انتهاكات مستمرة ووعود كاذبة.. كيف كشف المونديال كوارث قطر في حق البشرية؟

كشف المونديال كوارث قطر في حق البشرية

انتهاكات مستمرة ووعود كاذبة.. كيف كشف المونديال كوارث قطر في حق البشرية؟
صورة أرشيفية

أفسدت قطر بتجاوُزاتها رونق البطولة الأهم والأكثر شعبية في العالم قبل شهور من انطلاقها، بطولة كأس العالم 2022 بقطر أصبحت بطولة ذات سمعة سيئة والأكثر إثارة للجدل في تاريخ اتحاد الكرة الدولي "فيفا"، حيث نجح النظام القطري في إثارة الجدل بسبب قضايا الفساد ومناخها غير الملائم لاستضافة أي حدث رياضي بالإضافة إلى السجل السيئ لحقوق الإنسان، ليصبح مونديال قطر الأكثر إثارة للجدل في تاريخ كأس العالم، ووفقا لصحيفة "أمباكتر" البريطانية، فقد أثيرت تساؤلات حول شرعية استضافة قطر للبطولة لأول مرة في عام 2011، حيث حصلت قطر على حقوق الاستضافة بعد الفوز باقتراع أعضاء الفيفا التنفيذيين عام 2010، في مايو 2011 ، أثارت مزاعم الفساد ضد كبار مسؤولي الفيفا تساؤلات حول شرعية كأس العالم 2022 ، حيث اتهمت قطر بدفع رشاوى بملايين الدولارات للمسؤولين لاستضافة الحدث، ومع اقتراب انطلاق البطولة، أثيرت العديد من القضايا التي تخص قطر، وعلى رأسها أزمة المناخ التي تسببها بالإضافة إلى الرشوة وانتهاكات حقوق العمال.

تحقيقات باطلة

وأفادت الصحيفة أنه بعد تحقيق استمر عامين، تم تبرئة قطر من أي مخالفات لكن كبير المحققين مايكل جارسيا قال منذ ذلك الحين إن تقرير الفيفا عن تحقيقه يحتوي على العديد من الأخطاء، وكشف رئيس الفيفا السابق جوزيف بلاتر الذي تتم محاكمته حاليًا بتهمة الاحتيال والاختلاس وغيرها من تهم الفساد، أن قطر خدعت اللجنة للفوز بالحقوق مع رشوة المسؤولين بصفقة تواطؤ مخالفة للقواعد، وممارسة ضغوط سياسية على السابقين وعلى رأسهم رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم مايكل بلاتيني، وبحسب الصحيفة البريطانية، فقد أثار القرار منذ ذلك الحين انتقادات كثيرة من المعلقين الإعلاميين، حيث صرح لويس فان جال المدير الفني لمنتخب هولندا، أن إقامة البطولة في قطر له أسباب تتعلق بالمال والمصالح التجارية.

وعود كاذبة

وأكدت الصحيفة أنه بعد فوز قطر بحق استضافة المونديال قدمت حكومتها سلسلة طويلة من الوعود، اتضح فيما بعد أنها كاذبة، حيث توقع الخبراء أن وعود قطر المناخية لن تكون كافية، وتابعت أن الاقتصاد القطري يعتمد على النفط ما جعل البلاد لديها واحدة من أعلى معدلات البصمة الكربونية للفرد في العالم، وتأتي أهدافها المناخية خلف العديد من الدول الغنية الأخرى في المنطقة.

وفي 31 مايو 2022 ، أصدرت منظمة "كاربون ماركت واتش CMW" وهي منظمة غير ربحية تعمل على تحسين السياسات المناخية ، تقريرًا قيم بموضوعية ومصداقية مطالبة قطر "بحيادية الكربون"، وقال لمؤلفي تقرير CMW: "إن تحقيقنا في الأدلة المتاحة يلقي بظلال من الشكوك الخطيرة على هذا الادعاء والذي من المحتمل أن يقلل من تقدير مستويات الانبعاثات الحقيقية للبطولة وتأثير المناخ، كما أنه يضلل اللاعبين والمشجعين والجهات الراعية والجمهور للاعتقاد بأن مشاركتهم المحتملة في الحدث لن تأتي بأي تأثير على المناخ.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في ظل تقدير المنظمين في قطر أن كأس العالم ستصدر 3.6 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون (MtCO2e) ، وجدت CMW أن هذا لا يمثل البصمة الفعلية للبطولة، يرجع ذلك إلى أن بصمة الملاعب تم حسابها موزعة على عمر الاستاد بالكامل، والذي يصفه التقرير بأنه "إشكالي" حيث تم تشييد الملاعب خصيصًا لكأس العالم، كما وجد تقرير CMW أن انبعاثات الكربون من بناء الملاعب قد يتم التقليل من شأنها في تحليل قطر ويمكن في الواقع أن تكون أعلى بثمانية أضعاف.

انتهاكات حقوقية

ووفقا للصحيفة، تعرضت قطر لانتقادات بسبب معاملتها للعمال الأجانب، حيث اتهمت منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش قطر بالمعاملة السيئة للعمال الأجانب بعد الكشف عن أن بناء مرافق كأس العالم اعتمد على العمل الجبري وأن وفاة الآلاف من العمال المهاجرين نتجت عن انتهاكات حقوق الإنسان وظروف العمل غير المبالية بالمناخ وغير الإنسانية.

وتابعت أن المسؤولين في قطر حرموا العديد من العمال من الطعام والماء، وسُلب منهم أوراق هويتهم، ولم يتم دفع أجورهم في الوقت المحدد أو على الإطلاق، مما جعل بعضهم في الواقع عبيدًا.

توصل أحد التحقيقات الحقوقية إلى أنه بحلول عام 2021 ، توفي 6500 عامل مهاجر من أعمال كأس العالم بالفعل في قطر منذ عام 2010 ، وأن 4000 عامل آخر قد يموتون بسبب تراخي السلامة وأسباب أخرى بحلول وقت إقامة المسابقة، وعارض المسؤولون الحكوميون القطريون هذه الأرقام، وزعموا إدخال إصلاحات تشريعية من شأنها حماية العمال وتحسين أجورهم، إلا أن منظمة Fifpro التي تمثل العمال قالت إن "العمال لا يزالون يتعرضون للممارسات التعسفية" في قطر، حيث "لا يزال العمال في المواقع الأكثر ضعفًا من دول مثل الهند وبنغلاديش ونيبال والفلبين وباكستان وبعض الدول الإفريقية جنوب الصحراء يخشون الانتقام، إذا استنكروا الاستغلال والأجور غير المدفوعة وساعات العمل الطويلة، كما أن هناك مخاوف بين المهاجرين من أنه عندما يتلاشى الضوء على قطر بعد كأس العالم، يمكن أن تتدهور ظروف العمل.