قالت الصين: إن فوزه سيشعل الحرب.. من هو لاي تشينغ رئيس تايوان الجديد؟

فاز لاي تشينغ برئاسة تايوان

قالت الصين: إن فوزه سيشعل الحرب.. من هو لاي تشينغ رئيس تايوان الجديد؟
لاي تشينغ

فاز لاي تشينغ - تي بالانتخابات الرئاسية في تايوان، متغلباً على منافسه الرئيسي هان كوي - يو بفارق كبير. وبهذا الفوز، أصبح لاي أول رئيس تايواني من أصل محلي، وأول طبيب يتولى هذا المنصب، ولكن ما هي قصة لاي، وكيف وصل إلى هذا المنصب؟ وما التحديات التي تواجهه في ظل التوترات المتصاعدة مع الصين؟

من الطب إلى السياسة

وُلد لاي في عام 1959 في قرية تعدين فقيرة في شمال تايوان. وتوفي والده، الذي كان عاملاً في منجم الفحم، في حادث عمل عندما كان لاي في السابعة من عمره. وترك وراءه زوجة وستة أطفال. وعانت والدة لاي من صعوبات اقتصادية، واضطرت إلى العمل في مهن متنوعة لإطعام أسرتها. ورغم ذلك، حافظت على طموحها لتعليم أبنائها، وشجعت لاي على تحقيق حلمه بأن يصبح طبيباً.

وبعد تخرجه من كلية العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل في تايبيه، انتقل لاي إلى تاينان لدراسة الطب. وعمل طبيباً في مستشفى جامعي في تاينان لعدة سنوات، حتى دخل عالم السياسة في منتصف التسعينيات. وكان ذلك بعد أن اقترح عليه مسؤول في الحزب الديمقراطي التقدمي، الذي كان حينها حزب المعارضة، أن يدعم حملة أحد المرشحين للانتخابات المحلية.

وقد شارك لاي في الحركة الديمقراطية التي نشأت في تايوان ضد الحكم الاستبدادي لحزب الكومينتانغ، الذي حكم الجزيرة لأكثر من أربعة عقود بعد هروبه من الصين الشيوعية في عام 1949.

وفي عام 1996، قرر لاي الترشح للمجلس التشريعي، وهو الهيئة التشريعية الرئيسية في تايوان. وكانت هذه الخطوة محفزة بالنسبة له، خاصة بعد أن شهد أزمة مضيق تايوان، عندما أطلقت الصين صواريخ تهديداً لتايوان، التي كانت تستعد لإجراء أول انتخابات رئاسية ديمقراطية في تاريخها.

وقال لاي في مقال نشره في صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية: "قررت أنه من واجبي المشاركة في ديمقراطية تايوان، والمساعدة في حماية هذه التجربة الوليدة من الذين يريدون الإضرار بها".

صعوده إلى القمة

منذ دخوله السياسة، شغل لاي مناصب مهمة في الحزب الديمقراطي التقدمي والحكومة. وفي عام 2010 أصبح عمدة مدينة تاينان، وحظي بشعبية كبيرة بين الناخبين بسبب سياسته الشفافة والمسؤولة. وفي عام 2016، تم تعيينه رئيساً للوزراء من قِبَل الرئيسة تساي إنغ - ون، التي فازت بالانتخابات الرئاسية في ذلك العام. وفي عام 2020، اختارته تساي مرشحا لها لمنصب نائب الرئيس، وفازا معاً بولاية ثانية.

قرار الترشح ومحاولات العرقلة الصينية

وفي عام 2024، قرر لاي الترشح للرئاسة، وواجه منافسة شرسة من هان كوي - يو، عمدة مدينة كاوشيونغ ومرشح حزب الكومينتانغ. وكانت العلاقات مع الصين هي الموضوع الرئيسي في الحملة الانتخابية، حيث تمسك لاي بالدفاع عن السيادة والديمقراطية التايوانية، في حين دعا هان إلى تحسين العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الصين.

وقد حاولت الصين التأثير على نتيجة الانتخابات بتهديد تايوان بالعقوبات والعمليات العسكرية، ومحاولة إقناع الناخبين بأن التصويت للاي سيؤدي إلى الحرب.

ولكن هذه الخطوات لم تنجح، بل على العكس، أثارت غضب الناخبين التايوانيين، الذين أعطوا لاي ثقتهم بأغلبية ساحقة.

التحديات المستقبلية

بعد فوزه بالرئاسة، يواجه لاي تحديات كبيرة في إدارة العلاقات مع الصين، التي تعتبر تايوان جزءاً من أراضيها، وتهدد باستخدام القوة العسكرية لضمها. وقد قطعت الصين الاتصالات الرسمية مع تايوان منذ عام 2016، وكثفت حملتها لعزل تايوان دولياً وتقويض حلفائها.

وقد أعربت الصين عن استيائها من فوز لاي، ووصفته بأنه "الصبي المدلل لحركة الاستقلال التايوانية"، وحذرته من أنه لا يمكنه "تجاوز خطا أحمر" بشأن الوحدة الوطنية.

ولكن لاي لم يتراجع عن موقفه الداعم للحفاظ على الوضع الراهن بين تايوان والصين، وهو ما يعني أنه لا يقبل بأن تايوان هي جزء من الصين، ولا يسعى إلى الانفصال عنها.

وقال لاي في خطابه الانتخابي: "سنحافظ على سيادة تايوان وأمنها ونظامها الديمقراطي وطريقة حياتنا". وأضاف أنه سيسعى إلى تعزيز التعاون والحوار مع الصين، بشرط أن تحترم الصين إرادة الشعب التايواني وحقه في تقرير مصيره.