قبل العيد.. كيف يواجه اللاجئون العرب قسوة الحياة والحروب في أوطانهم؟
يواجه اللاجئون العرب قسوة الحياة والحروب في أوطانهم
أيام قليلة تفصل العالم العربي والإسلامي عن عيد الأضحى المبارك، وفي ظل احتفالات العالم الإسلامي بالأيام المباركة، يواجه مئات الآلاف من اللاجئين العرب قسوة الحياة ومرارة الحرب في أوطانهم، بعضهم غير قادر على الاستمرار في الحياة بعيدًا عن الوطن وفي الوقت نفسه أصبح حلم العودة بعيد عن المنال.
وأدت النزاعات في عدة مناطق مثل سوريا واليمن وليبيا وجنوب السودان إلى نزوح واسع النطاق، حيث يسعى ملايين الأفراد إلى الأمان والحماية في البلدان المجاورة أو عبر الحدود.
معاناة اللاجئين السوريين
وأكدت صحيفة "جلوبال إيكو" البريطانية، أن أزمة اللاجئين السوريين تُعد من أكبر أزمات اللاجئين والنزوح في العالم نتيجة الحرب السورية، حيث نزح ملايين السوريين من مجتمعاتهم، مع نزوح أكثر من 6.8 مليون داخلي و 5.5 مليون لاجئ يعيشون في البلدان المجاورة.
وتابعت أن موجة النزوح أدت إلى أزمة إنسانية، حيث يكافح الكثير من الناس للوصول إلى الضروريات المنقذة للحياة مثل الغذاء والمياه والرعاية الصحية، حيث بدأت أزمة اللاجئين السوريين في عام 2011 نتيجة الحرب الأهلية، ونزح الملايين من السوريين إلى بلدان مثل تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر.
وأضافت أن اللاجئين السوريين في لبنان هم الأسوأ حالاً، بينما الموجودون في مصر ودول الخليج وأوروبا هم الأفضل حالاً، ولكن في لبنان وتركيا يُعد الأمر صعبا للغاية، حيث تواجه العائلات السورية خطر الترحيل القسري يوميًا، فضلاً عن حالة الاستقطاب الكبرى التي تشهدها هذه الدول والرفض الشعبي لوجود اللاجئين، بعد أن أوهمتهم النخبة السياسية بأن اللاجئين هم السبب الرئيسي في الأزمات الاقتصادية الكبرى التي يشهدها كلا البلدين.
أزمة لاجئي جنوب السودان
تعد أزمة اللاجئين في جنوب السودان واحدة من أكبر أزمات اللاجئين في العالم حيث يوجد أكثر من 2 مليون لاجئ من جنوب السودان و 1.87 مليون نازح داخليًا في جنوب السودان بسبب الصراع العنيف في جميع أنحاء البلاد.
وأجبر الصراع ، إلى جانب انعدام الأمن الغذائي وعدم الاستقرار السياسي ، الملايين من سكان جنوب السودان على البحث عن ملاذ في البلدان المجاورة مثل أوغندا والسودان وإثيوبيا وكينيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. بدأ الصراع في جنوب السودان في عام 2013.
لاجئو السودان
كانت الأزمة في السودان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، لتزيد من معاناة اللاجئين، حيث كان السودان ملاذا آمنا للاجئين من دول القرن الإفريقي غير المستقر، واليوم يفر الملايين من سكانه بحثاً عن ملاذ آمن جديد، فكانت تشاد وإثيوبيا من أبرز الوجهات في الغرب والجنوب، وكانت مصر الملاذ الآمن الوحيد في الشمال.
وأوضحت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، أن الهروب للشمال من أجل الوصول لمصر لم يُعد بالأمر السهل، أما التوجه إلى تشاد أو إثيوبيا فهو يحمل الكثير من المخاطر الأخرى نتيجة للحروب الداخلية بهما والتي تعاني منها معظم دول القرن الإفريقي، ما يضع اللاجئين السودانيين في موقف صعب للغاية، وخيارات أكثر تعقيدًا في مهمتهم للبحث عن الأمان.
وتابعت أن اللاجئين العرب في السودان سواء من ليبيا أو سوريا أو اليمن يواجهون مصيرا آخر قاتما، وهو خطر اللجوء والهرب للمرة الثانية في ظل الخيارات المعدودة الأخرى والتي قد لا تمكنهم من عبور الخط الحدودي لأي من دول الجوار، كما أن العودة لوطنهم لا تقل خطورة عن البقاء في السودان.