رغم تحذيرات الصحة العالمية.. ماذا وراء تفشي كورونا في العراق؟

ارتفعت عدد الإصابات بفيروس كورونا في العراق

رغم تحذيرات الصحة العالمية.. ماذا وراء تفشي كورونا في العراق؟
صورة أرشيفية

ما زالت العراق غارقة في أزمة صحية كبرى، خاصة بعدما سجلت رقما قياسيا عربيًا، حيث تجاوزت حصيلة الإصابات بفيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19"، حاجز المليون إصابة، لتصبح الأولى عربيًا في معدل الإصابات بالوباء، وسط تفشٍّ مخيف للمرض في المناطق العراقية؛ ما دفع الأمور لتخرج عن السيطرة في العراق.

أسباب تفشي كورونا بالعراق


ويأتي ارتفاع الإصابات بـ"كوفيد - 19" في العراق، بسبب استمرار التجمعات البشرية والاكتظاظ بالمرافق العامة والخاصة وعدم الالتزام بارتداء الكمامات من قبل المواطنين، والإقبال الشعبي على التطعيم باللقاحات المضادة لفيروس كورونا، فضلًا عن تردي البنية التحتية وعدم مواكبتها للتطور الهائل في علوم الطب والصحة.

كما أن عدم التزام المواطنين بالعراق بقرارات حظر التجول والإغلاق العام، يأتي ضمن أسباب الانتشار السريع للمرض في العراق، في ظل تجاهل المجمعات التجارية والسياحية والمولات تطبيق الإجراءات الاحترازية لمواجهة تفشي الوباء، بالإضافة لاتخاذ السلطات قرارًا بإعادة فتح المدارس وفرض الحضور للمرحلة الابتدائية والبكالوريا.

معدلات متواضعة للفحص اليومي لكورونا


وتجري العراق 40 ألف فحص يوميا للإصابات بفيروس كورونا المستجد فقط، وهو معدل متواضع في بلد به مدن ذات كثافة سكانية كبيرة، فضلا عن امتلاك العراق العديد من الأماكن والمزارات الدينية في البلاد، والتي يقصدها الزوار من مختلف دول العالم، وخاصة بعد القضاء على تنظيم داعش الإرهابي بالبلاد.

معاناة القطاع الطبي في العراق


ويعاني العراق من نقص في التجهيزات الطبية لرعاية مصابي كورونا، الذين يفضل عدد كبير منهم استعمال أنابيب الأوكسجين في منازلهم بدلًا من التوجه إلى المستشفيات المتداعية، ولكنه نجح مع ذلك في إطلاق حملة تلقيح ضد الوباء، رغم حملات التشكيك الواسعة حول استخدام اللقاحات.

وفاة خامس نائب عراقي بكورونا


وتوفي النائب العراقي عدنان الأسدي (69 عامًا) أمس الخميس، متأثرًا بمضاعفات فيروس "كوفيد - 19"، ليرتفع عدد النواب العراقيين المتوفين بكورونا إلى خمسة، بالإضافة لإصابة 28 موظفًا بالبرلمان العراقي بكورونا وإصابة 20 نائبًا بالفيروس.

الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر


ومن جانبها، حذرت منظمة الصحة العالمية، من تزايد أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في العراق، مشيرة إلى أنه في حال استمرار معدل الإصابات في الارتفاع فستكون المراكز الصحفية عاجزة عن استيعاب الأعداد الجديدة؛ ما يؤدي لارتفاع معدلات الوفيات بالبلاد.

كما حذر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، من خطورة الوضع الصحي بالبلاد، في ظل التزايد الكبير لأعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد المسبب لمرض "كوفيد- 19".

مساعدات دولية


وأرسلت الصين، في السابع من شهر مارس العام الماضي، فريقًا من سبعة خبراء صينيين لمدة 50 يومًا في العراق للمساعدة في احتواء الوباء، من خلال بناء مختبر (PCR) وتركيب جهاز (CT) وهو جهاز متقدم للأشعة المقطعية في بغداد، كما أرسلت الصين ثلاث دفعات من المساعدات الطبية إلى العراق.

كما أعلنت الحكومة البريطانية، عن تقديم مبلغ ثلاثة ملايين جنيه إسترليني؛ لدعم جهود الحكومة العراقية في محاربة انتشار فيروس كورونا.

الجدير بالذكر أنه منذ فبراير / شباط الماضي، يسجل العراق ارتفاعاً بمعدلات الإصابة بفيروس كورونا والسلالة المتحورة، ما اضطر السلطات الصحية في العراق إلى فرض قيود إجرائية للتقليل من حدة العدوى بينها الحظر الشامل والجزئي والتي لا يزال معمولا بها إلى الآن.