا من الصفقة تم شحن ما يقرب من 32.8 مليون طن من المواد الغذائية، بما في ذلك الذرة والقمح وزيت عباد الشمس من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود على مدار عام واحد.

وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يعد يتم تحميل الحبوب في المنشآت الأوكرانية على السفن، وتتجنب السفن التجارية إلى حد كبير الموانئ الأوكرانية، وبعد الانسحاب من المبادرة أصدرت وزارة الدفاع الروسية بيانًا جاء فيه أن "أي سفينة تبحر إلى ميناء أوكراني ستُعتبر مقاتلة تحمل أسلحة"، واتبعتها وزارة الدفاع الأوكرانية ببيان بالمثل قالت فيه: إن أي سفينة تسافر إلى ميناء روسي في البحر الأسود ستتعرض للهجوم.