بعد انتشار بصماتها الإرهابية في الشرق الأوسط.. هل يوقف العرب قطار التهديد الإيراني؟
يسعي العرب إلي وقف قطار التهديد الإيراني
على مدار السنوات الأخيرة كانت إيران السبب الرئيسي في تهديد منطقة الشرق الأوسط، حيث نشرت أذرعها في جميع أنحاء المنطقة بداية من اليمن مرورًا بسوريا ولبنان والعراق وحتى ليبيا، وكانت تسعى لما وصفه بعض المراقبين بالتطهير العرقي وإعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية باستخدام أذرعها في هذه الدول وعلى رأسهم حزب الله في لبنان والميليشيات الشيعية في العراق والحوثيين في اليمن، شكلت إيران تهديدا كبيرا للدول العربية التي نجحت في مواجهة هذا الخطر.
تفاقمت الأزمات السياسية في اليمن ولبنان والعراق مؤخرًا بسبب التدخلات الإيرانية، وأصبح إصلاح العلاقات بينها وبين العرب مرهونا بحل هذه الأزمات والتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، فضلاً عن برنامجها النووي، الذي أصبح صداعا في رأس العالم العربي، بسبب تهديدات الحرس الثوري الإيراني المستمرة للمنطقة.
بصمات إرهابية
وبحسب صحيفة "تليجراف" البريطانية، فإن بصمات الحرس الثوري الإسلامي الإيراني منتشرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا وأمريكا، حيث يصل إرهابها إلى لبنان عبر حزب الله وغزة عبر الجهاد الإسلامي الفلسطيني وسوريا واليمن وغيرها.
وتابعت أن إيران دولة تتوسع وتضر بكل مكان تصل إليه، حيث تقوض إيران الأمن العالمي كما أنها تسعى إلى تطوير أسلحة نووية، لذلك تعمل الدول العربية والغربية على ضمان عدم حصول طهران على سلاح نووي.
وأضافت أنه تستخدم إيران الإرهاب كأداة ضد كل من تعتبره الحكومة عدواً: أولئك الذين يعارضون النظام، بالإضافة إلى ذلك، يحاول النظام الإيراني الحصول على أسلحة نووية تسمح له بتحقيق الهيمنة الإقليمية.
محاولات دولية
وأفادت الصحيفة البريطانية، أنه حتى الآن، لم تكن محاولات المجتمع الدولي لإحباط سعي إيران للحصول على سلاح نووي غير قانوني من الدرجة العسكرية مثمرة، والحكومة الإيرانية تتجاهل جميع المعايير الدولية، حيث نشرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخراً تقريراً يظهر أن إيران قامت بتخصيب اليورانيوم إلى مستوى يقارب 90 في المائة من التخصيب.
وتابعت أن المحاولات الدولية لوقف الإرهاب الإيراني لا تزال مستمرة، سواء من خلال الضغط الدولي بالعقوبات أو بفتح قنوات دبلوماسية وهو ما كثفته الدول العربية والغربية مؤخرًا، بوقف البرنامج النووي الإيراني مقابل إلغاء كافة العقوبات المفروضة عليها، إلا أن المفاوضات لم تصل للأهداف المطلوبة منها حتى الآن.
وأضافت أنه يبدو أن هذه المحاولات العربية الغربية هي الوسيلة الوحيدة لإيقاف قطار الإرهاب الإيراني وتهديد أذرعها لاستقرار منطقة الشرق الأوسط، وعلى الرغم من الإخفاقات حتى الآن في التعامل مع التحديات التي يفرضها النظام الإيراني، لا يزال هناك أمل، حيث يمكن أن يؤدي اتخاذ موقف دولي حازم ضد النظام الإيراني المتطرف، والضغوط الاقتصادية والسياسي ، فضلاً عن التهديد العسكري الكبير والموثوق، إلى إحداث تغيير في السياسة الإيرانية على الصعيدين الخارجي والداخلي تجاه مواطنيها.