نزاع الحدود.. هل تتحول التوغلات الإسرائيلية في سوريا إلى مواجهة طويلة الأمد؟
نزاع الحدود.. هل تتحول التوغلات الإسرائيلية في سوريا إلى مواجهة طويلة الأمد؟
مع انهيار نظام الأسد في وقت سابق من الشهر الجاري، سيطرت القوات الإسرائيلية بسرعة على المناطق الحدودية مع سوريا، وسعت إلى نزع سلاح القرى المحيطة لخلق منطقة عازلة أمنية. ولكن هذه الخطوة أثارت احتجاجات ورفضًا محليًا واسع النطاق، حيث يخشى السكان أن يتحول الوضع إلى احتلال طويل الأمد.
رفض شعبي
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، فقد شهدت بعض القرى في جنوب سوريا احتجاجات غاضبة ضد التواجد العسكري الإسرائيلي.
وفي قرية معرية الحدودية، أظهرت مقاطع فيديو مظاهرات حاشدة رفع خلالها المحتجون أعلام "سوريا الحرة"، ورشقوا المركبات العسكرية الإسرائيلية بالحجارة في 20 ديسمبر. وفي قرية السويسة، أطلقت القوات الإسرائيلية النار التحذيرية لتفريق المتظاهرين، مما أسفر عن إصابة أشخاص عدة، وفقًا لشهادات محلية.
ويشتكي السكان من تعطل حياتهم اليومية نتيجة للتواجد الإسرائيلي، بما في ذلك القيود على التنقل والوصول إلى المياه والكهرباء والمواد الغذائية.
كما أشار رؤساء ثماني قرى في محافظة القنيطرة إلى أن القوات الإسرائيلية منعت المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، مطالبين بانسحاب هذه القوات فورًا.
مخاوف دولية
وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الهدف من التواجد العسكري هو حماية الحدود بشكل مؤقت إلى حين إيجاد ترتيب بديل.
وأكد مسؤولون إسرائيليون أنهم يسعون لنزع سلاح القرى بطرق سلمية مع الحد من التدخل العسكري في المناطق المأهولة.
وأكدت الصحيفة الأمريكية أن هذه التحركات أثارت انتقادات واسعة من الأمم المتحدة وحكومات أوروبية وعربية، مشيرة إلى أن إسرائيل قد تخاطر باندلاع مواجهات مسلحة مع السلطات الجديدة في سوريا عقب سقوط بشار الأسد.
استولت القوات الإسرائيلية على مواقع عدة على بعد كيلومتر واحد من المنطقة العازلة، بما في ذلك مواقع استراتيجية مهجورة.
وأقام الجيش الإسرائيلي ممرات عسكرية وقطع الطرق المؤدية إلى بعض القرى، ما أدى إلى تدهور البنية التحتية وانقطاع خدمات المياه والكهرباء لفترات طويلة.
وقال ديرار البشير، الحاكم السابق لمحافظة القنيطرة، إنه اجتمع مع مسؤولين إسرائيليين في الجولان المحتل للتفاوض حول تسليم الأسلحة، لكن الاجتماع لم يسفر عن تقدم يُذكر.
سيناريوهات مستقبلية
ويرى خبراء أن استمرار التواجد العسكري الإسرائيلي قد يؤدي إلى تصعيد التوترات، لا سيما مع ازدياد الغضب الشعبي. وحذر إياد ناصر، عم الشاب المصاب في احتجاجات معرية، من أن الوضع قد يتفاقم إذا لم تنسحب القوات الإسرائيلية سريعًا.
ومع تعقيدات الوضع الميداني، تتزايد المخاوف من أن يتحول النزاع إلى مواجهة أوسع في المنطقة إذا لم يتم التوصل إلى حلول.