عين الرئيس التونسي، قيس سعيد، المهندسة نجلاء بودن رمضان رئيسة للوزراء، لتصبح أول امرأة تشغل هذا المنصب في تونس، وطلب منها أن تكون أولوية حكومتها مكافحة الفساد وإعادة الأمل للتونسيين، وجاء هذا التعيين بمثابة الضربة القاضية للإخوان، حيث يأتي تكليف رئيسة للوزراء بعد شهرين من عزل الرئيس للحكومة السابقة وتجميد أنشطة البرلمان لإنقاذ البلد من الانهيار من قبل حركة النهضة الإخوانية. 

في هذا السياق قالت الدكتورة بدرة قعلول، مديرة المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية الأمنية والعسكرية بتونس: إن تكليف نجلاء بودن بتشكيل الحكومة يعد ضربة قوية للفكر الإخواني الظلامي وقطع الطريق تجاه تعامل تلك الجماعة الإرهابية للمرأة في تونس، كما أنه خطوة للأمام لتحقيق مطالب الشعب التونسي الذي أعلن تأييده لقرارات الرئيس قيس سعيد في يوليو الماضي، ضد الجماعة الإرهابية. 

ولفتت مديرة المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية الأمنية والعسكرية بتونس لـ"العرب مباشر"، أن هذه الخطوة تعطي حق المرأة التونسية التي عانت كثيرًا مع وجود حركة النهضة الإخوانية التي عملت على اضطهاد المرأة في البرلمان التونسي وكثير من القطاعات والوزارات المختلفة بتونس. 

كما عبر رئيس الكتلة النيابية لحزب قلب تونس بالبرلمان المجمّدة اختصاصاته أسامة الخليفي عن تمنياته بالتوفيق لرئيسة الحكومة المكلفة نجلاء بودن رمضان، معربا عن أمله أن تحظى بثقة البرلمان بعد تشكيل حكومتها وفق مقتضيات الفصل الـ89 من الدستور كي تصبح حكومتها شرعية.

كما أعرب  الخليفي، في تصريح  لوسائل إعلام تونسية عن أمله في أن تسارع رئيسة الحكومة المكلفة بعد توليها مهامها في اتخاذ الإجراءات الضرورية التي تحتاجها تونس في مجال الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية وأن تكون أولوياتها الإصلاحات في العمق.

فيما رحب المحلل السياسي ورئيس حركة الشعب التونسي أسامة عويدات، في تصريح لـ"العرب مباشر" بتكليف السيدة  نجلاء بودن بتشكيل الحكومة التونسية الجديدة والذي اعتبرها أنها خطوة للنور بعد الظلام الذي ظل لسنوات في عهد الإخوان الإرهابية الممثلة في حركة النهضة، مؤكدا أننا نأمل في أن تكون كذلك خطوة جيدة لتحقيق كافة مطالب الشعب في الفترة المقبلة، وخاصة أن المهمة في الوقت الحالي تعد صعبة. 

كما وصف العديد من رواد مواقع التواصل بتونس هذه الخطوة بالتاريخية، بعد تكليف الرئيس التونسي قيس سعيد، نجلاء بودن بتشكيل الحكومة في خطوة تأتي ضِمن سياق رحلة إنقاذ بدأها الرئيس لتجاوز مخلفات حكم الإخوان منذ سنة 2011.

وتواجه رئيسة الحكومة الجديدة ملفات ثقيلة ستواجهها خاصة في المجال الاقتصادي والاجتماعي، وخاصة أن تعيينها في هذا الظرف بالذات سيكون له تداعيات إيجابية على مسار القطع مع المنظومة الإخوانية.