قمة مصرية قطرية وبرقية سرية لواشنطن.. جهود عربية مكثفة لوقف القتال في غزة

قمة مصرية قطرية وبرقية سرية لواشنطن

قمة مصرية قطرية وبرقية سرية لواشنطن.. جهود عربية مكثفة لوقف القتال في غزة
السيسي وأمير قطر

استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الجمعة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في مطار القاهرة الدولي اليوم الجمعة، حيث جاءت القمة في الوقت الذي أرسلت فيه سفارة الولايات المتحدة في سلطنة عمان برقية سرية للإدارة الأمريكية تحذرها فيها من غضب الزعماء العرب بسبب استمرار القتال في غزة وسقوط قرابة ١١ ألف فلسطيني ضحية معظمهم من النساء والأطفال.

قمة مصرية قطرية

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي في بيان إن الزعيمين سيعقدان قمة في العاصمة المصرية اليوم.

وبحسب ما أوردته وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية، فإن الرئيس السيسي والشيخ تميم سيناقشان أزمة الأسرى الذين تحتجزهم حركة حماس وسط الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة والتي بدأت في 7 أكتوبر.

وتابعت أن القمة تأتي بعد يوم من لقاء وفد من حماس برئاسة كبار قادة حماس إسماعيل هنية وخالد مشعل برئيس جهاز المخابرات العامة المصرية عباس كامل، حيث ورد أنهما ناقشا قضية الأسرى بالإضافة إلى وقف إطلاق النار الإنساني في غزة.

وتعمل مصر وقطر على تمهيد الطريق لاتفاق يتضمن تنفيذ هدنة إنسانية في غزة وتبادل الأسرى.

وأسفرت وساطة مصرية قطرية أواخر أكتوبر عن إطلاق سراح الأسيرين الإسرائيليين نوريت إسحق ويوشيفيد ليفشيتز لأسباب إنسانية وصحية.

وتابعت أن في 7 أكتوبر، شنت حماس هجومًا مفاجئًا على إسرائيل، مما أسفر عن مقتل مئات الإسرائيليين وأسر حوالي 240 أسيرًا، وأدت الحرب الانتقامية الإسرائيلية إلى مقتل نحو 11 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 26 ألف آخرين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، الخميس.

برقية عربية سرية

وفي السياق نفسه، كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن دبلوماسيين في العالم العربي حذروا إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من أنها "تخسرنا نحن الشعوب العربية لجيل كامل بسبب دعمها للحملة الإسرائيلية في غزة"، وفقًا لبرقية دبلوماسية سرية.

وجاء في رسالة سرية من السفارة الأميركية في عمان للإدارة الأميركية: "إننا نخسر بشدة في ساحة معركة الرسائل، حيث يحكم القادة العرب على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل "بالمسؤولية المادية والمعنوية فيما يعتبرونه جرائم حرب محتملة".

وأضافت الشبكة أنه تم إرسال البرقية، من ثاني أعلى مسؤول في مسقط، إلى الأجهزة الأمنية بما في ذلك مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، ووكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي، واستشهدت بمحادثات مع "مجموعة واسعة من الاتصالات الموثوقة والرصينة".

وكثفت منظمات حقوق الإنسان والمتظاهرون ضغوطهم على الحكومات المتحالفة مع إسرائيل للدعوة إلى وقف إطلاق النار في الأسابيع الأخيرة، وسط قصف مدمر لقطاع غزة.

وتقول وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن 10800 فلسطيني قُتلوا في الصراع، من بينهم 4400 طفل. وفي الضفة الغربية المحتلة، استشهد أكثر من 160 فلسطينيا.

وتابعت الشبكة أن حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط عبروا مرارا وتكرارا عن إحباطهم من موقف إدارة بايدن بشأن الأزمة في جنوب بلاد الشام في الأسابيع الأخيرة.

وفي نهاية الأسبوع الماضي، حضر وزير الخارجية أنتوني بلينكن قمة في الأردن مع كبار الدبلوماسيين من مصر وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، إلى جانب الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية ومقرها الضفة الغربية، حيث دعا الزعماء العرب إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وهي دعوة لم يؤيدها بلينكن، بحجة أنها ستمنح حماس الوقت لتجديد مواردها بعد أسابيع من القتال العنيف.

وقال الرئيس جو بايدن إنه يعتقد أنه يجب أن يكون هناك "هدنة" إنسانية في الصراع، بعد أن قاطع أحد المتظاهرين خطابه خلال حملته الانتخابية مساء الأربعاء الماضي ودعا إلى وقف إطلاق النار.

وتابع بايدن: "أعتقد أننا بحاجة إلى وقفة".

يمكن أن يشمل هذا التوقف وقتًا للمدنيين في قطاع غزة المحاصر لتلقي المساعدات وللمواطنين الأجانب المحاصرين في القطاع للخروج.

وأوضحت الشبكة أن ذلك كان خروجاً دقيقاً بالنسبة لبايدن وكبار مساعديه في البيت الأبيض، الذين ظلوا ثابتين طوال أزمة الشرق الأوسط في القول إنهم لن يُملوا على الإسرائيليين كيفية تنفيذ عملياتهم العسكرية رداً على هجوم 7 أكتوبر الذي شنته حماس، لكن الرئيس واجه أيضاً ضغوطاً متزايدة من جماعات حقوق الإنسان، وزملائه من زعماء العالم، وحتى الأعضاء الليبراليين في حزبه الديمقراطي، الذين يقولون إن القصف الإسرائيلي لغزة يشكل عقاباً جماعياً، وإن الوقت قد حان لوقف إطلاق النار.

وقد وافقت إسرائيل منذ ذلك الحين على هدنة إنسانية لمدة أربع ساعات يوميا في شمال غزة، حسبما أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي أمس - ابتداءً من أمس الخميس، ومع ذلك، تحذر جماعات حقوق الإنسان والجمعيات الخيرية من أن فترات التوقف المؤقتة قد لا تكون كافية.

وقال متحدث باسم منظمة "أوكسفام": "إن الهدنة التي فرضتها الولايات المتحدة وإسرائيل لمدة أربع ساعات في غزة ليست كافية"