"كورونا" يتوغل في الجزائر.. والمواطنون تحت رحمة الأكسجين في الشارع

شهدت الجزائر تفشي فيروس كورونا

صورة أرشيفية

تشهد الجزائر تدهورا مخيفا في الأوضاع الصحية، إثر تفشي فيروس "كورونا" المستجد، بصورة مرعبة، خاصة سلالة "دلتا"، بنسبة 71 في المئة، مع توقعات بأن تصل إلى أكثر من 90 في المئة خلال الأسابيع المقبلة.

أعلى حصيلة إصابات

وفي آخر إحصائية صدرت منذ ساعات، سجلت الجزائر أعلى حصيلة إصابات يومية بكورونا منذ بدء الجائحة، حيث بلغ عدد المصابين بالفيروس 1505 أفراد في يوم واحد، بالإضافة إلى 24 وفاة جديدة، ليصل بذلك إجمالي الإصابات إلى 163660، والوفيات إلى 4087 فردا.

وأعلن المعهد المختص في الأبحاث والتحاليل الطبية أن "دلتا" تمثل ٧٠٪ من متحورات كورونا المنتشرة بالجزائر، حيث يُسجَل تسارع كبير في نشاطها منذ بداية الأسبوع الأول لهذا الشهر، قبل أن تتجاوز 50 % منذ النصف الثاني ليونيو الحالي.

وتسببت تلك الأعداد المرتفعة في رفض المستشفيات بمختلف أنحاء البلاد، استقبال مصابي كورونا، بسبب عدم وجود أماكن شاغرة في غرف الإنعاش وفقدان الأكسجين.

معاناة لأجل الأكسجين

وفي ظل تلك الأزمة، انتشرت مقاطع فيديو مؤثرة تصف المأساة التي يعاني منها الشعب الجزائري، لمواطنين يبيتون أمام مصانع إنتاج الأكسجين لملء أنابيب الأكسجين الخاصة بهم، خلال إجراءات أمنية مشددة لتجنب أي أعمال شغب.

وخلال أحد مقاطع الفيديو ظهرت حالة الفوضى التي تسبب فيها عدد من المواطنين من أجل الحصول على الأكسجين، حيث طلب مسؤول في أحد أكبر مستشفيات البلاد من السلطات إعلان حالة الطوارئ، جراء ارتفاع أعداد الوفيات بسبب أزمة الأكسجين.

قرارات رئاسية

وفي محاولة لاحتواء الأزمة الصحية المتفاقمة، وجه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بإطلاق عملية كبرى لصيانة وتجديد منشآت وأجهزة الإمداد بالأكسجين في المؤسسات الطبية.

وقرر الرئيس الجزائري شراء وحدات إنتاج متنقلة للأكسجين فورا من أجل دعم المستشفيات الكبرى، ورفع نسبة التلقيح بشكل أكبر في الولايات ذات الكثافة السكانية الكبيرة، باعتبارها الولايات الأولى لمصادر العدوى.

وحدد هدفا بالوصول لتطعيم 2.5 مليون شخص في العاصمة، وبنسبة 50% من سكان ولايات وهران، وقسنطينة، وسطيف وورقلة.

عودة الحجر الصحي

كما تم إعلان إعادة فرض نظام الحجر الصحي بدءا من الساعة 20.00 مساء إلى الـ6.00 صباحاً في الولايات الأكثر تضررا، وفرض أن تكون عملية التلقيح إجبارية في الجزائر.

بجانب رفع مستوى الصرامة الوقائية إلى أعلى المستويات، خاصة في الفضاءات التجارية المغلقة التي تعتبر المصدر الأول للعدوى، وتحسين تسيير مخزون وإنتاج الأكسجين والتحلي بالهدوء وعدم الارتباك خلال عمليات التوزيع والاستعمال، خلال الإقبال العالي للمرضى على المصالح الاستشفائية، خاصة وأن طاقة استيعاب المرضى لم تتجاوز 56 %..

ووجهت الرئاسة الجزائرية بـ"مضاعفة دور الإعلام على أوسع نطاق ممكن، لرفع نسبة التلقيح وطنيا".

فيما قررت السلطات الجزائرية تعطيل شعيرة الصلاة بمساجد المحافظات الموبوءة بفيروس كورونا، البالغ عددها 35 محافظة شهدت تمددا ضخما.